في العلاقات الانسانية عادة ما يبحث الانسان عمن يتفق معه ويبتعد عمن يختلف معه ، وليس بالضرورة ان يشابهه
لا تجدين اصدقاء الا وهناك امور مشتركة بينهما وهي اسس هذه العلاقة التي على ضوئها يشعر الشخص برغبة الحديث والتعامل مع الآخر
فالأرواح جنود مجندة
قد تجدين شخصين مختلفين تماما في الاهتمامات العملية او في الصفات الشكلية او في البيئة الاجتماعية ومع ذلك فهما صديقان جدا
لأن هناك الآلاف من الصفات المختزنة في باطن كل منهما لا بد واتفقت
ولا يعني ابدا ضرورة اتفاق كل الصفات المختزنة مع الآخر وانما اكبر جزء من هذا التوافق هو ما يدفع الى الصداقة والتعامل
ومن هنا تكتشفين اشياء غريبة عن شخص كنت تظنينه في اطار آخر ، واشياء نفسية عميقة أخرى من خلال صداقاته
وقد قالوا الصاحب بالصاحب
هذا ومن الضروري فهم ان الصفات المختزنة في عقولنا ليست نموذجا ثابتا ..قد تتغير تبعا لتغير احداث الحياة وتبعا للتجارب المختلفة مع انواع البشر واختبار ظروف الحياة وكل في النهاية يعدّل الصفات اوتوماتيكيا حسب ما يمر به من ظروف
والصفات المختزنة تضم اشياءا كثيرة ، لا تستغربي متى كان كل هذا الوقت الفاضي للعقل لكي يرسم على كيفه فعقلنا يعمل ليل نهار
فالصورة من الصفات المختزنة
وقد يكون المكان المتواجد فيه الشخص من الصفات المختزنة ، فتحبين شخصا دون ان يبذل مجهودا في ذلك !
وقد يكون الصوت من الصفات المختزنة
وطريقة الكلام
اللهجة
طريقة اختيار الألفاظ
ألم تسمعي بأن الاذن تعشق قبل العين احيانا ؟
وربما طريقة المشي
طريقة اللبس
نوعية المهنة
اسم العائلة
قربه من شخص مفضل لديك
قد يكون شقيق لصديقتك التي تحبينها
وهكذا
الآلاف من الامور
لا يوجد من لا يؤمن بالحب او من اغلق قلبه عن الحب ، وان حصل هذا فهو امر مؤقت تبعا لتجربة عاطفية عنيفة ربما
ولكن ما ان تبدأ جروحه بالالتئام حتى يبدأ بمطاردة طائر الحب من جديد ، ولربما تغيرت الصفات المختزنة لديه ...وحتما ذلك ، تبعا لما مر به من تجربة مؤثرة ، فيلصق هذه الصفات على شخص آخر .. وتعود الكرّة
او قد يكون تعبير ( باب القلب المغلق ) هو ستار واهي لشعور حب وتجربة قديمة لم يستطع الشخص ان ينساها
وبقي يعيش على ذكراها
وقد يحدث احيانا ان يقنع الانسان نفسه باجتناب الحب لأنه وانه وانه وياما قالولوه عن عمايله واهواله بالمحبين المساكين
والمؤسف ان هذا الانسان يقع في الحب بقوة مضاعفة للقوة التي كان يحتمي بها لاجتنابه
وذلك لأنه ما منع الانسان نفسه عن شيء الا واصرّ عليه
وربما السبب الدفين في ذلك ان عقولنا الباطنة تفشل في استقبال اوامر النهي وتخطئ في تفسيرها
فعندما نقرر انه : لا يجب ان نسهر ، نجد تلك الليلة ان الأرق هدّ حيلنا واننا لا نتمكن من النوم ( توافقينني على ذلك ؟)
وعندما نقول : لا يجب ان نضيع الوقت اليوم في التسوق ، لأن وراءنا واجب مهم ، نجد الوقت وقد ضاع في امر آخر غير ذاك الواجب الذي نريد ان نتممه
وعندما نقرر انه : لا يجب ان آكل هذه الفترة .. حتى ونجد كل ما نفضله من مأكولات في طريقنا ونأكل اضعاف ما اعتدنا تناوله
وعندما نقول : لن استغيب احدا اليوم ؟ حتى نجد اننا شرحنا نفس الشخص في هذا اليوم بالذات بالطول وبالعرض
اما مثلا احضرت واجبا عمليا معي الى البيت في عطلة نهاية الاسبوع وقلت في نفسي ، لا يجب ان اضيع يوم الجمعة دون ان اتمه ، وبالفعل ضاع يوم الجمعة دون ان انظر اليه ، وعندما كنت انظر الى اليوم يضيع ، وانتظر يوم السبت وهو اليوم ان يضيع دون ان افعل شيئا ، لأن طريقة صياغة الامر تؤدي الى مضاعفات خطيرة فقد امضي الاسبوع القادم كله دون ان المس شيئا من الاوراق ،
فورا عدّلت الامر في عقلي الباطن فقلت : يجب ان اتمه قبل ان اذهب غدا صباحا الى العمل
وبالفعل انجزته قبل دقائق في آخر الدقائق التي تفصلني عن الثانية عشرة منتصف الليل
أعني ان علينا ان نعدّل طريقة الاوامر والقرارات التي نوجهها الى انفسنا
ولا نستعمل ( لا )كثيرا بل الانسب ان نقول
يجب ان انام مبكرا ... بدل ان اقول ...لا يجب ان أسهر
يجب ان اتم واجبي ..بدل ان اقول ..لا يجب ان اضيع الوقت دون ان اتم واجبي
يجب ان ارحم البشر من لساني ... بدلا عن ...يوم
يجب ان اقتصد في الأكل ..بدلا عن ..لا يجب ان آكل
فالعقل الباطن لا يركز على ( النهي ) ، بل يركز على ( الفعل )
وما دام قلنا : يجب ان لا اسهر ...سينسى لا ، ويركز على السهر، ثم نمعن في السهر
لا يجب ان اضيع الوقت ... سينسى لا ويركز على تضييع الوقت ، ثم نمعن في اضاعة الوقت
لا يجب ان احب ... سينسى لا ... ويركز على الحب ونغرق في الحب
لا يجب ان آكل كثيرا ..سينسى لا ويسترسل في الأكل
لأنه فشل في تحديد الاوامر ، فاسترسل في القيام ( بالفعل ) الى مالانهاية
لهذا تتوق النفس الى فعل ما هي منهية عنه
يبحث الانسان عما ينقصه وتحديدا اكثر ...عن عكس ما يكرهه في نفسه وفي صفاته الشخصية والشكلية والحياتية والبيئية والعملية والاجتماعية والدراسية
فإذا كان شخصا قصير القامة وعانى بشدة من هذا واستمع الى الانتقادات ..لا شك سينجذب الى طول القامة !
وان كان شخصا فقير متضايق من فقره وقلة حيلته ..سينجذب الى المال
واذا كان شخصا عانى الامرين من الاضطهاد وعقده ..سينجذب الى السلطة
واذا كان شخصا مهتما جدا بدراسته وحالت ظروفه من ان يتم تعليمه وبقي الامر في نفسه سينجذب حتما الى اصحاب الشهادات العليا
وان كان شخصا منبوذا مقهورا ... وعانى من ذلك ، سينجذب حتما الى الشهرة والاضواء والرياسة
وان كان شخصا ضعيف الشخصية يهرب من المواقف ، سينجذب الى الشخصية المقدامة الشجاعة
وان كان خجولا متضايقا من خجله سينجذب الى الشخص الجريء
وان كان مقيدا ضمن معتقدات اجتماعية سينجذب الى الشخص الحر الطليق
وهكذا
التعديل الأخير تم بواسطة فاديا ; 09-02-2013 الساعة 08:53 PM.
اوفقك فاديا في كل م ادليت به ونستنتج ا يجب ان نكون دهاة مع العقل البطني
واستغني عن لا لا لا لا في قاموسي
لكن ليس حتما من اغلق بابه عن الحب يكون دوما نتيجة صدمة عنيفة
بل نسعى لتهذيب النفس بكل قوة حتى لا تكون ضحية حب مشبوه
يعني مجاهدة النفس كما نجاهده افي امور كثيرة ونصبر على ما تطوق اليه النفس البشرية من مغريات الحياة حنى ترسيي في ير الامان
ولا نمانع الحب العفيف بل نوثقه بالزواج .
اختي هذا أمر آخر
ان يجاهد الانسان نفسه بوعي وادراك وفهم وهذا لا يعني ان هناك خلل في هرموناته
بل يعني انه يحاول توجيه نفسه التوجيه الصحيح الذي يراه مناسبا ..اي تأجيل الامر الى الوقت المناسب والصحيح
واجابتي كانت عن الامور والمشاعر الاوتوماتيكية وليس المشاعر الموجهة والمنظمة
عدت من المريخ بهذا
لماذا بمجرد بلوغ المرام بزواج ممن نحب مباشرة تعتلي العلاقة فتور
ومن كان في الماضي القريب حياتي عدم من دونك اب اليوم غلطة عمري
وكانه طفل صغير يحمق على الشيء وبمجرد ان يناله يرميه
فاديا ممكن الحب يكون في سن صغير
نسمع اننهناك من يحب فتاة منذ الصغر وفي الاخير يتزوجها
كيف يدرك الاهل ان ابنها او ابنتها واقعة في الحب
كلمني عن سبب حب الاستاذ في الصغر او بصفة عام من يكبرنا سنا وهو في الحقيقة ليس حب
لماذا يانب الاهل الابناء انهم واقعون في الحب وهم اصلا وبدون نقاش مروا بتجربة مشابهة حتى ولو من بعيد
الست معي ان نكسب المراهق او اي محب ونترك له الاريحية في التكلم عن المشاعر الجياشة التي هطلت عليه والتي هي من فعل تغيير هرموني خصيصا في فترة المراهقة
ام انت نع من يعنفون بنتهم خصيصا
الا يحق لهم ان يخطاوا ويتعلموا الدروس كما تعلمناها ام هو تسلط وحكم القوي على الضعيف
فلما لا ناخذ بيدهم الى بر الامان ومتى يتغير اسلوبنا الهمجي في توجيه ابناءنا
ممكن تتحفنا ببعض النقاط التي نطبقها على المراهق حين يقع في الحب ويصل الىبر الامان