س : ما المقصود بسنن الفطرة؟
ج : هي: الخصال التي إذا فعلت اتصف فاعلها بالفطرة التي فطر الله العباد عليها، وحشرهم عليها، واستحبها لهم، ليكونوا على أكمال الصفات، وأشرف صورة.
وهي السنة القديمة التي اختارها الأنبياء، واتفقت عليها الشرائع، فكأنها أمر جبلي فطروا عليه.
ويتعلق بخصال الفطرة مصالح دينية ودنيوية تدرك بالتتبُّع، منها:
تحسين الهيئة، وتنظيف البدن جملة وتفصيلاً.
س : مــــا هــــي سنن الفطرة ؟
ج : بعض هذه الخصال فقد ورد في:
1- حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الآباط.
2- حديث عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسللبراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء، قال مصعب أحد رواة الحديث : ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة
والحاصل من الحديثين أن خصال الفطرة ليست منحصرة في هذه العشر، ولكن منها:
س : كم عــــدد سنن الفطــــرة ؟
2- انتقاص الماء، أي: الاستنجاء.
7- الاستحداد، وهو حلق الشعر حول الفرج (شعر العانة).
9- غسل البراجم وهي: المواضع التي تتجمع فيها الأوساخ كعقد الأصابع ومعاطف الأذن ونحوها
ج : الختان: مصدر (ختن) أي: قطع، والختن: قطع الجلدة التي تغطي الحشفة من الذكر، وقطع الجلدة التي في أعلى فرج الأنثى.
ج : للعلماء فيه ثلاثة أوجه:
1- أنه واجب على الذكر والأنثى.
3- أنه واجب على الذكر مستحب للأنثى.
قال ابن قدامة في المغنى : فأما الختان فواجب على الرجال، ومكرمة في حق النساء وليس بواجب عليهن، هذا قول كثير من أهل العلم. اهـ.
وقال النووي في المجموع : والمذهب الصحيح الذي نص عليه الشافعي وقطع به الجمهور أنه واجب على الرجال والنساء ... اهـ.
س : مــــا دليل من قال أن الختان واجب للرجل ؟
ج : ذكر أهل العلم في ذلـــــك عــــدة أدلة فمنها :
1- أنه ملة إبراهيم عليه السلام: فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
اختتن إبراهيم خليل الرحمن بعد ما أتت عليه ثمانون سنة.
وقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً**.
2- ما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل أسلم: ألق عنك شعر الكفر واختتن.
3- أن الختان من شعار المسلمين وميزة لهم عن اليهود والنصارى، فكان واجبًا كسائر الشعائر.
4- أنه قطع شيء من البدن وهو حرام والحرام لا يستباح إلا بواجب.
وهذا مذهب مالك والشافعي وأحمد، وشدد فيه مالك حتى قال: من لم يختتن لم تجز إمامته ولم تقبل شهادته، ونقل كثير من الفقهاء عن مالك أنه سنة، لكن السنة عنده تركها إثم.
س : ما الدليل على مشروعية الختان للمرأة ؟
ج : قوله صلى الله عليه وسلم: إذا التقى الختانان وجب الغسل والختانان: هما موضع القطع من ذكر الغلام وفرج الجارية، ففيه بيان أن البنات كُنَّ يختتنَّ.
س : هل صح في إيجاب الختان على المرأة شئ من الأحاديث ؟
ج : ورد في إيجاب الختان على الأنثى أحاديث لا يخلو أحدها من مقال، منها حديث أم عطية: أن امرأة كانت تختن بالمدينة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: لا تنهكي، فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل.
وفي رواية: إذا خفضت فأشمِّي ولا تنهكي، فإنه أنضر للوجه، وأحظى عند الزوج.
وهذه أحاديث ضعيفة الإسناد، وإن كان صححها العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة.
وإذا كان كذلك، فلقائل أن يقول: الختان واجب على النساء وإن كانت هذه الأحاديث ضعيفة كالرجال لأن الأصل تساويهما في الأحكام إلا ما دلَّ الدليل على التفريق، ولا دليل.
س : ما الفرق بين الرجال والنساء في الختان ؟
ج : وجه التفريق بين الرجال والنساء، أن الختان في حق الرجال فيه مصلحة تعود إلى شرط من شروط الصلاة وهي الطهارة، لأنه إذا بقيت هذه الجلدة، فإن البول يبقى ويتجمع بها.
س : ما فائدة الختان للمرأة ؟
ج : أنه يقلل من شهوتها، وهذا طلب كمال وليس من باب إزالة الأذى.
س : مـــا صحــــة حديث الختان سنة للرجال مكرمة للنساء ؟
ج : ضعيف ولو صح لكان حاسمًا للنزاع، والله أعلم
ج : عود خاصّ يُسْتَخْدَم في تنظيف الأَسْنان مِن بَقيَّة الطَّعام، خِلال
س : ما تعريف السواك في الاصطلاح ؟
ج : استعمال عود أو نحوه في الأسنان، ليذهب الصفرة وغيرها عنها.
ج : السواك يستحب في جميع الأوقات:
س : ما الدليل على استحبابه في جميع الأوقات ؟
ج : لحديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب.
س : متى يتأكد استحباب السواك ؟
ج : يتأكد استحباب السواك في الأوقات الآتية.
لحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لولا أن أشق على أمتي
لأمرتهم بالسواك مع الوضوء.
لحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لولا أن أشق على أمتي، لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة.
لحديث عليٍّ قال: أُمرنا بالسواك، وقال: إن العبد إذا قام يصلى أتاه ملك فقام خلفه يستمع القرآن ويدنو، فلا يزال يستمع ويدنو حتى يضع فاه على فيه، فلا يقرأ آية إلا كانت في جوف الملك.
لحديث المقدام بن شريح عن أبيه قال: سألت عائشة، قلت: بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك.
5- عند القيام لصلاة الليل:
لحديث حذيفة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام ليتهجد يشوص فاه بالسواك
يعني: يدلك أسنانه بالسواك.
س : ما هي مواصفات السواك ؟
ج : يستحب في السواك استعمال عود الأراك فإن لم يجد فيجزئ غيره مما تحصل به تنقية الفم وتنظيف الأسنان، كاستعمال فرشاة الأسنان مع المعجون الخاص بذلك، والله أعلم.
س : هل في تقليم الأظفار وقص الشارب ونتف الإبط وحلق العانة توقيت معين؟
ج : هذه الخصال لا تتوقَّت بوقت معين، وإنما الضابط فيها الحاجة، فأي وقت احتيج إلى الأخذ منها كان ذلك وقته.
لكن ينبغي أن لا يُترك شيء من هذا أكثر من أربعين يومًا:
س : مــــا الدليـــل علــــى ذلــــــك ؟
ج : حديث أنس بن مالك قال: وُقِّتَ لنا في قص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وحلق العانة، أن لا تترك أكثر من أربعين ليلة.
س : حكم إعفــــاء اللحيــــة ؟
ج : إعفاء اللحية واجب على الرجال، لما يأتي :
1- أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفائها، والأمر للوجوب، وليس هناك قرينة تصرفه إلى الندب، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: خالفوا المشركين: وفرِّوا اللِّحى، وأحفوا الشوارب.
وقوله صلى الله عليه وسلم: جُزُّوا الشوارب، وأرخوا اللِّحى، خالفوا المجوس.
2- أن في حلقها تشبُّهًا بالكفار، كما في الحديثين السابقين.
3- أن حلقها من تغيير خلق الله، وطاعة للشيطان القائل {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ**.
4- أن في حلقها تشبُّهًا بالنساء وقد: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء.
ولذا قال شيخ الإسلام: ويحرم حلق لحيته ونقل ابن حزم وغيره الإجماع على حرمة حلق اللحية
س : هل يجوز قصُّ ما زاد عن القبضة من اللحية ؟
ج : ذهب بعض العلماء إلى جواز أخذ ما زاد عن القبضة من اللحية، وتعلقوا بحديث ابن عمر
أنه كان إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته، فما فضل أخذه.
قالوا: وهو راوي حديث الأمر بتوفير اللحية، فهو أعرف بمرويهِّ.
س : هل استدلالهم صحيح بأثر ابن عمر ؟
ج : ليس لهم في هذا الأثر حجة لأمور.
1- أن ابن عمر رضي الله عنه كان يفعله إذا حلَّ من إحرامه في الحج والعمرة، وهم يجيزونه في كل حال.
2- أن فعل ابن عمر هذا مخرَّج على تأوُّله لقوله تعالى: {مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ**. في النسك أن الحلق للرأس، والتقصير من اللحية.
3- أن الصحابي إذا قال أو فعل خلاف ما رواه، فإن العبرة بما رواه لا بفهمه وفعله، فالعبرة بالمرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وعلى ما تقدم فالصواب وجوب ترك اللحية وعدم الأخذ منها عملاً بعموم الأوامر الواردة في الأحاديث الصحاح (أعفوا .. أرخوا .. أرجوا .. وفروا .. أوفروا) كما ذهب إليه الجماهير من العلماء، والله أعلم.