بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الأمين و على آله الطاهرين و صحابته أجمعين و على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
إن للرسول - عليه الصلاة و السلام - حق و هذا الحق هو من أعظم الحقوق ، فلا حق لمخلوق أعظم من حق رسول الله - عليه الصلاة و السلام - . فمن حقوق الرسول - عليه الصلاة و السلام - أن نحبه و نقدم محبته على محبة جميع الناس حتى على النفس و الولد و الوالد ، يقول الرسول - عليه الصلاة و السلام - : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده و والده و الناس أجمعين " ، و من حقوقه أيضا احترامه و توقيره و تعظيمه التعظيم اللائق به من غير غلو و لا تقصير ، و من رأى توقير الصحابة - رضي الله عنهم - و تعظيمهم للرسول - عليه الصلاة و السلام - ، عرف كيف قام هؤلاء الأجلاء الفضلاء الكرام بما يجب عليهم اتجاه الرسول - عليه الصلاة و السلام - ، قال عروة بن مسعود لقريش حينما أرسلوه ليفاوض الرسول - عليه الصلاة و السلام - في صلح الحديبية : دخلت على الملوك ، كسرى و قيصر و النجاشي ، فلم أر أحدا يعظمه أصحابه مثل ما يعظم أصحاب محمد محمدا ، كان إذا أمرهم ابتدروا أمره ، و إذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، و إذا تكلم خفضوا أصواتهم عنه ، و ما يحدون إليه النظر تعظيما له . هكذا كانوا يعظمونه - رضي الله عنهم - مع ما جبله الله عليه من الأخلاق الكريمة ، و لين الجانب . و من حقوقه - عليه الصلاة و السلام - أيضا الدفاع عن شريعته و هديه ، و لا يمكن لأي مسلم أن يسمع من يهاجم شريعة الرسول - عليه الصلاة و السلام - أو يهاجم شخصه الكريم أو يخوض في عرض أزواجه الطاهرات العفيفات أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن - أو يكفر أحدا من صحابته الكرام - رضي الله عنهم - كما يحدث في زماننا مما يفتريه دجاجلة المنافقين و المحسوبين على الإسلام و يسكت على ذلك مع قدرته على الدفاع ، و الدفاع هنا يكون بالعلم و دحض حججهم و شبهاتهم و بيان فسادها .