طهّر قلبك بالايمان....
فيمنحك ذلك قلبا نابضا بالحب ...وارادة عالية ....وعزيمة لا تعرف المستحيل...
ويقود خطاك بشوق مُبرح في فجاج الارض...
ويلهب حماسك بفكر معطاء مبدع..
ورؤية فيّاضة بالوضوح وحدة في البصر والبصيرة ...
خذ كتاب الله بقوة...
واحرص عليه حرصك على ماء عيونك ....
وارمي الى ايصال رسالته الى ايّ انسان في ايّ مكان من العالم ،
حتى لو خضت اليه اشدّ البحار نأيا واستيحاشا...
او جُبْت اليه قرارة الكون...
او غصت اليه طبقات الارض...
او اعتليت اليه علو الرياح...
شارك في اصلاح الارض قبل ان تطيش في الطوفان وينقلب عاليها سافلها....
مد يدك الى البؤساء المثقلون بالآلام والدموع والدماء ، الذين ينتظرون يدك الآسية وروحك المواسية وقلبك المعزّي العامر بالايمان ،فيستقبلونك كمن يستقبل الندى الهاطل على القلب القاحل والنفس اليابسة...
كن ابتكاريا ... غير تقليدي قادرا على تجديد فهمك بين يوم وآخر
وابتعد عن السطحية والضبابية في القول والعمل ...
انطلق ضاربا المسافات في اعماق النفس البشرية، وراء اشد تخوم النفس ظلمة واكثرها رعبا واستعصاءا
حيث تتصارع في الاعماق مئات من الأنا........ لتحاول ان تصلح بينها وتنشر الامن والسلام في ارجائها
وتسلك بها نحو المعرفة القرآنية التي تسوي جميع صراعات الانسان مع نفسه ومع الكون
انشد الاصلاح العقلي الروحي لنفسك وللآخرين ....
وارسم الخطوط البيانية لحياة ضمن تعاليم القرآن وتعاون العقل مع جدّة التجربة وشدة المعاناة .
كُن سهلا لينا ...لا تبني حول نفسك جدارا عقليا او نفسيا....
ولا تحيط نفسك بهالة فخمة لا يستطيع الآخرون ان ينفذوا منها اليك
كُن على استعداد دائم لقبول الآخرين والاستماع لآرائهم، والافادة من تجاربهم
بكل صدق وحميمية
فالايمان مدرسة كبرى...
كتاب تدرسه وتدرّسه
قلم تتعلم منه وتُعلّم به
مدرسة في حومة الفكر والعمل ، تحمل في ارجاءها الارواح المشرقة ،
والقلوب الوضّاءة ..
والفكر الخصيب......
وانداء رطبة على عطش الارض وجدب الحياة
حتى ينجو الانسان من السطحية والتفاهة ....
ويشعر بقيمة الحياة وقدرها من حيث كونها مرآة واسعة ...
تعكس المفهوم القرآني في اعجازيتها وكونها آية من آيات الخلق ...
فما اعظم القلب اليقظ....
انه يرى في كل شيء آية وعلامة...
في القطرات الهاطلات...
وفي الالسنة الصامتات...
وحتى في الاحجار الجامدات ...
ويا ويحك اذا غفل قلبك....
تبقى سجين دنياك....
وينقلب ربيعك خريفا مخيفا...
ونسيمك عاصفة مدمرة...
فانتظر عندها.....................................الطوفان.