أن تعلم علم اليقين أن الهادي حقيقةً هو الله تعالى لا أنت:
وإنما هدايتك هداية (إرشاد) فحسب، ولا تملك من الأمر شيئاً، لا بل هي هداية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، إنهم لا يملكون هداية (التوفيق)، وقد أشار ربنا تعالى إلى هذا المعنى في قوله: (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور)، فقال: (يخرجهم) ولا يخرجون أنفسهم، ولا يخرجهم دعاتهم.
إذا علمت ذلك، تضرَّعت إلى (مقلب القلوب) و(مالك الملك) أن يأتي بالمدعو، وأن يفتح مسامع قلبه لكلامك، ويكون ذلك التضرع حالةٌ دائمة في قلبك، قبل دعوتك وأثناءها.