معنى قول بعض أهل العلم أن كلام الله قديم النوع حادث الآحاد أي ان الله يتكلم بمشيئته وقدرته لم يزل متكلما اذا شاء وأن الله لم يزل ولا يزال متكلما وكلامه سبحانه لا ينقضي وجنس الكلام في حق الله قدبم أزلي أبدي وأحاد كلام الله ليست قديمة بقدم الله فنوع الكلام في حق الله قديم أزلي لا المعين ليس معناه مخلوق حاشا لله فكلام الله قديم الجنس غير مخلوق ولم يزل الله متكلما ولا يزال كما لا يزال سبحانه بجميع صفاته قديما قبل خلقه أزليا أبديا منزها أن تحدث صفة متجددة لم تكن خلافا للكرامية المبتدعة فنوع الكلام في حق قديم لا الآحاد المعين هذا هو المراد
ومعنى قول بعض أهل العلم أن صفات الله الفعلية قديمة النوع حادثة الآحاد أن الله تقوم به الأفعال الاختيارية المتعلقة بمشيئة الله فالله سبحانه لم يزل فعالا ولا يزال فعالا ونوع الفعل في حقه تعالى قديم لا الآحاد المعين والله عز وجل لم يزل قديما بصفاته الأزلية ولا يزال بها متصفا فلم يزل ولا يزال فعالا ونوع أفعال سبحانه أزلي لا الآحاد المعين خلافا لأهل البدع فالله منزه عن التعطيل وأن تحدث صفة متجددة لم تكن كما في شرح الطحاوية لابن أبي العز رحمه الله
أهل السنة يقولون: إن هذا الإطلاق لم يرد في كتاب ولا سنة، لا نفيا ولا إثباتاً، كما أنه ليس معروفاً عند سلف الأمة.
أما المعنى فيستفصل عنه؛ فإن أريد بنفي حلول الحوادث بالله أن لا يحل بذاته المقدسة شيء من مخلوقاته المحدثة، أو لا يحدث له وصف متجدد لم يكن له من قبل فهذا النفي صحيح؛ فالله عز وجل ليس محلاً لمخلوقاته, وليست موجودة فيه، ولا يحدث له وصف متجدد لم يكن له من قبل.
وإن أريد بالحوادث: أفعاله الاختيارية التي يفعلها متى شاء كيف شاء كالنزول، والاستواء، والرضا، والغضب، والمجيء لفصل القضاء ونحو ذلك فهذا النفي باطل مردود.
بل يقال له: إن تلك الصفات ثابتة، وإن مثبتها –في الحقيقة- مثبت ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
وليس معناه مخلوقة حاشا وكلا بل صفات الله كذاته قديمة ليس منها شيء مخلوق صفات الله وأفعاله كلها غير مخلوقة ولم يزل ولا يزال فعالا سبحانه وبحمده ونوع الفعال في حق الله قديم أزلي لا الآحاد المعين هذا الذي يراد
معنى قول بعض أهل العلم أن القرآن ليس قديما بقدم الله هو أن القرآن من آحاد كلام الله ونوع الكلام في حق الله قديم لا الآحاد المعين كما سبق بيانه لهذا لا يوصف القرآن بالقديم خلافا للكلابية والأشعرية والسالمية فلم يقل أحد من السلف أن القرآن قديم وإنما قاله ابن كلاب وتبعه عليه أهل البدع فلم يقل احد من السلف أن القرآن قديم بقدم الله وإنما القرآن تكلم الله به بمشيئته لما خاطب به جبريل والملائكة كما يدل عليه هذا الحديث
4738- عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تكلم الله بالوحي، سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا، فيصعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل، حتى إذا جاءهم جبريل فزع عن قلوبهم» قال: " فيقولون: يا جبريل ماذا قال ربك؟ فيقول: الحق، فيقولون: الحق، الحق "
أخرجه أبو داوود
لهذا فالقرآن تكلم الله به وهو من آحاد كلام الله لهذا لا يوصف القرآن بأنه قديم لأنه لم يرد ذلك في القرآن ولا في السنة ولا عن السلف الصالح كما قال العلماء
فالقرآن الكريم هو كلام الله غير مخلوق، والقول بأنه أزلي بمعنى أنه تكلم الله به في الأزل، وأنه قديم العين يعتبر من البدع بلا شك، ولم يكن من هدي السلف الخوض في مثل هذه المسائل، بل كانوا يقولون كلام الله غير مخلوق ولا يزيدون على ذلك
وقال الذهبي في ترجمة ابن كلاب: (وكان يقول بأن القرآن قائم بالذات بلا قدرة ولا مشيئة، وهذا ما سبق إليه أبداً) اه سير أعلام النبلاء
قال الإمام الذهبي في سير النـبلاء
/١١ ٥١٠ : ) وقالت طائفة القرآن محدث كداود الظاهري ومن تبعه فبدعهم الإمام أحمد
وأنكر ذلك وثبت على الجزم بأن القرآن كلام االله غير مخلوق وأنه من علم االله وكفر من قال بخلقه وبدع من قال بحدوثه وبدع من قال لفظي بالقرآن غير مخلوق ولم يأت عنه ولا
عن السلف القول بأن القرآن قديم ، ما تفوه أحد منهم بهذا فقولنا قديم من العبـارات
المحدثة المبتدعة كما أن قولنا هو محدث بدعة اه)
وفي سير النبلاء /١٢ ٢٩٠ : ) ومذهب داود وطائفة أنه كلام االله وأنه محدث مع قـولهم
بأنه غير مخلوق، وقال آخرون من الحنابلة وغيرهم : هو كلام االله قديم غير محـدث ولا
مخلوق وقالوا إذا لم يكن مخلوقا فهو قديم ونوزعوا في هذا المعنى وفي إطلاقه اه)
لهذا لا ينبغي الخوض في كلمة قديم عن القرآن بل نقول انه كلام الله غير مخلوق وكلام الله أزلي قديم والله يتكلم بمشيئته اختياره لم يزل متكلما اذا شاء سبحانه ونسكت لا نزيد على ذلك
فالخلاصة أن القرآن كلام الله غير مخلوق ولا يوصف القرآن بأنه قديم بل نقول نوع الكلام في حق الله قديم لا الآحاد المعين هذا هو المراد
هذه معاني كلام أهل العلم فانتبهوا إليها واحفظوها وافهموا كلامهم على معنى ما كتبته ولا تخطؤوا فهمها يرحمكم الله بارك الله فيكم والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه