((فَيْضُ الإحتجَاجِ على أداءِ الحُجّاجِِ))
منْ تأمّل الحجّ مشاعراً و مناسكاً و قارن تأمّله هذا بحجّة نبيّه صلى الله عليه و سلّم السنة العاشرة للهجرة...لرضيَ و ترضّى على الخدمات القائمة.
يُزعجني تأفّف الحجّاج إنْ نقصتْ خدمة ما....كأنّهم حجّوا للرفاهيّة!!! فإن ضاق بحجّاجنا الزّهد فعلى الدّنيا السّلام.
سؤال يطرح نفسه كما يُقال:
هل كانت قريش إبّان الجاهلية بكرمها و جودها و حرصها على خدمة البيت...تُوفّر للحجّاج مأكلا و مشرباً و مبيتاً!!!
ناهيك....عن رحلة الحاجّ راكباً أو راجلاً...فأنا على علمٍ بأنّ الحاجّ يدفع مقابل بعض الخدمات...و أكثرها تأتيه دون مُقابل...
منْ ترك المخيط من الثّوب...و بدتْ أجزاء من جسده عارية...و ترك الأظافر و الشعر و الإغتسال...و الوطء (النّكاح)...الاّ يدلّ هذا كلّه على أنّ للحاجّ أن يعيش حجّته زاهدا بالدّنيا...بلى و الله.
فاحتسب أيّها الحاجّ زُهدك...و ترفّع عن الخدمات...و ليكنْ حجّك يُشابه حجّ النّبي صلى الله عليه و سلّم و صحبه و رعيله.
فإنْ كان حجّك لتنام مُنعّماًً...لتُشرب مُبرّداًً...لتسعى مُحمّلاًً...حُجّ في بلدك...بين زوجك و أولادك.
و اعلم أنّ الله سيبَتليك...بعطشٍ...بجوعٍ...بشمسٍ...بمطرٍ...ليرى منك سُخطا أو رضاً...
فلا تتأفّف بعد اليوم...و ليكنْ لسانك شاكراً ذاكراً...فأنت و نقص الخدمة أنعم ممّن حجّوا قبلك....فحجّك أشبه بنعيمٍ...سل التّاريخ ممّن سبقك بالحجّ ليقصّ عليك زُهد الأوّلين.
هذا و أسأل الله تعالى أنّ يمنّ علينا بحجّة...فيها البرّ و الزّهد
تمّتْ بقلم: علي سعد سليم (رحم الله والده)