فإبراهيم عليه السلام يخاف الشرك على نفسه، وهو خليل الرحمن وإمام الحنفاء; فما بالك بنا نحن إذن؟! فلا تأمن الشرك، ولا تأمن النفاق; إذ لا يأمن النفاق إلا منافق، ولا يخاف النفاق إلا مؤمن، ولهذا قال ابن أبي مليكـة: " أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه "2.
وها هو عمر بن الخطابرضي الله عنه خاف على نفسه النفاق; فقال لحذيفة بن اليمان رضي الله عنه الذي أسر إليه النبي صلى الله عليه وسلم بأسماء أناس من المنافقين; فقال له عمررضي الله عنه" أنشدك الله; هل سماني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم مع من سمى من المنافقين؟ فقال حذيفةرضي الله عنه لا، ولا أزكي بعدك أحدا "3 أراد عمر بذلك زيادة الطمأنينة، وإلا; فقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة