البراءة من إلحاد الملحدين في أسماء الله وصفاته وآياته المائلين بها عن معانيها وحقائقها إلى أمور باطلة ومنهم :
أ – المشركون الذين اشتقوا لمعبوداتهم أسماء من أسماء الله تعالى أو سموها ببعض أسمائه كتسميتهم اللات من الإله، والعزى من العزيز، ومناة من المنان.
ب- ضلاّل أهل الكتاب وغيرهم من الأمم الذين سمو الله تعالى بما لا يليق بجلاله وعظمته، كتسمية اليهود والنصارى لله أباً، وتسمية الفلاسفة له موجباً أو علة فاعلة، وتسمية الدهريين له الطبيعية .
ج – ومن يصف الله سبحانه بما لا يليق بجلاله وعظمته وما يتنزه عنه من النقائص والعيب كقول اليهود – لعنهم الله – إن الله فقير ونحن أغنياء – وقولهم (( يد الله مغلولة ))
وزعمهم إن الله تعالى تعب من خلق السموات والأرض فاستراح يوم السبت .
د – ومن جحد معانيها وحقائقها، كالجهمية الذين قالوا عن النصوص والأسماء والصفات إنها ألفاظ مجردة لا تتضمن صفات ولا معاني فعندهم أن اسم الله السميع لا يدل على سمع، والبصير لا يدل على بصر، والحي لا يدل على حياة .
هـ – من مثل صفات الله تعالي بصفات خلقه كالممثلة الذين قالوا وما نعقل من الصفات والواردة في القرآن إلا أنها مثل صفاتنا .
و – المفوضة الذين قالوا إنهم لا يعلمون معاني نصوص الأسماء والصفات وأنها مما استأثر الله بعلمه.
فيتبرأ أهل السنة والجماعة من هؤلاء المنحرفين لأن الله تعالى توعد الملحدين في أسمائه وآياته بأشد الوعيد وتهددهم بأخطر ألوان التهديد فقال (( إن الذين بلحدون في آياتنا لا يخفون علينا)) وقال سبحانه (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون))
المصدر فوائد سنية على متن العقيدة الواسطية
لشيخ الإسلام أحمد ابن عبد الحليم بن تيمية
ـ رحمه الله ـ
والله أسال أن ينفع بها كما نفع بأصلها وأن يجعلها خالصة لوجهه وأن يجزي خيراً كل من أشار بها وأعان عليها وكل من انتفع بها واغتبط بظهورها وصلى الله على وسلم نبينا محمد وآله وصحبه.