السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للشيخ الالباني رحمه الله
خُرُوجُ أَهْلِ العِلْمِ في التِلْفَازِ قَدْ يَكُونُ أَدَاةَ مَفْسَدَةٍ لَهُم!
وقد تكلَّم الإمام الألباني -رحمه الله تعالى- في سلسلة الهدى والنور عن خروج الدعاة في التلفاز فقال:
" . . . هذه الأداة أصبحت بلا شك:
إمَّا أداة مفسدة أخلاقية.
وإمَّا أداة مفسدة ممكن أن ندخل فيها حتى أهل العلم.
كيف؟
أنا أحب أن أظهر على الشاشة التلفزيونية من شان العالم كله يعرفني، أنا أشقر أنا أبيض، أنا فلان، ليقال: محمد ناصر؛ فهذا إهلاك لنفسي أنا.
كنَّا في الأمس القريب نحن مجتمعين، وجاءت مناسبة ما لنا ولها الآن، إنما قلنا: أنه في بعض الأحاديث الثناء على إنسان مغمور لا يُشار إليه بالبنان، وقلنا أنَّه ولو في الخير، لأنه يُخشى أن هذه الإشارة ترديه، وترميه على أنفه؛ شلون جاء في الحديث؟
حديث معاذ: على مناخرهم، ترديه على منخاره، على أمِّ رأسه، لماذا؟ لأن حب الظهور يقطع الظهور، هؤلاء الذين يُعرِّضون أنفسهم للإذاعة، يُخشى عليهم في الواقع.
شوفوني! ها أنا!!
السؤال: ما حكم الصور والندوات في التلفزيون؟
الجواب: كذلك هناك أشرطة كثيرةٌ حول هذا؛ فلا يجوز استعمال الصور مهما تعددت أساليب تصويرها، سواءٌ كانت باليد، أو بالآلة الفوتوغرافية، أو بالفيديو -وهي آلة-؛ فإن ذلك لا يجوز إلاَّ في حدود الضرورة، كصور الهويات مثلاً، والجوازات ونحو ذلك، أمَّا التوسع هذا الذي نراه في العصر الحاضر، أنه إنسان -مثلاً- يريد أن يلقي محاضرة، فـيطلع في التلفاز، وين الضرورة؟ بالعكس، هنا . . المعرِّض نفسه للتلفاز يعرِّض نفسه للفتنة؛ شوفوني! ها أنا!!؛ بينما إذا كان المقصود هو التعليم(1)؛ فيحصل بمجرَّد أن يسمع الناس كلام المتكلِّم، وهذا كافٍ في تحقيق المصالح الشرعية (2).
--------------------------------------------------------------------------------
1) قال ابن باز -رحمه الله-: التعليم يكون بغير الفيديو؛ لما في الأحاديث الكثيرة الصحيحة من النهي عن التصوير ولعن المصورين .
2) من نهاية الشريط رقم 619 من السلسلة .
**********************************
لاَ يَجُوزُ استِخْدَامُ التِلْفَازِ كَوَسِيلَةِ دَعْوَةٍ وَتَعْلِيمٍ وَإِرْشَادٍ وَالبَدِيلُ مَوْجُودٌ أَلا وَهُوَ الرَادِيُو
س: هل يجوز استخدام التلفاز لنشر الدعوة في بلاد الكفر، ليس في دولة إسلامية، في بلاد الكفر، الذين نرى أنَّ الطوائف أو الفرق الضالة قد استغلت هذه الآلات ونشروا عقائدهم، هذا الشيء أصبح -يعني- من الضرورة الردُّ عليهم وتبيان عقيدة أهل السنة والجماعة، فلو أننا قصرنا الدعوة في المسجد؛ فالذين يرتادون المسجد قليل، ثم التلفزيون أنت تعلم أنَّ البيت -خاصةً في بلاد الكفر- في البيت الواحد أكثر من جهاز؛ فهؤلاء -وخاصةً الشيعة- ينشرون عقائدهم -يعني- عندنا في المنطقة حوالي في الأسبوع الواحد لهم -يعني- كل يوم بعد يوم، في حين أنَّ الحكومة الأمريكية تسمح -لمن أراد- أن يستغل الجهاز بلاش -بدون فلوس- فهل يجوز للمنتسب أن يُصور نفسه أو يوجد من يصوره يتكلم أو يشرح العقيدة السليمة أم لا؟
الجواب:
لا!
ولكنك لماذا قفزت قفزة الغزلان في غير ما ينبغي القفز فيه؟ لقد قفزت من التلفاز إلى المسجد، أليس هناك واسطة أخرى تستغني بها عن التلفاز ألا وهو الراديو؟
فكما يدخل التلفاز إلى كل دارٍ، كذلك يدخل صوت الراديو أو (الراد) -كما يقول بعضهم- إلى كل دار؛ فإذن أين الضرورة المُدَّعاة في سؤالك بأن يبرز المُحاضر أو الواعظ أو المعلم أو الفقيه أو المُحدِّث بشخصه فقط؟
أنا لا أنكر أنَّ لبروز الشخص بصوته و ذاته تأثيراً للناس، ولكن ليس من ضرب الضرورات، وإنما هو من ضرب الكماليات.
فإذا كنا متفقين على تحريم استعمال التلفاز كأصلٍ:
لما فيه أولاً من صور.
ولأنه آلةٌ يغلب عليها أن تستعمل في غير مرضاة الله -عزَّ وجل-.
إذا كنا مُتفقين على هذا؛ فحينذاك لا يوجد لدينا ما يُسوغ لنا أن نتخذ هذه الوسيلة وسيلة دعوةٍ وتعليمٍ وإرشاد والبديل عندنا موجودٌ دون تعرضٍ لأي مخالفةٍ للشرع ألا وهو (الراد)، هذا جوابي على السؤال.
السائل: استخدام الراديو عند الناس هناك قليل جداً(1)، يندر، الناس ما بتحب الراديو في حين أنَّ التلفاز يهتمون به كثيراً، يعني أنا أكلمك عن واقع لما أعلمه أنَّهم نادر ما يستخدمون الراديو، الذين يستخدمون الراديو يستخدمونه للغناء وللأشياء الأخرى، والإذاعات هناك كثيرة، ليست مثلاً مثل المملكة يعني إذاعة القرآن الكريم، تفتح الراديو على القرآن الكريم فقط، لا! الإذاعات هناك كثيرة جداً، وحصرها هناك يعني قد يصعب من الكثرة، يعني [و] التلفاز عندنا ثلاث وثمانين قناة، يعني ثلاث وثمانين قناة أيضاً كثيرة ولكن محصورة، تبقى محصورة، يعني يخصصون جهات يعني مثلاً قناة واحدة للديانات، واليهودي له ساعات محددة والنصراني له ساعات والمسلم له ساعات، لكن الذين يُمثِّلون الإسلام هم الشيعة، بل أحياناً نجد البلالي! ونجد القادياني! لكن.. ووجدنا أنَّ للسنة(2) من تكلم على التلفاز لكنَّه أشعري، إذا تكلم في العقيدة تكلم ما يعتقده هو.
الشيخ: طيب، أنا أجبتك بناءً على قاعدةٍ فقهية وهي أن "الضرورات تبيح المحظورات"، وقلت: هنا لا ضرورة، لأن (الراد) يقوم مقام التلفاز، لكني فهمت منك الآن شيئاً جديداً لعلي لست واهماً فيما فهمته: بناءً على الإذاعات الموجودة في البلاد العربية نعرف أنه ليس كل ما يُذاع بـ(الراد) يذاع بالتلفاز؛ فإن كانت القضية في تلك البلاد -التي أنت تشير إليها- على خلاف ذلك، أي كل ما ينشر في (الراد) ينشر في التلفاز، حينذاك قد نجيب بجواب سوى الجواب السابق، وقبل ذلك لابد من أن أطمئن هل الأمر كما ذكرت؟ أو كما فهمت منك؟
السائل: ليس كل ما ينشر على الراديو ينشر على التلفزيون...
الشيخ: فحينئذٍ أليس ما ينشر في الراديو، الشعب كل الشعب أو كل الشعوب هم بحاجة إلى أن ينصتوا ويفتحوا الراديو لأنَّهم يعلمون -كما قلتَ- أنَّ ليس كل ما يُذاع بالتلفاز يذاع بالراديو! فلماذا إذن لا نقول إننا نستعمل الراديو بدل التلفاز بخلاف ما لو كان أنَّ الكلام -كما ذكرتُ آنفاً- أنَّه كل ما ينشر في التلفاز ينشر في الراديو وما ينشر في الراديو ينشر في التلفاز؟ حينئذٍ يختلف الحكم تماماً.
السائل: الذي لاحظناه يا شيخ بالنسبة للأمور الدينية هناك يهتم الناس بالتلفاز، لهذا السبب ركَّزت الكنائس -وخاصة في أيام الأحد- أن تضع أشهر قساوستهم بل وألحنهم ساعات طويلة جداً، في حين أنَّه يستطيع هذا القسيس أن يجلس على الراديو ويتكلم، لكن لا يريد، لأنه يعلم أن المرئي ليس كالسامع -وهذا أبلغ- فيستخدمون هذه الآلة الخبيثة، أي نعم والمشاهد الواقع والذي نعيشه أيضاً أن الناس اهتمامهم الراديو لا يُهتم به إلا للغناء فقط، حتى يعني أبناء المُسلمين الذين هجروا أو تركوا الصلاة وفعلوا ما فعلوا، يهتمون بالراديو من ناحية الغناء، لكن من جهة أخرى -مثلاً- أضرب لك مثال: سجَّلت شريط فيديو على التلفزيون لكيفية الصلاة -كما ذكرتم أنتم في الكتاب من تكبيرها إلى تسليمها- فجاء الناس يقولون: نحن نعرفك، ظهرت على التلفزيون وكنت تفعل أشياء ما عرفناها من قبل، في حين لو عملتها في الصلاة على الراديو ما يعني أنا واثق إنهم...
الشيخ مقاطعاً: لا المسألة تختلف، أنا أقول هذا الذي فعلته [حاجةٌ ملحة](3)، لا، يختلف الأمر، لأن الصلاة عبادة عملية مهما تكلمت فيها كالحج مثلاً مناسك الحج، وغيرها مهما تكلمت؛ فما الذي يستفيده الجمهور أن يرى المحاضر الفلاني هو فلان والصوت هو الصوت الذي يسمعه من الراديو في التلفاز، فقط أنه يرى الشخص، أنا قلت لك سلفاً لا شك أنَّ بروز الشخص بشخصه وصوته معاً بالتأكيد [له أثر] على المشاهدين والسامعين معاً من أن يقتصروا على أن يسمعوا الصوت دون أن يروا الشخص، أنا أعرف هذا، ولكن هل هذا من المسوغات لارتكاب ما أصله مُحرَّم؟ الجواب لا، إذن يكفي أن يُستعمل الراديو.
أنا معك أخيراً لو فرضنا أن الراديو انقلب إلى تلفاز بحيث أنَّ التلفاز يقوم بوظيفتين، الوظيفة الأولى هي وظيفة الراديو، ولم يبقى لدى تلك الدولة راديو لأن التلفاز أغناهم عن ذلك، والوظيفة الثانية أن يرى المستمعين للصوت شخص المحاضر أو المعلم، حينذاك أقول: أنشر الدعوة بطريق التلفاز، أمَّا مادام الوسيلة الأولى موجودة، فممكن نشر الدعوة بأوسع دائرة وليس في دائرة ضيقة وهي المسجد فحينئذٍ:
لا نقول [بأننا]: نسمح للمتحمسين في نصرة الإسلام أن يستعملوا وسيلة الكفار التي بها ينشرون دعوة الكفار.
--------------------------------------------------------------------------------
1) وهذا الكلام قديم بعض الشي وقبل انتشار الإنترنت وظهور الشبكات، فكيف وقد ظهرت هذه الشبكة العالمية التي أغنتنا عن التلفاز وعليها إقبال كبير جداً والناس من العامة والخاصة يهتمون بها أيما اهتمام، ولا نهمل المجلات والكتب والدوريات والمطويات كوسائل دعوة فعالة أيضاً.. فالشيخ: كان يرى أنَّ الراديو هو البديل فكيف لو رأى الإنترنت؟! .
2) الأشاعرة ليسوا من أهل السنَّة والجماعة فتنبه .
3) الكلمتين غير واضحتين وما بعده وما قبله يجعلنا نقول أنه لعل الشيخ قال: "حاجة ملحة" .
ولمن اراد المزيد يدخل الي هذا الرابط
http://www.sahab.net/sahab/showthre...threadid=328963