موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > الساحات العامة والقصص الواقعية > ساحة الموضوعات المتنوعة

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 10-11-2022, 06:03 AM   #1
معلومات العضو
أبوسند
التصفية و التربية
 
الصورة الرمزية أبوسند
 

 

افتراضي موقفُ أهل السنة من الدُّعاء لولاة الأُمور وعليهم



موقفُ أهل السنة من الدُّعاء لولاة الأُمور وعليهم

إن من مُوجب النصيحة لأئمة المسلمين: الدُّعاء لهم بالصلاح، وعلى هذا دَرَج أئمة السلف في أقوالهم وأفعالهم ومُعتقداتهم.

قال الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله: (مَن قال: الصلاة خلفَ كُلِّ برٍّ وفاجرٍ، والجهاد مَعَ كُلِّ خليفةٍ، ولم يرَ الخروجَ على السلطان بالسيف، ودعا لهم بالصلاح، فقد خَرَجَ من قول الخوارج أوله وآخره) [1].

وقال الإمام ابن بطة العكبري رحمه الله: (ونحنُ الآنَ ذاكرُونَ شرحَ السُّنةِ ووَصفها، وما هيَ في نفسِها، وما الذي إذا تمسَّكَ بهِ العبدُ ودانَ اللهَ بهِ سُمِّيَ بها، واستحَقَّ الدُّخُولَ في جُملَةِ أهلهَا، وما إن خالَفَهُ أو شيئاً منهُ، دخلَ في جُملَةِ مَن عبناهُ وذكَرناهُ وحذرنا منهُ من أهلِ البدعِ والزيغِ، مما أجمعَ على شرحنا لهُ أهلُ الإسلام، وسائر الأُمَّة، منذ بعَثَ اللهُ نبيَّه صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا هذا... وقدْ اجتمَعَت العُلَمَاءُ من أهلِ الفقهِ والعلمِ والنُّسَّاكُ والعُبَّادُ والزُّهَّادُ، من أوَّلِ هذهِ الأُمَّةِ إلى وقتنا هذا: أنَّ صلاةَ الجُمعةِ والعيدينِ، ومِنىً وعرفات، والغزو والجهاد والهدي مع كلِّ أميرٍ برٍّ وفاجرٍ... والسمعُ والطاعةُ لمن ولَّوْهُ وإن كانَ عبداً حَبَشياً، إلاَّ في معصيتهِ اللهَ عزَّ وجل، فليسَ لمخلوقٍ فيها طاعة، ثمَّ من بعدِ ذلكَ اعتقادُ الدِّيانةِ بالنصيحَةِ للأئمَّةِ وسائرِ الأُمَّةِ في الدِّينِ والدُّنيا، ومحبَّة الخيرِ لسائرِ المسلمينَ، تُحبُّ لهم ما تُحبُّ لنفسكَ، وتكرهُ لهم ما تكرَهُ لنفسِكَ) [2].

وقال الإمام إسماعيل الصابوني رحمه الله: (ويرى أصحاب الحديث: الجمعة، والعيدين، وغيرهما من الصلوات، خلف كلِّ إمام مسلم، برَّاً كان أو فاجراً، ويرون جهاد الكفرة معهم وإن كانوا جورة فجرة، ويرون الدُّعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح.

ولا يرون الخروج عليهم بالسيف، وإن رأوا منهم العُدول عن العدل إلى الجور والحيف)[3].

وقال البربهاري رحمه الله: ( إذا رأيتَ الرَّجلَ يدعوا على السلطان، فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا رأيتَ الرجلَ يدعو للسلطان بالصلاح، فاعلم أنه صاحبُ سُنَّةٍ إن شاء اللهُ تعالى.

يقول فضيل بن عياض: « لو كانت لي دعوة ما جعلتها إلاَّ في السلطان»... قيل له: يا أبا عليٍّ: فسِّر لنا هذا؟.

قال: إذا جعلتها في نفسي لم تَعْدُني، وإذا جعلتها في السلطان صَلُح، فصَلُحَ بصلاحه العباد والبلاد».

فأُمرنا أن ندعو لهم بالصلاح، ولم نُؤمر أن ندعو عليهم وإن ظلموا وإن جاروا، لأن ظلمهم وجورهم على أنفسهم، وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين)[4].

وقال عبد الله بن المبارك رحمه الله مُعلِّقاً على قول الفضيل بن عياض رحمه الله: (يا مُعلِّم الخير مَن يجترئ على هذا غيرك)[5].

وقال أبو جعفر الطحاوي رحمه الله: ( ولا نرى الخروجَ على أئمتنا وولاةِ أُمورنا وإن جارُوا، ولا ندعُو عليهم[6]، ولا ننزعُ يداً من طاعتهم، ونرى طاعَتهم من طاعة الله عزَّ وجل فريضةً ما لم يأمروا بمعصيةٍ، وندعُو لهم بالصلاح والمعافاة)[7].

وقال الخلال رحمه الله: ( أخبرنا أبو بكر المروذي قال: سمعتُ أبا عبد الله وذكَرَ الخليفة المتوكل رحمه الله فقال: إني لأدعو له بالصلاح والعافية، وقال: لإن حَدَثَ به حَدَثٌ لتنظرنَّ ما يحلُّ بالإسلام)[8].

وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: ( وإني لأرى طاعةَ أميرِ المؤمنين في السرِّ والعلانيةِ، وفي عُسري ويُسري، ومَنشطي ومكرهي، وأثرةٍ عليَّ، وإني لأدعو اللهَ له بالتسديدِ والتوفيقِ في الليلِ والنهارِ ) [9].

وقال البيهقي رحمه الله: ( قال أبو عثمان رحمه الله: فانصح للسلطان، وأكثر له من الدُّعاء بالصلاح والرَّشاد، بالقول والعمل والحكم، فإنهم إذا صلحوا صلح العباد بصلاحهم، وإياك أن تدعو عليهم باللعنة، فيزدادوا شرَّاً، ويزداد البلاء على المسلمين، ولكن ادع لهم بالتوبة، فيتركوا الشرّ، فيرتفع البلاء عن المؤمنين)[10].

وقال أبو عمر بن الصلاح رحمه الله: ( والنصيحة لأئمة المسلمين: أي لخلفائهم وقادتهم: معاونتهم على الحقِّ وطاعتهم فيه، وتنبيههم وتذكيرهم في رفقٍ ولُطفٍ، ومجانبة الخروج عليهم، والدُّعاء لهم بالتوفيق، وحث الأغيار على ذلك)[11].

وقال النووي عن حكم الدُّعاء لولاة أمور المسلمين في خطبة الجمعة: ( الدُّعاءُ لأئمة المسلمين وولاة أُمورهم بالصلاح والإعانة على الحقِّ والقيام بالعدل ونحو ذلك، ولجيوش الإسلام، فمستحبٌ بالاتفاق ) [12].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( ولهذا كان السلف كالفضيل بن عياض، وأحمد بن حنبل، وسهل بن عبد الله التستري، وغيرهم، يُعظِّمون قدرَ نعمة الله به - أي بالسلطان - ويرون الدُّعاءَ له ومناصحته من أعظم ما يتقرَّبون به إلى الله تعالى، مع عدم الطمَع في ماله ورئاسته، ولا لخشية منه، ولا لمعاونته على الإثم والعدوان)[13].

وكتب الإمام المجدِّد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله والإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود رحمه الله عام 1184 رسالة إلى والي مكَّة: ( بسم الله الرحمن الرحيم: المعروض لديك، أدام الله أفضل نعمة عليك، حضرة الشريف أحمد بن الشريف سعيد، أعزه الله في الدارين، وأعزَّ به دين جدِّه سيِّد الثقلين.

إن الكتاب لَمَّا وَصَلَ إلى الخادم، وتأمَّل ما فيه من الكلام الحسن، رفَعَ يديه بالدُّعاء إلى الله بتأييد الشريف، لَمَّا كان قصده نصر الشريعة المحمديَّة، ومَن تبعها، وعداوة مَن خَرَجَ عنها; وهذا هو الواجبُ على ولاة الأمور...)[14].

وقال الإمام المجدِّد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الدُّعاء لإمام المسلمين في خطبة الجمعة: ( ويُستحب أن يدعو للمؤمنين والمؤمنات، ولنفسه وللحاضرين، وإن دعا لسلطان المسلمين بالصلاح فحسنٌ ) [15].

وقال الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في تقريره لعقيدة أهل السنة والجماعة: ( وبعد ذلك: يرون الدُّعاء لأئمة المسلمين بالصلاح، ولا يُخرج عليهم بالسيف، ولا يُقاتلون في الفتنة.. ) [16].

وقال الشيخ عبد الله أبا بطين رحمه الله عن الدُّعاء لوليِّ الأمر في خطبة الجمعة: (الدُّعاء حَسَنٌ، يُدعى له بأن الله يُصلحه ويُسدِّده، ويُصلح به، وينصره على الكفار وأهل الفساد، بخلاف ما في بعض الخطب من الثناء والمدح والكذب، ووليّ الأمر يُدعى له لا يُمدح لاسيما بما ليس فيه ) [17].

وقال المشايخ العلماء: سعد بن حمد بن عتيق، وسليمان بن سحمان، وصالح بن عبد العزيز، وعبد العزيز بن عبد اللطيف، وعمر بن عبد اللطيف، وعبد الرحمن بن عبد اللطيف، ومحمد بن إبراهيم رحمهم الله: ( وإذا صدرَ منه - أي الإمام - شيء من المحرَّمات التي لا تسوغها الشريعة، فحسب طالب الحقّ الدُّعاء له بالهداية، وبذل النصيحة على الوجه المشروع ) [18].

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله: ( وأما النصيحة لأئمة المسلمين، وهم ولاتهم من السلطان الأعظم إلى الأمير، إلى القاضي، إلى جميع مَن لهم ولاية صغيرة أو كبيرة، فهؤلاء لَمَّا كانت مُهمَّاتهم وواجباتهم أعظم من غيرهم، وَجَبَ لهم من النصيحة بحسب مراتبهم ومقاماتهم، وذلك باعتقاد إمامتهم، والاعتراف بولايتهم، ووجوب طاعتهم بالمعروف، وعدم الخروج عليهم، وحثّ الرعية على طاعتهم، ولزوم أمرهم الذي لا يُخالف أمر الله ورسوله، وبذل ما يستطيع الإنسان من نصيحتهم، وتوضيح ما خفيَ عليهم مما يحتاجون إليه في رعايتهم، كلُّ أحد بحسب حاله، والدُّعاء لهم بالصلاح والتوفيق، فإن صلاحهم صلاح لرعيتهم، واجتناب سبِّهم والقدح فيهم وإشاعة مثالبهم، فإن في ذلك شرَّاً وضرراً وفساداً كبيراً، فمن نصيحتهم الحذر والتحذير من ذلك، وعلى مَن رأى منهم ما لا يحلّ أن يُنبِّههم سرَّاً لا علناً، بلطف، وعبارة تليق بالمقام، ويحصل بها المقصود، فإن هذا مطلوبٌ في حقِّ كلِّ أحد، وبالأخص ولاة الأمور، فإن تنبيههم على هذا الوجه فيه خيرٌ كثير، وذلك علامة الصدق والإخلاص، واحذر أيها الناصح لهم على هذا الوجه المحمود أن تُفسد نصيحتك بالتمدُّح عند الناس فتقول لهم: إني نصحتهم، وقلتُ، وقلتُ، فإن هذا عنوان الرِّياء، وعلامة ضعف الإخلاص، وفيه أضرار أخر معروفة ) [19].

وقال شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله: ( يقولُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: « الدِّينُ النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامَّتهم» أخرجه مسلمٌ في صحيحه، فعليكَ بالنصيحة لهذه الجهات الخمس:
لله: بتوحيده، والإخلاص له، وطاعة أوامره، وترك نواهيه، وتحكيم كتابه.

وللرسول صلى الله عليه وسلم: بطاعته، واتباعه.

وللقرآن العظيم: بتحكيمه واتباعه، والإيمان بأنه كلامُ الله حقَّاً، وليس بمخلوق.

والنصيحة لولاة الأمور: بتوجيههم إلى الخير، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر بالأساليب الحسنة، وبالدُّعاء لهم بظهر الغيب أنَّ الله يُوفِّقهم، تدعو لولاة الأمور: اللهمَّ وفِّقهم، اللهم اهدهم سواءَ السبيل، اللهم اهدهم للحقِّ، اللهم أعنهم على تنفيذه، في أيِّ مكان، حتى ولو كنتَ في بلادٍ كافرة، تدعو الله بأن يهديهم للحقِّ، كما قال بعض الناس: « يا رسولَ الله، إن دوساً كَفَرَت واعتدت، قال: اللهم اهدِ دوساً وأتِ بهم»، فهداهم الله وجاءوا وأسلموا، تدعو الله لأميرك في بلدك تقول: اللهم اهده، اللهم أصلح قلبه وعمله، اللهم اهده للحقِّ، اللهم أعنه على تنفيذ الحقِّ، اللهم وفِّقه لِما يُرضيك، اللهم اكف المسلمين شرَّه، اللهم اهده للصواب)[20].

وقال أيضاً: ( ومن النصيحة لله ولعباده: الدُّعاء لولاة أُمور المسلمين وحُكَّامهم بالتوفيق والهداية والصلاح في النيَّة والعمل، وأن يمنحهم الله البطانة الصالحة، التي تُعينهم على الخير، وتُذكِّرهم به.

وهذا حقٌّ على كُلِّ مسلمٍ في كُلِّ مكانٍ، في هذه البلاد وفي غيرها، الدَّعوة لولاة الأمر بالتوفيق والهداية، وحُسن الاستقامة، وصلاح البطانة، وأن يُعينهم الله على كلِّ خيرٍ، وأن يُسدِّد خُطاهم ويمنحهم التوفيق لما فيه صلاح العباد والبلاد، فكلُّ مسلم يدعو لولاة أمور المسلمين بأن يُصلحهم الله وأن يَرُدَّهم للصواب، وأن يهديهم لِما يُرضيه سبحانه، هكذا يجبُ عليك يا عبد الله أن تدعو لولاة الأمور، بأن يهديهم الله ويَرُدَّهم للصواب، إذا كانوا على غير الهدى، تدعو الله لهم بالهداية والصلاح، حتى يستقيموا على أمر الله، وحتى يُحكِّموا شريعة الله، ففي تحكيم شريعة الله صلاح الجميع في كلِّ مكان، وفي تحكيم شريعة الله، واتباع كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، صلاح الدنيا والآخرة، لأن الله إذا عَرَفَ من عبده نيَّة صالحة وعزيمة صادقة، سدَّد رأيه وأعانه على كلِّ عملٍ يُرضيه، في أيِّ مكان، لأن في اتباع الشريعة، وتعظيم أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم صلاح أمر الدنيا والآخرة.

فكلُّ مسلم في دولته عليه أن يسأل الله لها التوفيق والهداية، وينصح لها، ويُعينها على الخير، ويسأل الله لها التوفيق والسداد، ولا يسأم ولا يضعف عليه أن يستعمل الحكمة والأسلوب الحسن، والكلام الطيِّب، لعلَّ الله يجعله مباركاً في دعوته ونصيحته، فيكون سبباً لهداية مَن أراد الله له الهداية، من أميرٍ أو حاكمٍ أو غيرهما، ممن له شأنٌ في الأمة، لأن هداية المسئول وهداية مَن له شأن في الأمة، ينفعُ الله بها العباد والبلاد، ويقتدي به الكثير من الأمة)[21].

وقال شيخنا محمد العثيمين رحمه الله: ( إذا وجدت من ولاة الأمور شيئاً مُخالفاً، فادعُ الله لهم، لأن بصلاحهم صلاح الأمة.

لكن تسمع بعض السفهاء، إذا قلنا: الله يُصلح ولاة الأمور، الله يهديهم، قال: الله لا يصلحهم.

سبحان الله العظيم!.
إذا لم يُصلحهم الله فهو أردى لك!.
ادعُ الله لهم بالهداية والصلاح، والله على كلِّ شيءٍ قدير ) [22].

وقال شيخنا صالح الفوزان حفظه الله: ( من أُصول أهل السنة والجماعة: وجوب طاعة ولاة أمور المسلمين، ما لم يأمروا بمعصية، فإذا أمروا بمعصية فلا تجوز طاعتهم فيها، وتبقى طاعتهم بالمعروف في غيرها.. ويرون الصلاة خلفهم، والجهاد معهم، والدُّعاء لهم بالصلاح والاستقامة، ومناصحتهم ) [23].

وذكرَ أن مما يُشرعُ للخطيب يوم الجمعة: ( أن يدعو للمسلمين بما فيه صلاح دينهم ودنياهم، ويدعو لإمام المسلمين وولاة أمورهم بالصلاح والتوفيق، وكان الدُّعاء لولاة الأمور في الخطبة معروفاً عند المسلمين، وعليه عملُهم; لأن الدُّعاء لولاة أمور المسلمين بالتوفيق والصلاح من منهج أهل السنة والجماعة، وتركُه من منهج المبتدعة، قال الإمام أحمد: «لو كان لنا دعوةٌ مستجابةٌ لدعونا بها للسلطان»، لأن في صلاحه صلاحَ المسلمين.

وقد تُركت هذه السنة حتى صار الناسُ يستغربون الدُّعاءَ لولاة الأمور، ويُسيئون الظنَّ بمن يفعله) [24].

وقال شيخنا عبد الرحمن البراك حفظه الله: ( الدُّعاء لهم بالصلاح، هذا مُوجب النصيحة، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: « الدِّين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامَّتهم».

والنصيحة أن تدعو لهم بالصلاح، اللهم أصلحهم، اللهم أصلح بطانتهم، اللهم اهدهم صراطك المستقيم، ادعُ لهم لعلَّ الله يُصلح حالهم، لكن جرت عادة الناس أنهم لا يلتزمون بهذا المنهج.. فأهل العلم والإيمان والصلاح والتجرُّد عن الهوى وإيثار الدنيا، يُحبُّون الخير لإخوانهم المسلمين، ولا سيما ولاة الأمر، سواء أعطوهم من الدُّنيا أم لم يعطوهم، وفي الحديث الصحيح: «ثلاثة لا يُكلِّمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يُزكِّيهم، ولهم عذابٌ أليم - وذكر منهم -:... ورجلٌ بايع إماماً لا يُبايعه إلاَّ لدنيا، فإن أعطاه منها وفى، وإن لم يُعطه منا لم يفِ».

فهو دائرٌ مع الدنيا، وهذا واقعٌ، فأكثرُ الناس إنما يُنكرون على الولاة أمر الدُّنيا لا أمر الدِّين، فلا ينقمون تقصيرهم في حقوق الله، إنما نقمتهم الأثرة، ويطلبون منافستهم في الدنيا، ولهذا أوصى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابه الأنصار فقال: «إنكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض».

وقوله صلى الله عليه وسلم: «أثرة»: استبداد بالولايات وبالمال.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «فاصبروا»: أي: لا تُنازعوا ولاة الأمر من أجل ذلك.

ويكثر الخروج على الولاة من أجل المنازعة على السلطة باسم الإصلاح الدنيوي أيضاً، فينتج عنه شرٌّ مستطيرٌ على الناس، فتُسفك الدماء، وتُنتهك الحُرُمات، وتذهب الأموال، وينتشر الفساد، خصوصاً إذا لم يكن هناك استقرار في الأمر فتعمُّ الفوضى، ويتمكَّن كلُّ مجرمٍ من بلوغ مرامه، واقتراف إجرامه )[25].

نسأل الله السلامة والعافية.
اللهم أصلح ولاة أمورنا وجميع ولاة أمور المسلمين، وارزقهم البطانة الناصحة الصالحة، آمين،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

وكتبه عبدالرحمن الشثري
الخميس 7 صفر 1437هـ

[1] شرح السنة للبربهاري ص132 رقم 159.
[2] الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة ص191-308.
[3] عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص294.
[4] شرح السنة للبربهاري ص116-117 رقم 136.
[5] شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/ 197 رقم 320، تاريخ مدينة دمشق 52/ 60.
[6] قال شيخنا صالح الفوزان حفظه الله: ( لا يجوز الدُّعاء عليهم: لأن هذا خروجٌ معنوي، مثل الخروج عليهم بالسلاح، وكونه دعا عليهم لأنه لا يرى ولايتهم، فالواجب الدعاء لهم بالهدى والصلاح، لا الدعاء عليهم، فهذا أصل من أصول أهل السنة والجماعة، فإذا رأيتَ أحداً يدعو على ولاة الأمور فاعلم أنه ضالٌ في عقيدته، وليس على منهج السلف، وبعض الناس قد يتخذ هذا من باب الغيرة والغضب لله عز وجل، لكنها غيرة وغضب في غير محلهما، لأنهم إذا زالوا حصلت المفاسد.. والإمام أحمد صَبَرَ في المحنة، ولم يثبت عنه أنه دعا عليهم أو تكلَّم فيهم، بل صبر، وكانت العاقبة له، هذا مذهب أهل السنة والجماعة، فالذين يدعون على ولاة أمور المسلمين ليسوا على مذهب أهل السنة والجماعة، وكذلك الذين لا يدعون لهم، وهذا علامة أن عندهم انحرافاً عن عقيدة أهل السنة والجماعة، وبعضهم يُنكر على الذين يدعون في خطبة الجمعة لولاة الأمور، ويقولون: هذه مداهنة، هذا نفاق، هذا تزلف، سبحان الله! هذا مذهب أهل السنة والجماعة، بل من السنة الدعاء لولاة الأمور؛ لأنهم إذا صلحوا صلح الناس، فأنت تدعو لهم بالصلاح والهداية والخير، وإن كان عندهم شرّ، فهم ما داموا على الإسلام فعندهم خير، فما داموا يُحكِّمون الشرع، ويُقيمون الحدود، ويصونون الأمن، ويمنعون العدوان عن المسلمين، ويكفون الكفار عنهم، فهذا خير عظيم، فيُدعى لهم من أجل ذلك، وما عندهم من المعاصي والفسق، فهذا إثمه عليهم، ولكن عندهم خير أعظم، ويُدعى لهم بالاستقامة والصلاح، فهذا مذهب أهل السنة والجماعة، أما مذهب أهل الضلال وأهل الجهل، فيرون هذا من المداهنة والتزلُّف، ولا يدعون لهم، بل يدعون عليهم. والغيرة ليست في الدعاء عليهم، فإن كنت تريد الخير فادعُ لهم بالصلاح والخير، فالله قادرٌ على هدايتهم وردهم إلى الحق، فأنت هل يئست من هدايتهم؟ هذا قنوط من رحمة الله، وأيضاً الدعاء لهم من النصيحة.. فهذا أصل عظيم يجب التنبه له، وبخاصة في هذه الأزمنة ) التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية ص171-173.
[7] شرح العقيدة الطحاوية 2/ 540.
[8] السنة 1/ 84 ح16 ( أول كتاب المسند: ما يُبتدأ به من طاعة الإمام، وترك الخروج عليه، وغير ذلك ). وقال المحقق الزهراني: (إسناد هذا الأثر صحيح).
[9] البداية والنهاية 14/ 413.
[10] شعب الإيمان للبيهقي 6/ 26 رقم 7401 ( فصل في نصيحة الولاة ووعظهم)
[11] صيانة صحيح مسلم ص224.
[12] المجموع شرح المهذب 4/ 391.
[13] السياسة الشرعية ص233-234.
[14] الدرر السنية 1/ 55.
[15] مجموع مؤلفاته رحمه الله ص138.
[16] الدرر السنية 1/ 534.
[17] المصدر السابق 5/ 41.
[18] المصدر السابق 9/ 183.
[19] الرياض الناضرة ص49-50.
[20] مجلة البحوث 44/ 37.
[21] مجموع فتاويه رحمه الله 6/ 44-45.
[22] التعليق على السياسة الشرعية ص452.
[23] مجلة البحوث 35/ 150.
[24] الملخص الفقهي 1/ 201.
[25] شرح العقيدة الطحاوية ص270-271.

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/personal_page...#ixzz7kDONJPHa



 

 

 

 


 

توقيع  أبوسند
 

يقول العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

طالب الحق يكفيه دليل ...
... وصاحب الهوى لايكفيه ألف دليل

الجاهل يُعلّم
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

--------------------------
حسابي في تويتر

@ABO_SANAD666



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 10-11-2022, 09:37 PM   #2
معلومات العضو
رشيد التلمساني
مراقب عام و مشرف الساحات الإسلامية

افتراضي

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل ونفع الله بك

 

 

 

 


 

توقيع  رشيد التلمساني
 لا حول و لا قوة إلا بالله
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-11-2022, 03:20 PM   #3
معلومات العضو
أبوسند
التصفية و التربية
 
الصورة الرمزية أبوسند
 

 

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد التلمساني
   جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل ونفع الله بك

الله يجزاك بالمثل والله ينفعنا وإياكم بالعلم النافع
 

 

 

 


 

توقيع  أبوسند
 

يقول العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

طالب الحق يكفيه دليل ...
... وصاحب الهوى لايكفيه ألف دليل

الجاهل يُعلّم
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

--------------------------
حسابي في تويتر

@ABO_SANAD666



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 01:37 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com