بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ( العفة ) ، قبل الإجابة على السؤال فلا بد أن نعلم ما هي ( التلبينة ) :
1)- عن عائشة - رضي الله عنها - أنها " كانت تأمر بالتلبينة للمريض وللمحزون على الهالك ، وكانت تقول : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( التلبينة تجم فؤاد المريض ، وتذهب ببعض الحزن ) ( متفق عليه ) 0
قال النووي : ( أي تريح فؤاده ، وتزيل عنه الهم ، وتنشطه والجمام المستريح كأهل النشاط 0 قال الهروي وغيره : سميت تلبينة تشبيها باللبن لبياضها ورقتها 0 وفيه استحباب التلبينة ) ( صحيح مسلم بشرح النووي - باختصار - 13 ، 14 ، 15 / 368 ) 0
قال الحافظ في الفتح : ( والتلبينة - ويقال التلبين بغير الهاء - : حساء يتخذ من نخالة ولبن وعسل ، أو من نخالة فقط ) ( القاموس المحيط - 1586 ، فتح الباري - 10 / 153 ) 0
2)- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ أهله الوعك أمر بالحساء فصنع ، ثم أمرهم فحسوا ، وكان يقول : إنه ليرتو فؤاد الحزين ، ويسرو عن فؤاد السقيم ، كما تسرو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها ) ( صحيح الجامع 4646 ) 0
قال المناوي : ( " كان إذا أخذ أهله " أي أحد من أهل بيته " الوعك " أي الحمى أو المها " أمر بالحساء " طبيخ يتخذ من دقيق وماء ودهن " فصنع " ثم أمرهم فحسوا وكان يقول : إنه ليرتو " أي يشد ويقوي " فؤاد الحزين " قلبه أو رأس معدته " ويسرو عن فؤاد السقيم " أي يكشف عن فؤاده الألم ويزيله" كما تسرو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها " أي تكشفه وتزيله 0 قال ابن القيم : هذا ماء الشعير المغلي وهو أكثر غذاء من سويقة نافع للسعال قامع لحدة الفضول مدر للبول جدا قامع للظمأ ملطف للحرارة وصفته أن يرض ويوضع عليه من الماء العذب خمسة أمثاله ويطبخ بنار معتدلة إلى أن يبقى خمساه ) ( فيض القدير - 5 / 92 ) 0
ومن سياق الأحاديث الشريفة المطهرة يلاحظ بأن التلبينة علاج للمريض والمحزون والمسحور يجتمع فيه هذان الأمران ، فنرجو من الله أن يكون فيها خير وشفاء والله تعالى أعلم وأحكم 0
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0