أين أنت من هدفك .. وغاياتك
حين يتعلق الأمر بحياتك، عمرك، تلك الدقائق والثواني التي تقضيها أنفاساً ونبضاتٍ الله أعلم بعددها، فلا تفرط بها أبداً، ابدأ في توجيه دفة حياتك في كل ميدان يشغلك أو انشغلت فيه، مهما مضى من العمر، ومهما واجهتك من مصاعب وآلام وتحديات، حدد أهدافك، ابحث داخل نفسك وتعرف عليها، وظف طاقاتك وقدراتك خير توظيف، اعتنِ باهتماماتك ونمّها وطورها، اجعل ذلك كله لنفع نفسك ونفع الآخرين، وإياك والظلم، وقصد الشر، فالظلم ظلمات في الدنيا الآخرة.
اجعل أول أهدافك أسماها واعظمها، واجعله مرشداً وملهماً ومحيطاً لكل هدف بعده، هدف كل مسلم ومسلمة، وغاية كل مؤمن ومؤمنة، رضا الله والإخلاص في عبادته، احرص على الطاعات والفرائض، ونافس في النوافل والسنن، واجعل ذلك من أولى أولوياتك.
انظر في دراستك وعملك واجتهد فيهما، وضع غاية لك فيما تريد منهما، انظر في علاقاتك وحياتك الاجتماعية وصلة رحمك وتفقدها بين الحين والآخر، لا تهمل أي دور في حياتك وخصص له ما يناسبه، مارس هواياتك في ما يرضي الله والزم نفسك وقتاًً محدداً لكل هدف ولكل غاية وحدد أولوياتك فيها وقسم وقتك ضمن تلك الأولويات.
ذاك من التوكل والسعي واترك النتائج بيد الله، تحلى بالصبر والهمة، ودع فسحة مرونة، لكن لا تتراجع ولا تيأس ولا تقنط من رحمة الله، واجعل أهدافك تشغل تفكيرك فلا ترضخ لأي تحدٍّ؛ عجزاً ، مرضاً ، أذىً من سحر أو حسد أو عين، أو غيره، الدنيا دار ابتلاء، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، فاسع في حدود استطاعتك لدفع ذاك الأذى وتوكل على الله، وعش حياتك لإنجاز أهداف وغايات ترتقي بك، وتنفعك وأمتك، وأتيع الهدف الآخر فإن النفس إذا قلت همتها ضعفت واستكانت.
فقط اسأل نفسك: أين أنت من هدفك .. وغاياتك
تلك همسة لعلها تحدث بعض همة ... وتضمد بعض غمة
#حياة_طيبة