الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،
بخصوص سؤالك أختي المكرمة ( أسرار ) حول موضوع صلاة التسابيح وحكمها ، فاعلمي يا رعاك الله أن العلماء قد اختلفوا في حديث صلاة التسابيح ، فمنهم من صححه كالعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني وغيره ، وكثير من علماء السعودية ضعفوا هذا الحديث ، المهم أن الفقهاء في صلاة التسابيح وما مدى شرعيتها على قولين :
* مشروعة مستحبة وهذا هو مذهب الحنفية والشافعية .
* الحنابلة يجعلونها صلاة مكروهة لضعف حديثها ، وإذا قيل بشرعية صلاة التسابيح فإن لها حديثاً استدل بها عليها . جاء عند أبي داود والترمذي من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب : ( يا عماه ألا أعطيك ألا أمنحك ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر لك ذنبك أوله وأخره وقديمه وحديثه خطأه وعمده صغيره وكبيره سره وعلانيته ، عشر خصال : أن تصلى أربع ركعات ثم ذكر صلاة التسابيح ) .
صفة صلاة التسابيح :
أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بالفاتحة وسورة من القرآن مما تيسر ثم يسبح ويحمد ويههله ويكبره خمس عشرة مرة قبل أن يركع ثم يقول التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير في ركوعه عشر مرات ثم يقوله بعد رفعه من الركوع عشر مرات ثم يقوله في السجود عشر مرات ثم يقوله بين السجدتين عشر مرات ثم يقوله في السجود ثانياً عشر مرات ثم بعد رفعه منه قبل قيامه كذلك وهكذا أربع ركعات مع المجيء بواجبات الصلاة وأركانها وسننها المعروفة لكن تزاد تلك التسبيحات والتحميدات والتهليلات والتكبيرات على ما جاء في اصل الصلاة 0
وتفعل المرأة صلاة التسابيح كل يوم مرة واحدة ، فإن لم يؤتى بها ففي كل جمعة مرة فإن لم ففي كل شهر مرة فإن لم ففي كل سنة مرة فإن لم ففي العمر مرة واحدة .
وقد سئل العلامة الشيخ ( عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ) عن حكم صلاة التسابيح ، فأجاب – رحمه الله - :
( اختلف العلماء في حديث صلاة التسابيح والصواب أنه ليس بصحيح لأنه شاذ ومنكر المتن ومخالف للأحاديث الصحيحة المعروفة عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة النافلة ، الصلاة التي شرعها الله لعباده في ركوعها وسجودها وغير ذلك ، ولهذا الصواب : قول من قال بعدم صحته لما ذكرنا ولأن أسانيده كلها ضعيفة ، والله ولي التوفيق ) ( مجموع فتاوى ومقالات_الجزء الحادي عشر – من برنامج " نور على الدرب " ) .
فالراجح بل الصحيح أن الحديث ضعيف ، وبالتالي فالصلاة الواردة على النحو المذكور وهي ( صلاة التسابيح ) ضعيفة ولا يجوز فعلها كما أشار العلامة الشيخ بن باز ، وبحمد الله سبحانه وتعالى فصلاة النافلة تغني عن ذلك ولها أوقات مستحبة وهيَّ سنة في حق العبد المسلم ، ومنها ركعتي الضحى ، وقيام الليل ، وركعتي الوضوء ، وبين الآذان والإقامة وتحو ذلك من أوقات مستحبة أخرى ، والله تعالى أعلم 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0
أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0