أي: نوعنا فيه المواعظ والأمثال، وثنينا فيه المعاني التي يضطر إليها العباد، لأجل أن يتذكروا ويتقوا، فلم يتذكر إلا القليل منهم، الذين سبقت لهم من الله سابقة السعادة، وأعانهم الله بتوفيقه، وأما أكثر الناس فأبوا إلا كفورًا لهذه النعمة التي هي أكبر من جميع النعم، وجعلوا يتعنتون عليه
[باقتراح]
آيات غير آياته، يخترعونها من تلقاء أنفسهم الظالمة الجاهلة.
فيقولون لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم
ـ الذي أتى بهذا القرآن المشتمل على كل برهان وآية:
ولما كانت هذه تعنتات وتعجيزات؛ وكلام أسفه الناس وأظلمهم، المتضمنة لرد الحق وسوء الأدب مع الله، وأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الذي يأتي بالآيات، أمره الله أن ينزهه
فقال:
{قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي**
عما تقولون علوًا كبيرًا، وسبحانه أن تكون أحكامه وآياته تابعة لأهوائهم الفاسدة، وآرائهم الضالة.
{هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا**
ليس بيده شيء من الأمر.
وهذا السبب الذي منع أكثر الناس من الإيمان، حيث كانت الرسل التي ترسل إليهم من جنسهم بشرًا.
وهذا من رحمته بهم، أن أرسل إليهم بشرًا منهم، فإنهم لا يطيقون التلقي من الملائكة.
فلو
{كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ**
يثبتون على رؤية الملائكة والتلقي عنهم؛
{لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا**
ليمكنهم التلقي عنه.
{قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا**
فمن شهادته لرسوله ما أيده به من المعجزات، وما أنزل عليه من الآيات، ونصره على من عاداه وناوأه.
فلو تقول عليه بعض الأقاويل، لأخذ منه باليمين، ثم لقطع منه الوتين، فإنه خبير بصير، لا تخفى عليه من أحوال العباد خافية.
يخبر تعالى أنه المنفرد بالهداية والإضلال، فمن يهده، فييسره لليسرى ويجنبه العسرى، فهو المهتدي على الحقيقة، ومن يضلله، فيخذله، ويكله إلى نفسه، فلا هادي له من دون الله، وليس له ولي ينصره من عذاب الله، حين يحشرهم الله على وجوههم خزيًا عميًا وبكمًا، لا يبصرون ولا ينطقون.
{مَأْوَاهُمْ**
أي: مقرهم ودارهم
{جَهَنَّمُ**
التي جمعت كل هم وغم وعذاب.
{كُلَّمَا خَبَتْ**
أي: تهيأت للانطفاء
{زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا**
أي: سعرناها بهم لا يفتر عنهم العذاب، ولا يقضى عليهم فيموتوا، ولا يخفف عنهم من عذابها، ولم يظلمهم الله تعالى، بل جازاهم بما كفروا بآياته وأنكروا البعث الذي أخبرت به الرسل ونطقت به الكتب وعجزوا ربهم وأنكروا تمام قدرته.
{وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا**
أي: لا يكون هذا لأنه في غاية البعد عن عقولهم الفاسدة.
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السموات وَالْأَرْضَ**
وهي أكبر من خلق الناس.
{قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ**
بلى، إنه على ذلك قدير.
{و** لكنه قد {وَجَعَل** َ لذلك {أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ** ولا شك، وإلا فلو شاء لجاءهم به بغتة، ومع إقامته الحجج والأدلة على البعث.
{فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا**
ظلمًا منهم وافتراء.
{قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي**
التي لا تنفذ ولا تبيد. {إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ** أي: خشية أن ينفد ما تنفقون منه، مع أنه من المحال أن تنفد خزائن الله ، ولكن الإنسان مطبوع على الشح والبخل.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
تفسير السعدي
( تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن )
سورة الإسراء
بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( طلعت 310 ) ، أرجو أن لا يساء فهمي ، فأنا لم أقصد مسألة البحث العلمي ومناقشة المسائل حتى يستبين العضو الحق في المسألة ، فأنت تعلم بأنني أحب ذلك بل وأحرص على أن أقدم للقارئ الكريم ما لذ وطاب من الفواكة الدواني اكتاب الله والسنة النبوية المطهرة ، وجواهر أقوال علماء الأمة 0
بل أقصد أصحاب الطوية الخبيثة الذين ينتهجون منهجاً يخالف منهج وعقيدة أهل السنة والجماعة ويريدون أن يبثوا هذه الأفكار في المنتديات الإسلامية ، وهذا الجاهل من أمثال هؤلاء ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
..نعم إننى أفهم نوياك الحسنة فى الميل لهذا القول..إستاذنا الطيب .. ابو البراء ...وعدم ربطه بباقى الاخوة فى النقاش الهادف والبحث عن أجوبة واجب لنا ان نبينها لهم ...و اوافقك الراى لما أسلفت به بعد تقديم البرهان وبيان الحجة بعد الان... فى النظر للرد على مثل هؤلاء فيما توصلنا إليه من رؤية شاملة وكاملة عن جهلهم المتقيد , حتى العودة الغير مجدية إتجاههم . بارك الله فيكم
الرابط اللي كنت قد وضعته في الموضوع لترون كيف طرح فكرته اخذ يذكر كلام عاد وفي وسط الكلام قال ان المس ودخول الجن لجسد الانسان خرافه
ادري ان وضع الروابط ممنوع بأي منتدى لك اتسآئل مالغرض من وراء اطروحات ذلك الشخص ؟؟
والسلام عليكم
..نعلم ذلك أخانا الفاضل من وضع الرابط ونحسن الضن بكم مع النظر فى عدم أهمية وجوده بعد أن تم إفاتدتكم بالغرض المقصود ,وحتى لايطمع الذى فى قلبه مرض للبحث فى أقسامه المجاورة ...اما بالنسبة للاخ المذكور فلا نملك إلا أن نسأل الله بان يشفيه . بارك الله فيكم