قال الامام احمد : " 23686 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا إِلَى جَنْبِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي الْمَسْجِدِ، فَمَرَّ شَيْخٌ جَمِيلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ وَفِي أُذُنَيْهِ صَمَمٌ، أَوْ قَالَ: وَقْرٌ، أَرْسَلَ إِلَيْهِ حُمَيْدٌ، فَلَمَّا أَقْبَلَ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، أَوْسِعْ لَهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ، فَإِنَّهُ قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَقَالَ لَهُ حُمَيْدٌ: حَدِّثْنِي بالْحَدِيثِ الَّذِي حَدَّثْتَنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الشَّيْخُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ يُنْشِئُ السَّحَابَ، فَيَنْطِقُ أَحْسَنَ الْمَنْطِقِ، وَيَضْحَكُ أَحْسَنَ الضَّحِكِ " (2)
__________
(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه الغِفاري، وجهالته لا تضرُّ.
يزيد: هو ابن هارون، وإبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5220) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/35-36، والرامهرمزي في "الأمثال" (125) ، والآجري في "الشريعة" ص283، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص473 من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (722) من طريق عبد الواحد بن أبي العون، عن سعد بن إبراهيم، به.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (722) من طريق الأعرج، عن حميد بن عبد الرحمن، عن الغفاري، به .
وأخرج أبو الشيخ في "العظمة" (723) من طريق سليمان بن داود الهاشمي، قال: سألنا إبراهيم بن سعد عن هذا، فقال: النطق: الرعد، والضحك: البرق.
وأخرج الحديث العقيليُّ 1/35، والرامهرمزي (124) من طريق عمرو بن الحصين العقيلي، عن أُمية بن سعيد الأموي، عن صفوان بن سُليم، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وزاد في آخره: "ومنطقه الرعد، وضحكه البرق".
قال العقيلي: أمية مجهول في حديثه وهمٌ، ولعلَّه أُتي من عمرو بن الحصين.
قلنا: وعمرو هذا متروك الحديث.
قال الرامهرمزي: هذا من أحسن التشبيه وألطفه، لأنه جعل صوت الرعد منطقاً للسحاب، وتلألؤَ البرق بمنزلة الضحك لها.
وذهب الطحاوي في "شرح المشكل" إلى أن نطق السحاب هطولُه، وضحكه إخراجه الجِنانَ والمراعي، ونقل هذا المعنى عن الفرَّاء " اهـ .[1]
فالضحك والبرق يعود للسحاب كما بين العلامة شعيب الارناؤوط بنقله عن العلماء , ولقد ذكر ذلك الحافظ ابن كثير في تفسيره بعد ان ذكر الحديث , حيث قال : " وَالْمُرَادُ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ- أَنَّ نُطْقَهَا الرَّعْدُ وَضَحِكَهَا الْبَرْقُ. وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: يَبْعَثُ اللَّهُ الْغَيْثَ فَلَا أَحْسَنَ مِنْهُ مَضْحَكًا، وَلَا آنَسَ مِنْهُ مَنْطِقًا، فَضَحِكُهُ الْبَرْقُ، وَمَنْطِقُهُ الرَّعْدُ " اهـ .[2]
935 - مسند الامام احمد – تحقيق شعيب الارناؤوط – ج 39 ص 91 – 92 .
936 - تفسير ابن كثير – اسماعيل بن عمر بن كثير – ج 4 ص 378 .
منقول