الصارم البتار للعلاج باذن الله من السحر والحسد والعين والاضرابات النفسية
باقى البرنامج( مجرب ومدة البرنامج هو شهرين بتتابع مستمر) والذين جاهدو فينا لنهدينهم سبلنا
1-اذكار النوم
2-على وضوء دائم
3-اذكار الصباح والمساء . (قال رسول اللة ورايت رجل من امتى احتوشتة الشياطين فجاءة ذكرة لله فخلصهم منهم)
4. لااله الاالله وجدة لاشريك لة له الملك ولة الحمد وهو على كل شئ قدير 100 مرة بعد صلاة الفجر /وبعد العصر وقبل النوم
5. الصلاة على النبى 50 مرة فى نفس الاوقات (العدد هذا من صاحب تجربة فى السحر)
6-سبحان الله وبحمدة 100 مرة ( بعد صلاة الفجر /وبعد العصر وقبل النوم
7-سبحان الله العظيم وبحمدة 100 مرة ( بعد صلاة الفجر /وبعد العصر وقبل النوم
8-استغفرالله 100 مرة ( بعد صلاة الفجر /وبعد العصر وقبل النوم
9-قيام الليل مع كثرة الدعاء فى جوف الليل الاخر حيث ينزل رب العزة ثمانى ركعات جزئين
قراءة سورة البقرة
10-اقرءوا سورة البقرة في بيوتكم فإن الشيطان لا يدخل بيتا يقرأ فيه سورة البقرة1.
11-.إن الله تعالى كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام وهو عند العرش وإنه أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان .
اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلةا
تحصين البيت (
1. الصور – التلفزيون – الاغانى –المسلسلات (ممنوع)
2- -رقية نفسك بان تضع يدك على راسك (الفاتحة) وبالاوراد النيوية الصحيحية والقراءن وفقط 4- ـ عن خارجة بن الصلت عن عمه علاقة بن صُحارtأنه مر بقوم فأتوه, فقالوا: إنك جئت من عند هذا الرجل بخير, فَارقِ لنا هذا الرجل, فأتوه برجل معتوه في القيود, فرقاه بأم القرآن ثلاثة أيام غدوة وعشية, كلما ختمها جمع بزاقه ثم تفل, فكأنما أنشط من عقال, فأعطوه شيئاً, فأتى النبي e فذكر له, فقال النبي e : ((كُلْ فَلَعمْرِي لمنْ أكَلَ بِرُقيةِ بِاطِلٍ, لقدْ أكَلتَ بِرُقيةِ حَقّ )) [الصحيحة 2027]
5-البيت/ دحول وخروج بسم الله 6-الحمام/ دخول وخروج ( اللهم انى اعوذو بك من الخبث والخبائث
7-الاكل والشرب التسمبة
الحجامة
1-خير ما تداويتم به الحجامة .
2-الحجامة على الريق أمثل وفيها شفاء وبركة وتزيد في الحفظ وفي العقل فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة ويوم السبت ويوم الأحد واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء فإنه اليوم الذي ابتلي فيه أيوب وما يبدو جذام ولا برص إلا في يوم الأربعاء أو في ليلة الأربعاء . (ملحوظة الحجامة بشروطها الصحيحة راسلنى على الايميل )
3-من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر وتسعة عشر وإحدى وعشرين لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله .
4-[ إن كان في شيء مما تداوون به خير ففي الحجامة ] . ( حسن ) .
5-[ إن فيه شفاء . يعني الحجامة ] . ( صحيح ) .
- إذا دخل بيته
368ـ عن أنس t أن رسول الله e قال: (( يا بُنيَّ! إذا دخلتَ على أهلِك فسلَّم, يكون بركةً عليكَ, وعلى أهلِ بيتكَ ))
369ـ عن جابر t أنه سمع رسول الله e يقول: (( إذا دخل الرجلُ بيتهُ فذكرَ الله عز وجل عند دخوله, وعند طعامه, قال الشيطان: لا مبيتَ لكم, ولا عشاءَ وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله, قال الشيطان: أدركتُم المبيتَ وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيتَ والعشاءَ )) [مختصر مسلم 1297]
370ـ عن أبي أمامة t قال: قال النبي e: (( ثلاثة كلهم ضامنٌ على الله إن عاش كُفي, وإن مات دخل الجنَّة: من دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عزَّ وجلَّ ..)). [صحيح الأدب المفرد 832]
التسمية على الطعام
441 ـ عن عمر بن أبي سلمة t قال لي رسول الله e: (( يا غلام! سمَّ اللهَ, وكلْ يمينكَ, وكلْ مما يَليكَ )) [مختصر البخاري 2132][مختصر مسلم 1300]
442 ـ وعن وحشي t أن أصحاب رسول الله e قالوا يا رسول الله! إنا نأكل ولا نشبع؟ قال: (( فلعلكم تفترقون))قالوا: نعم قال( فاجتمعُوا على طعامكُم, واذكُرُوا اسمَ اللهِ يبارك لكم فيه )) [الصحيحة 664]
443 ـ عن حذيفة t قال: قال رسول الله e: (( إنَّ الشيطانَ ليستحلُّ الطعامَ الذي لم ذكرِ اسم الله عليه ))
452 ـ عن أبي هريرة t قال: (( كان رسول الله e يَشْرَبُ في ثلاثة أنفاسٍ, إذا أَدنى الإناءَ إلى فمِهِ سمَّى اللهَ تعالى, وإذا أخَّرَه حمَدَ اللهَ تعالى, يَفْعَلُ ذلك ثلاثَ مراتٍ )) [الصحيحة 1277]
الاكثار من هذا ما يقال عند الكرب
474 ـ عن ابن عباس t أن رسول الله e كان يقول عِنْدَ الكَرْبِ: (( لا إله إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ, لا إله إلا اللهُ, ربُّ العرشِ العظيمِ, لا إله إلا اللهُ ربُّ السماواتِ, وربُّ الأرضِ, وربُّ العرشِ الكريمِ)) [مختصر البخاري 2434]
478 ـ عن أنس t قال: كـان النبي e إذا كـان كَـرَبَهُ أمـر قـال: (( يا حيُّ يا قيومُ برحمتك أستغيث )) [صحيح الترمذي 3525]
477ـ وعن سعد بن أبي وقاص t قال: قال رسول الله e ( دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين, لم يدعْ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له ))وفي رواية( ألا أخبركـم بشيء إذا نـزل برجـل منكم كـرب أو بلاء منبلايا الدنيا دعا به يفرج عنه؟ فقيـل له: بلى, فقـال: دعاء ذي النون ))
قرأ سورة البقرة:ـ
494 ـ عن عبد الله t قال رسول الله e: (( اقرؤا سورة البقرة في بيوتكم, فإن الشيطان لا يدخل بيتاً يقرأ فيه سورة البقرة )) [الصحيحة 1521]
495 ـ عن عبد الله بن مسعود t موقوفاً ومرفوعاً: (( أن كل شيء سناماً, وسنام القرآن سورة ] البقرة [, وأن الشيطان إذا سمع سورة البقرة, خرج من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة )) [الصحيحة 588]
ومن الكلم الطيب باب الرقى للالبانى :
1- ( صحيح ) قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه :
انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بغضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم فقالوا : [ يا ] أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه فهل عند أحد منكم من شيء ؟ فقال بعضهم : والله إني لأرقي ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ ( الحمد لله رب العالمين ) فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة [ قال : ] فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه فقال بعضهم : اقسموا فقال الذي رقى : لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان [ فننظر ما يأمرنا ] فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له فقال :
" وما يدريك أنها رقية ؟ " ثم قال : " قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما " فضحك النبي صلى الله عليه وسلم .
2- ( صحيح ) وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما : " أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عن لامة " ويقول : " إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق "
3- ( صحيح ) وعن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه أو كان به قرحة أو جرح قال النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا ووضع سفيان بن عيينة سبابته بالأرض ثم رفعها وقال : " بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا "
4- ( صحيح ) وعنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول : " اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما "
5- ( صحيح ) وعن عثمان بن أبي العاص أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال سول الله صلى الله عليه وسلم : " ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل : بسم الله ( ثلاثا ) . وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر "
6- ( حسن ) وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله "
ما جاء في الرقى
(( أعوذ بكلمات الله التامَّات التي لا يجاورهنّ بَرُ, ولا فاجرُ, من شرِّ ما خلق, وذرأ, وبرأ, ومن شرِّ ما ينـزل من السماء, ومن شرِّ ما يعرج فيها, ومن شرِّ ما ذرأ في الأرض, ومن شرِّ ما يخرج منها, ومن شرِّ فتن الليل, والنهار, ومن شرِّ كلِ طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن ))فطفئت نار الشياطين وهزمهم الله عز وجل.[الصحيحة 2995]
7 قال أبو سعيد الخدري t انطلق نفرٌ من أصحاب النبي e في سفرةٍ سافَروها حتى نزلوا على حيٍٍّ من أحياءِ العرب, فاستضافوهم, فأبوا أن يُضيفوهُم, فلُدغَ سيدُ ذلكَ الحيِّ, فسعَوا له بكل شيء, لا ينفعُهُ شيءٌ,فقـال بعضهم: لـو أتيتم هؤلاء الرهطَ الـذين نزلوا, لعـلَّهُ أن
يكونَ عند بعضهِم شيءٌ, فأتوهُم فقالوا: يا أيها الرهطُ, إنّ سيدَنا لُدِغَ, وسعينا لهُ بكُلِّ شيءٍ, لا ينفعُهُ, فهلْ عندَ أحدٍ منكُم من شيء؟فقال بعضُهم: والله إني لأرقي ولكن, والله لقدِ استضفناكم فلم تُضَيِّفونا, فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلاً, فصالحوهم على قطيعٍ من الغنم, فانطلقَ يَتْفُلُ عليه, ويقرأ ] الحمدُ لله ربِّ العالمين [ فكأنما نشطَ من عقالٍ, فانطلَقَ يمشي وما به قلَبَةٌ قال: فأوفوهم جُعْلَهم الذي صالحوهُم عليه,فقال بعضهم: اقسموا, فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله e فنذكُرَ له, الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله e فذكروا له فقال:
(( وما يُدْريكَ أنَّها رُقيةٌ)) ثم قال(قَدْ أصبتمْ, اقْسِموا واضْرِبوا لي معكُم سهماً )) فضَحِكَ النبيُّ e.[مختصر مسلم1449]
8 ـ عن خارجة بن الصلت عن عمه علاقة بن صُحارtأنه مر بقوم فأتوه, فقالوا: إنك جئت من عند هذا الرجل بخير, فَارقِ لنا هذا الرجل, فأتوه برجل معتوه في القيود, فرقاه بأم القرآن ثلاثة أيام غدوة وعشية, كلما ختمها جمع بزاقه ثم تفل, فكأنما أنشط من عقال, فأعطوه شيئاً, فأتى النبي e فذكر له, فقال النبي e (كُلْ فَلَعمْرِي لمنْ أكَلَ بِرُقيةِ بِاطِلٍ, لقدْ أكَلتَ بِرُقيةِ حَقّ ))[الصحيحة 2027]
9 ـ وعن عائشةxقالت: كان رسول الله e إذا مرض أحدُ
من أهله نفث عليه بالمعوِّذات[وهي] قل هو الله أحد[ و]قل أعوذ برب الفلق[ و ] قل أعوذ برب الناس [ ]فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلتُ أنْفِثُ عليه وأمسحُهُ بيد نفسه, لأنها كانت أعظم بركة من يدي .[مختصر مسلم 1446]
(( اللهمّ ربِّ الناسِ أذهبِ البأسَ, واشفِ أنتَ الشافي, لا شفاء إلا شفاؤك, شفاءً لا يغادرُ سَقَماً ))
فلما ثقل في مرضه الذي مات فيه أخذت بيده فجعلت أمسحه بهاوأقولها.[الصحيحة 2775]
10 ـ عن عائشة x أنَّ النبيَّ e كان يَرْقي يَقولُ:(( امسَحِ البأسَ, ربَّ النّاس: بِيَدِكَ الشِّفاءُ,لا كاشِفَ لهُ إلا أنتَ ))[مختصر البخاري 2248]
11 ـ عن عائشة x أنَّ النبيَّ e كان يَرْقي يقول( امْسَحِ البَأسَ, رَبّ النّاسِِ, بِيَدِكَ الشِّفاء, لا يَكشفُ الكربَ إلا أنت ))[الصحيحة 1526]
12 وعن عائشة x أنّ رسولَ الله e كان يَرْقي بهذه الرقية:
(( أذّهِبِ البَأسَ, ربَّ الناسِ, بِيدكَ الشَّفاء, لا كاشف لهُ إلا أنتَ ))[مختصر مسلم 1461]
13 ـ عن أبي سعيد t أن جبريل u أتى النبي e فقال: يا محمد! اشتكيت؟ قال( نعم )) قال: بسم الله أرقيكَ, من كل شيء يؤذيك, من شرِّ كلِّ نفسٍ أو عين حاسدٍ, الله يشفيك, بسم الله أرقيك.[مختصر مسلم1444][الصحيحة 2060]
14 ـ عن عائشة x زوج النبي e أنها قالت: كان إذا اشتكى رسول الله e رقاه جبريل u قال:بسم الله يُبِريك, ومن كل داءٍ يَشفيك, ومن شرِّ حاسدٍ إذا حسد, وشرِّ كل ذي عين. [مختصر مسلم 1443]
ما يعوذ به الأولاد
15 كان رسول الله e يُعوِّذُ الحسنَ والحسينَ ( أعيذُكُما بكلِماتِ الله التَّامَّةِ من كُلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ, ومن كُلِّ عينٍ لامَّةٍ )) ويقول( إنّ أباكُما كانَ يُعوِّذُ بها إسماعيلَ وإسحاقَ ))
الدعاء لمن أحس وجعاًفي جسده
16 وعن عثمان بن أبي العاص t أنه شكا على رسول الله e وَجَعاً يجده في جسده منذ أسلم, فقال رسول الله e ( ضعْ يدكَ عَلى الذي يألُم من جسدكَ, وقُلْ: بسمِ اللهِ ثلاثاً, وقُلْ سبعَ مرَّاتٍ: أعوذ باللهِ وقدْرتِه من شرِّ ما أجِدُ وأُحاذرُ ))[مختصر مسلم1447]
وعن الرقية من سلسلة الهدى والنور للالبانى ---- الاسئلة الاتية :
1- ما حكم الرُّقية بتلاوة آيات من القرآن مكتوبة في ورقة ثم تُحرَق؟
الشيخ:لا شك أنَّ الحكم في هذه الصورة التي وصفتها هو من الأمور التي تدخل في عموم قوله عليه الصَّلاة والسَّلام: ((وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكَلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكَلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ)).
و ((خَيْرَ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم))، ويتبنَّى معنا قول أصحابه الكرام: "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفِيتم، عليكم بالأمر العتيق"
ننصح كل مسلم يشاركنا في الإيمان بهذه الأسس وبهذه القواعد الإسلاميَّة: أن لا يزيد في معالجته مشاكل تلبس الجنِّ بالإنس؛ إلا بتلاوة القرآن، لا أكثر من ذلك إطلاقًا.
ولا يجوز مكالمة الشيطان المتلبِّس بالإنسان ولا استنباؤه واستخباره عن السحر الذي به سُحِرَ هذا المسحور مثلاً، وأين هذا السَّحر؛ لأنَّ هذا يدخل في الاستعانة بالجنِّ.
ولا شك أنَّ الاستعانة بالجنِّ هو شرٌ من الاستعانة بالكُّفار الذي وقع في هذا الزمان؛ ذلك لأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- يقول -في بيان سبب من أسباب ضلال المشركين الذين بُعِثَ إليهم الرسول عليه الصَّلاة والسَّلام-؛ قال: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾
فالاستعاذة بالجنِّ هو: طلب العون منهم، طلب العلم منهم، طلب العلاج منهم.
فلا يجوز إذن ما ابتُلِيَ به كثير من الشباب وفيهم أشخاص نعرفهم متمسكون بإسلامهم؛ لكن رأيتهم متمسِّكين بإسلامهم؛ كتلك المرأة التي تقتصر على الخمار دون الجلباب، أو تقتصر على الجلباب دون الخمار، ولا تجمع بين الأمرين.
ولذلك فنحن ننصح هؤلاء الشباب المسلمين الذين معنا على الخط الذي ذكرناه ببعض أصوله وقواعده آنفًا: أن لا يزيدوا في معالجة المصروع أو المصاب بمسٍّ من الجنِّ بأكثر من قراءة آيات من القرآن الكريم.
هذا ما عندي جوابًا على هذا السؤال.
4-هل ثبت في السنة الصحيحة أن القرآن يحرق الجن؟وكذلك الجني الذي يصرع الإنسان إذا أمر بالخروج فلم يخرج هل يحرقه القرآن ؟أفيدونا أفادكم الله.
الشيخ رحمه الله-: لا أعلم شيئا من هذا في السنة أن تلاوة القرآن تحرق الجني المتلبس بإنسان.
لكن الذي نعلمه أن القرآن الكريم كما قال رب العالمين **فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ **النحل:[69]. وهو **شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ**يونس:[57].وقد جاء في بعض الأحاديث في مسند الإمام أحمد وفي غيره أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر بامرأة ولها ولد مصاب باللمم أي:بالجنون فقرأ عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعض الآيات القرآنية فكأنما نُشط من عقال، وسافر النبي صلى الله عليه وسلم وتابع طريقه ثم لما رجع ومر بالمرأة فسألها عن ولدها فقالت:والحمد لله لا يزال كما تركته بعد أن شفي.فهذا ثابت في السنة أن القرآن يُفيد في إخراج الجني المتلبس بالإنسان، وهذا حديث شاهد على ذلك ثم إن بعض الأئمة الصادقين في اتباعهم لسنة النبي صلى الله عليه وآله سلم كانوا يستنون به في محاولتهم بإخراج الجني المتلبس بالإنسان وعلى رأس هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقد كان معروفًا في زمانه بأنه إذا قرأ على المصروع شيئًا من آيات الله تبارك وتعالى قام في الحال وكأنما لم يمسه الشيطان, فقراءة القرآن تفيد إلى هذا المجال.أما أن القرآن يحرق الجني فهذا شيء ما سمعت به ولا عرفته ولا أظنه أنه يمكن أن يصح .
ومن السلسة الصحيحة للالبانى فى الرقية
178 - " عن أبي حثمة القرشي حدثه أن رجلا من الأنصار خرجت به نملة ، فدل أن الشفاء بنت عبد الله ترقي من النملة ،فجاءها فسألها أن ترقيه ، فقالت : و الله ما رقيت منذ أسلمت ، فذهب الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي قالت الشفاء ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الشفاء ، فقال اعرضي علي ، فعرضتها عليه فقال ارقيه ، و علميها حفصة ، كما علمتيها الكتاب ، و في رواية الكتابة " . الصحيحة" 1 / 289 :
2-وفى رواية بلفظ : " دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم و أنا عند حفصة ، فقال لي : ألا تعلمين هذه رقية النملة ، كما علمتها الكتابة ؟ " . صحيح
الالبانى : ففى هذا الحديث لم يذكر فيه عرضها الرقية عليه صلى الله عليه وسلم و أمره إياها بالرقية ،و ستعلم أهمية ذلك في فهم الحديث على الوجه الصحيح قريبا إن شاء الله تعالى .
3- ومن رواية كريب بن سليمان الكندي قال : " أخذ بيدي علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم حتى انطلق بي إلى رجل من قريش أحد بني زهرة يقال له : ابن أبي حثمة ، و هو يصلي قريبا منه ، حتى فرغ ابن أبي حثمة من صلاته ، ثم أقبل علينا بوجهه ، فقال له علي بن الحسين : الحديث الذي ذكرت عن أمك في شأن الرقية ؟ فقال : نعم : حدثتني أمي أنها كانت ترقي برقية في الجاهلية فلما أن جاء الإسلام قالت : لا أرقي حتى أستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي " أرقي ما لم يكن شرك بالله عز و جل " .
4-واوضح منة مارواة سليمان بن أبي حثمة القرشي العدوي حدثني أبي عن جدي عثمان بن سليمان عن أبيه عن أمه الشفاء بنت عبد الله أنها كانت ترقي برقى الجاهلية ،و أنها لما هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قدمت عليه فقالت : يا رسول الله
إني كنت أرقي برقى في الجاهلية ، فقد رأيت أن أعرضها عليك ، فقال : اعرضيها فعرضتها عليه ، و كانت منها رقية النملة ، فقال ارقي بها و علميها حفصة : بسم الله ، صلوب ، حين يعود من أفواهها ، و لا تضر أحدا ، اللهم اكشف البأس ، رب
الناس ، قال : ترقي بها على عود كركم سبع مرات ، و تضعه مكانا نظيفا ، ثم تدلكه على حجر ، و تطليه على النملة .
الالبانى : قلت : و هذه الطريق مع ضعفها و كذا التي قبلها ، فلا بأس بهما في المتابعات .
غريب الحديث
( نملة ) هي هنا قروح تخرج في الجنب . ( رقية النملة ) قال الشوكاني في تفسيرها :
" هي كلام كانت نساء العرب تستعمله ، يعلم كل من سمعه أنه كلام لا يضر و لا ينفع ، و رقية النملة التي كانت تعرف بينهن أن يقال للعروس تحتفل و تختضب ،و تكتحل ، و كل شيء يفتعل ، غير أن لا تعصي الرجل " .
كذا قال ، و لا أدري ما مستنده في ذلك ، و لاسيما و قد بني عليه قوله الآتي تعليقا على قوله صلى الله عليه وسلم : " ألا تعلمين هذه ... " : " فأراد صلى الله عليه وسلم بهذا المقال تأنيب حفصة و التأديب لها تعريضا ،لأنه ألقى إليها سرا فأفشته على ما شهد به التنزيل في قوله تعالى ( و إذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا ) الآية " . و ليت شعري ما علاقة الحديث بالتأنيب لإفشاء السر، و هو يقول : " كما علمتها الكتاب ، فهل يصح تشبيه تعليم رقية لا فائدة منها بتعليم الكتابة ؟ ! و أيضا فالحديث صريح في أمره صلى الله عليه وسلم للشفاء بترقية الرجل الأنصاري من النملة و أمره إياها بأن تعلمها لحفصة ، فهل يعقل بأن يأمر صلى الله عليه وسلم بهذه الترقية لو كان باللفظ الذي ذكره الشوكاني بدون أي سند و هو بلا شك كما قال كلام لا يضر و لا ينفع ، فالنبي صلى الله عليه وسلم أسمى من أن يأمر بمثل هذه الترقية ، و لئن كان لفظ رواية أبي داود يحتمل تأويل الحديث على التأنيب المزعوم ، فإن لفظ الحاكم هذا الذي صدرنا به هذا البحث لا يحتمله إطلاقا ، بل هو دليل صريح على بطلان ذلك التأويل بطلانا بينا كما هو ظاهر لا يخفى ، و كأنه لذلك صدر ابن الأثير في " النهاية " تفسير الشوكاني المذكور لـ ( رقية النملة ) و عنه نقله الشوكاني ، صدره بقوله " قيل " مشيرا بذلك إلى ضعف ذلك التفسير و ما بناه عليه من تأويل قوله " ألا تعلمين ... " !
( كركم ) هو الزعفران ، و قيل العصفر ، و قيل شجر كالورس ، و هو فارسي معرب .
( صلوب ) كذا و لم أعرف له معنى ، و لعله - إن سلم من التحريف - لفظ عبري . و الله أعلم .
من فوائد الحديث
و في الحديث فوائد كثيرة أهمها اثنتان :
الأولى : مشروعية ترقية المرء لغيره بما لا شرك فيه من الرقى ، بخلاف طلب الرقية من غيره فهو مكروه لحديث " سبقك بها عكاشة " و هو معروف مشهور .
و الأخرى : مشروعية تعليم المرأة الكتابة . و من أبواب البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 1118 ) : " باب الكتابة إلى النساء و جوابهن " . ثم روى بسنده الصحيح عن موسى بن عبد الله قال : " حدثتنا عائشة بنت طلحة قالت : قلت لعائشة - و أنا في حجرها ، و كان الناس يأتونها من كل مصر ، فكان الشيوخ ينتابوني لمكاني منها ، و كان الشباب يتأخوني فيهدون إلي ، و يكتبون إلي من الأمصار ، فأقول لعائشة - يا خالة هذا كتاب فلان و هديته . فتقول لي عائشة أي بنية ! فأجيبيه و أثيبيه ، فإن لم يكن عندك ثواب أعطيتك ، قالت : فتعطيني " .
و قال المجد ابن تيمية في " منتقى الأخبار " عقب الحديث : " و هو دليل على جواز تعلم النساء الكتابة " .
" و أما حديث " لا تعلموهن الكتابة ، و لا تسكنوهن الغرف ، و علموهن سورة النور " ، فالنهي عن تعليم الكتابة في هذا الحديث محمول على من يخشى من تعليمها الفساد " . موضوع
الالبانى : و الحق أن الكتابة و القراءة ، نعمة من نعم الله تبارك و تعالى على البشر كما يشير إلى ذلك قوله عز و جل ( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق . اقرأ و ربك الأكرم . الذي علم بالقلم ) ، و هي كسائر النعم التي امتن الله بها عليهم
و أراد منهم استعمالها في طاعته ، فإذا وجد فيهم من يستعملها في غير مرضاته ،فليس ذلك بالذي يخرجها عن كونها نعمة من نعمه ، كنعمة البصر و السمع و الكلام و غيرها ، فكذلك الكتابة و القراءة ، فلا ينبغي للآباء أن يحرموا بناتهم من تعلمها شريطة العناية بتربيتهن على الأخلاق الإسلامية ، كما هو الواجب عليهم بالنسبة لأولادهم الذكور أيضا ، فلا فرق في هذا بين الذكور و إناث.
و الأصل في ذلك أن كل ما يجب للذكور وجب للإناث ، و ما يجوز لهم جاز لهن و لا فرق ، كما يشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " إنما النساء شقائق الرجال " ، رواه الدارمي و غيره ، فلا يجوز التفريق إلا بنص يدل عليه ، و هو مفقود فيما نحن فيه ، بل النص على خلافه ، و على وفق الأصل ، و هو هذا الحديث الصحيح ، فتشبث به و لا ترض به بديلا ، و لا تصغ إلى من قال : ما للنساء و للكتابة و العمالة و الخطابة 000 هذا لنا و لهن منا أن يبتن على جنابة !
فإن فيه هضما لحق النساء و تحقيرا لهن ، و هن كما عرفت شقائق الرجال . نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإنصاف و الاعتدال في الأمور كلها .
331- " عن زينب امرأة عبد الله عن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :إن الرقى ، و التمائم ، و التولة شرك " . الصحيحة" 1 / 584 :
2- و للحديث من طريق قيس بن السكن الأسدي قال : " دخل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه على امرأة ، فرأى عليها خرزا من الحمرة ،فقطعه قطعا عنيفا ، ثم قال : إن آل عبد الله عن الشرك أغنياء ، و قال :كان مما حفظنا عن النبي صلى الله عليه وسلم : إن الرقى ، و التمائم ، و التولة شرك " . الصحيحة" 1 / 584 :
الغريب :
( الرقى ) هي هنا كان ما فيه الاستعاذة بالجن ، أو لا يفهم معناها ، مثل كتابة بعض المشايخ من العجم على كتبهم لفظة ( يا كبيج ) لحفظ الكتب من الأرضة زعموا . و ( التمائم ) جمع تميمة ، و أصلها خرزات تعلقها العرب على رأس الولد لدفع العين ، ثم توسعوا فيها فسموا بها كل عوذة .
قلت : و من ذلك تعليق بعضهم نعل الفرس على باب الدار ، أو في صدر المكان ! و تعليق بعض السائقين نعلا في مقدمة السيارة أو مؤخرتها ، أو الخرز الأزرق على مرآة السيارة التي تكون أمام السائق من الداخل ، كل ذلك من أجل العين زعموا . و هل يدخل في ( التمائم ) الحجب التي يعلقها بعض الناس على أولادهم أو على أنفسهم إذا كانت من القرآن أو الأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ،للسلف في ذلك قولان ، أرجحهما عندي المنع كما بينته فيما علقته على " الكلم الطيب " لشيخ الإسلام ابن تيمية ( رقم التعليق 34 ) طبع المكتب الإسلامي . و ( التولة ) بكسر التاء و فتح الواو ، ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر
و غيره قال ابن الأثير : " جعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يؤثر و يفعل خلاف ما قدره الله تعالى "
348 - عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الشيطان يمشي في النعل الواحدة " . الصحيحة" 1 / 616 :
2- و الحديث في " الصحيحين بلفظ " لا يمش أحدكم في نعل واحدة ، لينعلهما جميعا ، أو ليخلعهما جميعا " .
3-و له شاهد من حديث جابر مرفوعا بلفظ : " لا تمش في نعل واحدة " . أخرجه مسلم
قال الخطابي : الحكمة في النهي أن النعل شرعت لوقاية الرجل عما يكون في الأرض من شوك أو نحوه ، فإذا انفردت إحدى الرجلين احتاج الماشي أن يتوقى لإحدى رجليه ما لا يتوقى للأخرى فيخرج بذلك عن سجية مشيه ، و لا يأمن مع ذلك من العثار .و قيل : لأنه لم يعدل بين جوارحه ، و ربما نسب فاعل ذلك إلى اختلال الرأي أو ضعفه . و قال ابن العربي : قيل : العلة فيها أنها مشية الشيطان ، و قيل : لأنها خارجة عن الاعتدال . و قال البيهقي : الكراهة فيه للشهرة فتمتد الأبصار لمن ترى ذلك منه ، و قد ورد النهي عن الشهرة في اللباس ، فكل شيء صير صاحبه شهرة فحقه أن يجتنب " .
فأقول : الصحيح من هذه الأقوال ، هو الذي حكاه ابن العربي أنها مشية الشيطان . و تصديره إياه بقوله : " قيل " مما يشعر بتضعيفه ، و ذلك معناه أنه لم يقف على هذا الحديث الصحيح المؤيد لهذا " القيل " ، و لو وقف عليه لما وسعه إلا الجزم
به . و كذلك سكوت الحافظ عليه يشعرنا أنه لم يقف عليه أيضا ، و إلا لذكره على طريقته في جمع الأحاديث و ذكر أطرافها المناسبة للباب ، لاسيما و ليس في تعيين العلة و تحديدها سواه .
فخذها فائدة نفيسة عزيزة ربما لا تراها في غير هذا المكان ، يعود الفضل فيها إلى الإمام أبي جعفر الطحاوي ، فهو الذي حفظها لنا بإسناد صحيح في كتابه دون عشرات الكتب الأخرى لغيره .
( تنبيه ) أما الحديث الذي رواه ليث عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت : " ربما مشى النبي صلى الله عليه وسلم في نعل واحدة " . فهو ضعيف لا يحتج به .
472- قال أبو الزبير : سمعت جابر بن عبد الله يقول : " لدغت رجلا منا عقرب و نحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل : يا رسول الله أرقي ؟ قال " من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل "
2-و في رواية لمسلم و أحمد ( 3 / 302 - 315 ) من طريق أبي سفيان عن جابر قال : " كان لي خال يرقي من العقرب ، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى ،قال : فأتاه فقال : يا رسول الله إنك قد نهيت عن الرقى ، و أنا أرقي من العقرب ؟ فقال : من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل و في رواية أخرى من هذا الوجه :" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى ، فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله إنه كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب ، و إنك نهيت عن الرقى ، قال : فعرضوها عليه ، فقال : ما أرى بأسا ،
من استطاع من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل " .
و في الحديث استحباب رقية المسلم لأخيه المسلم بما لا بأس به من الرقى ، و ذلك ما كان معناه مفهوما مشروعا ، و أما الرقى بما لا يعقل معناه من الألفاظ فغير جائز . قال المناوي :
" و قد تمسك ناس بهذا العموم ، فأجازوا كل رقية جربت منفعتها ، و إن لم يعقل معناها ، لكن دل حديث عوف الماضي أن ما يؤدي إلى شرك يمنع ، و ما لا يعرف معناه لا يؤمن أن يؤدي إليه ، فيمنع احتياطا " .
قلت : و يؤيد ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمح لآل عمرو بن حزم بأن يرقي إلا بعد أن اطلع على صفة الرقية ، و رآها مما لا بأس به . بل إن الحديث بروايته الثانية من طريق أبي سفيان نص في المنع مما لا يعرف من الرقى ، لأنه صلى الله عليه وسلم نهى نهيا عاما أول الأمر ، ثم رخص فيما تبين أنه لا بأس به من الرقى ، و ما لا يعقل معناه منها لا سبيل إلى الحكم عليها بأنه لا بأس بها ، فتبقى في عموم المنع . فتأمل . و أما الاسترقاء ، و هو طلب الرقية من الغير ، فهو و إن كان جائزا ، فهو مكروه كما يدل عليه حديث " هم الذين لا يسترقون ... و لا يكتوون ، و لا يتطيرون ، و على ربهم يتوكلون " متفق عليه و أما ما وقع من الزيادة في رواية لمسلم : " هم الذين لا يرقون و لا يسترقون ... " فهي زيادة شاذة ، و لا مجال لتفصيل القول في ذلك الآن من الناحية الحديثية ، و حسبك أنها تنافي ما دل عليه هذا الحديث من استحباب الترقية . و بالله التوفيق .
العين
737- عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " استعيذوا بالله تعالى من العين فإن العين حق " . الصحيحة" 2 / 373 :
747- قال جابر عن النبى انة قال " أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله و قضائه و قدره بالأنفس . ( يعني بالعين ) " . الصحيحة" 2 / 384
889- قال سول الله صلى الله علية وسلم " إن العين لتولع الرجل بإذن الله حتى يصعد حالقا ، ثم يتردى منه " . الصحيحة" 2 / 581 :
و للحديث شاهد بلفظ : " العين حق تستنزل الحالق "
1048- عن عائشة قالت : دخل النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت صبي يبكي فقال : " ما لصبيكم هذا يبكي ؟ فهلا استرقيتم له من العين ؟ " الصحيحة " 3 / 39 :
1066- عن عوف بن مالك الأشجعي قال : " كنا نرقي في الجاهلية ، فقلنا : يا رسول الله كيف ترى في ذلك ؟ فقال : " " أعرضوا علي رقاكم ، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك " . الصحيحة " 3 / 55 :
1104-عن ابن عائش الجهني أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : " يا ابن عابس < و هو عقبة بن عامر بن عبس الجهني > ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون ؟ قال : بلى يا رسول ،قال : *( قل أعوذ برب الفلق )* و *( قل أعوذ برب الناس )* هاتين السورتين " . الصحيحة " 3 / 94 :
1247 - " عن زينب ابنة أبي سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال : استرقوا لها فإن بها النظرة " . الصحيحة " 3 / 250 :
1248 –وقال " العين حق " . الصحيحة " 3 / 250 :
و للحديث شواهد كثيرة بلفظ ( استعيذوا بالله من العين ) ، ( أكثر من يموت ) ، ( إن العين ) ، ( كان يأمرها ) ، ( كنت أرقي ) ، ( مروا أبا ثابت ) ، ( ما يصيبكم ) ، ( من رأى شيئا ) ، ( لا شيء في الهام ) ، ( لا عدوى ) .
1249 –وقال " العين تدخل الرجل القبر و الجمل القدر " . الصحيحة " 3 / 250 :
1250 –وقال " العين حق ، تستنزل الحالق " . الصحيحة " 3 / 151 :
1251 –وقال " العين حق و لو كان شيء سابق القدر سبقته العين ، و إذا استغسلتم فاغسلوا " . الصحيحة " 3 / 151 : 1252 -أن أسماء بنت عميس قالت : يا رسول الله ! إن ولد جعفر تسرع إليهم العين فأسترقي لهم ؟ فقال : " نعم ، فإنه. لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين " . الصحيحة " 3 / 252 :
1931- " عالجيها بكتاب الله " . الصحيحة " 4 / 566 :
عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها و امرأة تعالجها أو ترقيها ، فقال : " فذكره
و في الحديث مشروعية الترقية بكتاب الله تعالى و نحوه مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرقى كما تقدم في الحديث ( 178 ) عن الشفاء قالت : دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم و أنا عند حفصة فقال لي : " ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة ؟ " . و أما غير ذلك من الرقى فلا تشرع ، لاسيما ما كان منها مكتوبا بالحروف المقطعة و الرموز المغلقة التي ليس لها معنى سليم ظاهر ، كما ترى أنواعا كثيرة منها في الكتاب المسمى بـ " شمس المعارف الكبرى " و نحوه .
2027 - " كل ، فلعمري لمن أكل برقية باطل ، لقد أكلت برقية حق " . الصحيحة " 5 / 44 :
عن خارجة بن الصلت عن عمه : " أنه مر بقوم فأتوه ، فقالوا : إنك جئت من عند هذا الرجل بخير ، فارق لنا هذا الرجل ، فأتوه برجل معتوه في القيود ، فرقاه بأم القرآن ثلاثة أيام غدوة و عشية ، كلما ختمها جمع بزاقه ثم تفل ،فكأنما أنشط من عقال ، فأعطوه شيئا ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكره له ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فذكره .
2521 - عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ... " كان يأمرها ( يعني عائشة ) أن تسترقي من العين " . الصحيحة " 6 / 61
2522 عن عائشة رضي الله عنها قالت : - " كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين " . الصحيحة " 6 / 61 :
رقية ---- الحسد
2572 - " إذا رأى أحدكم من أخيه و من نفسه و من ماله ما يعجبه فليبركه ، فإن العين حق " . الصحيحة " 6 / 148 :
عن عبد الله بن عامر قال : انطلق عامر بن ربيعة و سهل بن حنيف يريدان الغسل قال : فانطلقا يلتمسان الخمر ، قال : فوضع عامر ( كذا في " المسند " و في " المستدرك " : " سهل " و هو الصواب ) جبة كانت عليه من صوف فنظرت إليه ، فأصبته بعيني ، فنزل الماء يغتسل ، قال ، فسمعت له في الماء قرقعة ، فأتيته فناديته ثلاثا فلم يجبني ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فجاء يمشي فخاض الماء كأني أنظر إلى بياض ساقيه ، قال : فضرب صدره بيده ثم قال : " اللهم أذهب عنه حرها و بردها و وصبها " . قال : فقام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا رأى أحدكم من أخيه و من نفسه و من ماله ما يعجبه فليبركه ، فإن العين حق
و عنه ابن حبان في " صحيحه " ( 1424 - موارد ) عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه سمع أباه يقول : اغتسل أبي سهل بن حنيف بـ ( الخرار ) فنزع جبة كانت عليه ، و عامر بن ربيعة ينظر ، و كان سهل رجلا أبيض حسن الجلد ، قال : فقال له عامر بن ربيعة : ما رأيت كاليوم و لا جلد عذراء ! قال : فوعك سهل مكانه ، و اشتد وعكه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبر أن سهلا وعك ، و أنه غير رائح معك يا رسول الله ، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبر سهل بالذي كان من أمر عامر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " علام يقتل أحدكم أخاه ! ألا بركت ؟ إن العين حق ، توضأ له " ، فتوضأ له عامر ، فراح سهل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس به بأس . و هذا إسناد صحيح .
2576 - : سئل أبو هريرة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الطيرة في ثلاث : في المسكن و الفرس و المرأة ؟ قال : إذا أقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ما لم يقل ؟! و لكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ] ، يقول :
" أصدق الطيرة الفأل ، و العين حق " . الصحيحة " 6 / 154 :
و في " الصحيحين " و " المسند " ( 2 / 266 ) من طريق أخرى عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا طيرة ، وخيرها الفأل . قيل : يا رسول الله : و ما الفأل ؟ قال : الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم " . و عن عقبة بن عامر الجهني قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الطيرة ؟ قال : " أصدقها الفأل ، و لا ترد مسلما ..
2738 - عن خالد بن الوليد قال : كنت أفزع بالليل ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : إني أفزع بالليل فآخذ سيفي فلا ألقى شيئا إلا ضربته بسيفي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أعلمك كلمات علمني الروح الأمين ؟ قل : أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر فتن الليل و النهار و من كل طارق إلا طارق يطرق بخير ، يا رحمن ! " . الصحيحة " 6 / 534 :
و لبعضه شاهد : أن خالد بن الوليد رضي الله عنه كان يورق ، أو أصابه أرق ، فشكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،
فأمره أن يتعوذ عند منامه بكلمات الله التامات من غضبه ، و من شر عباده ، و من همزات الشياطين و أن يحضرون .
" و في هذا الحديث دليل على أن كلام الله عز وجل غير مخلوق ، لأنه لا يستعاذ بمخلوق " . ثم ذكر أن معنى قوله في بعض الطرق المتقدمة : " و أن يحضرون " : " و أن يصيبوني بسوء ، كما في قوله تعالى : *( و قل رب أعوذ بك من همزات الشياطين و أعوذ بك رب أن يحضرون
و قد جاءت هذه الاستعاذة في قصة تحدر الشياطين على النبي صلى الله عليه وسلم ، و محاولة أحدهم حرقة بشعلة من
نار ، فأمره جبريل بها فطفئت نارهم و هزمهم الله تعالى ،
2760 - " النشرة من عمل الشيطان " . الصحيحة " 6 / 611 :
عن جابر بن عبد الله قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النشرة ؟ فقال : " هو من عمل الشيطان " .
، و عن الحسن قال : " النشرة من السحر " . و إسناده حسن . و " النشرة " : الرقية . قال الخطابي : " النشرة : ضرب من الرقية و العلاج ، يعالج به من كان يظن به مس الجن " . قلت : يعني الرقى غير المشروعة ، و هي ما ليس من القرآن و السنة الصحيحة و هي التي جاء إطلاق لفظ الشرك عليها في غير ما حديث ، و قد تقدم بعضها ، فانظر مثلا : ( 331 و 1066 ) ، و قد يكون الشرك مضمرا في بعض الكلمات المجهولة المعنى ، أو مرموزا له بأحرف مقطعة ، كما يرى في بعض الحجب الصادرة من بعض الدجاجلة ، و على الرقى المشروعة يحمل ما علقه البخاري عن قتادة قال : قلت لسعيد بن المسيب : رجل به طب ( أي سحر ) أو يؤخذ عن امرأته ، أيحل عنه أو ينشر ؟ قال : لا بأس به ، إنما يريدون به الإصلاح ، فأما ما ينفع فلم ينه عنه بسند صحيح عنه مختصرا . هذا و لا خلاف عندي بين الأثرين ، فأثر الحسن يحمل على الاستعانة بالجن و الشياطين و الوسائل المرضية لهم كالذبح لهم و نحوه ، و هو المراد بالحديث ، و أثر سعيد على الاستعانة بالرقى و التعاويذ المشروعة بالكتاب و السنة . و إلى هذا مال البيهقي في " السنن " ، و هو المراد بما ذكره الحافظ عن الإمام أحمد أنه سئل عمن يطلق السحر عن المسحور ؟ فقال : " لا بأس به " . و أما قول الحافظ : " و يختلف الحكم بالقصد ، فمن قصد بها خيرا ، و إلا فهو شر " . قلت : هذا لا يكفي في التفريق ، لأنه قد يجتمع قصد الخير مع كون الوسيلة إليه شر ، كما قيل في المرأة الفاجرة : ... ... ... ... ... ليتها لم تزن و لم تتصدق . و من هذا القبيل معالجة بعض المتظاهرين بالصلاح للناس بما يسمونه بـ ( الطب ال****** ) سواء كان ذلك على الطريقة القديمة من اتصاله بقرينة من الجن كما كانوا عليه في الجاهلية ، أو بطريقة ما يسمى اليوم باستحضار الأرواح ، و نحوه عندي التنويم المغناطيسي ، فإن ذلك كله من الوسائل التي لا تشرع لأن مرجعها إلى الاستعانة بالجن التي كانت من أسباب ضلال المشركين كما جاء في القرآن الكريم : *( و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا )* أي خوفا و إثما . و ادعاء بعض المبتلين بالاستعانة بهم أنهم إنما يستعينون بالصالحين منهم ، دعوى كاذبة لأنهم مما لا يمكن - عادة - مخالطتهم و معاشرتهم ،
التي تكشف عن صلاحهم أو طلاحهم ، و نحن نعلم بالتجربة أن كثيرا ممن تصاحبهم أشد المصاحبة من الإنس ، يتبين لك أنهم لا يصلحون ، قال تعالى : *( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم و أولادكم عدوا لكم فاحذروهم )* هذا في الإنس الظاهر ، فما بالك بالجن الذين قال الله تعالى فيهم : *( إنه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم )* .
سحر النبى
2761 - " كان رجل [ من اليهود ] يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ، [ و كان يأمنه ] ، فعقد له عقدا ، فوضعه في بئر رجل من الأنصار ، [ فاشتكى لذلك أياما ، ( و في حديث عائشة : ستة أشهر ) ] ، فأتاه ملكان يعودانه ، فقعد أحدهما عند رأسه ، و الآخر عند رجليه ، فقال أحدهما : أتدري ما وجعه ؟ قال : فلان الذي [ كان ] يدخل عليه عقد له عقدا ، فألقاه في بئر فلان الأنصاري ، فلو أرسل [ إليه ] رجلا ، و أخذ [ منه ] العقد لوجد الماء قد اصفر . [ فأتاه جبريل فنزل عليه بـ ( المعوذتين ) ، و قال : إن رجلا من اليهود سحرك ، و السحر في بئر فلان ، قال : ] فبعث رجلا ( و في طريق أخرى : فبعث عليا رضي الله عنه ) [ فوجد الماء قد اصفر ] فأخذ العقد [ فجاء بها ] ، [ فأمره أن يحل العقد و يقرأ آية ] ، فحلها ، [ فجعل يقرأ و يحل ] ، [ فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة ] فبرأ ، ( و في الطريق الأخرى : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال ) ، و كان الرجل بعد ذلك يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يذكر له شيئا منه ، و لم يعاتبه [ قط حتى مات ] " . الصحيحة " 6 / 616 :
و كذا زيادة نزول جبريل بـ ( المعوذتين ) ، و سندها صحيح أيضا . و لها شاهد من حديث عمرة عن عائشة قالت : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلام يهودي يخدمه يقال له : لبيد بن أعصم ، و كانت تعجبه خدمته ، فلم تزل به يهود حتى سحر النبي
صلى الله عليه وسلم ، فكان صلى الله عليه وسلم يذوب و لا يدري ما وجعه ، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة نائم إذ أتاه ملكان ، فجلس أحدهما عند رأسه ، و الآخر عند رجليه ، فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه : ما وجعه ؟ قال : مطبوب . فقال : من طبه ؟ قال : لبيد بن أعصم . قال : بم طبه ؟ قال : بمشط و مشاطة و جف طلعة ذكر بـ ( ذي أروى ) ، و هي تحت راعوفة البئر . فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدعا عائشة فقال : يا عائشة ! أشعرت أن الله قد أفتاني بوجعي ، فلما أصبح غدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و غدا أصحابه معه إلى البئر ، و إذا ماؤها كأنه نقيع الحناء ، و إذا نخلها الذي يشرب من مائها قد التوى سيفه كأنه رؤوس الشياطين ، قال : فنزل رجل فاستخرج جف طلعة من تحت الراعوفة ، فإذا فيها مشط رسول الله صلى الله عليه وسلم و من مشاطة رأسه ، و إذا تمثال من شمع تمثال رسول الله صلى الله عليه وسلم : و إذا فيها إبر مغروزة ، و إذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة ، فأتاه جبريل بـ ( المعوذتين ) فقال : يا محمد * ( قل أعوذ برب الفلق )* و حل عقدة ، *( من شر ما خلق )* و حل عقدة حتى فرغ منها ، و حل العقد كلها ، و جعل لا ينزع إبرة إلا وجد لها ألما ثم يجد بعد ذلك راحة . فقيل : يا رسول الله ! لو قتلت اليهودي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد عافاني الله عز وجل ، و ما وراءه من عذاب الله أشد ، . و من المفيد أن نذكر أن بعض المبتدعة قديما و حديثا قد أنكروا هذا الحديث الصحيح ،بشبهات هي أوهى من بيت العنكبوت ، و قد رد عليهم العلماء في شروحهم ، فليرجع إليها من شاء .
الرقية والتعوذ
2775 - عن عائشة قالت : ...كان يعوذ بهذه الكلمات : " [ اللهم رب الناس ] أذهب الباس ، و اشف و أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما " . فلما ثقل في مرضه الذي مات فيه أخذت بيده فجعلت أمسحه [ بها ] و أقولها ، فنزع يده من يدي ، و قال : " اللهم اغفر لي و ألحقني بالرفيق الأعلى " . قالت : فكان هذا آخر ما سمعت من كلامه صلى الله عليه وسلم " . الصحيحة " 6 / 642 :
. قلت : و في الحديث مشروعية ترقية المريض بهذا الدعاء الشريف ، و ذلك من العمل بقوله صلى الله عليه وسلم : " من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل " . رواه مسلم ، و و قد ترجم له البخاري بقوله : " باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم " ، و قال الحافظ في " الفتح " ( 10 / 207 ) : " و يؤخذ من هذا الحديث أن الإضافة في الترجمة
للفاعل ، و قد ورد ما يدل على أنها للمفعول ، و ذلك فيما أخرجه مسلم [ 7 / 13 ] عن أبي سعيد الخدري أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ! اشتكيت ؟ قال : نعم . قال : بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ، من كل نفس أو عين حاسد ، الله يشفيك " . ( تنبيه ) : قوله في الحديث : " يعوذ " أي : غيره ، و إليه أشار البخاري في ترجمته ، و شرحه الحافظ . و هكذا وقع في كل المصادر التي سبق ذكرها و منها " مصنف ابن أبي شيبة " الذي من طريقه تلقاه ابن ماجه كما تقدم ، لكن وقع فيه بلفظ : " يتعوذ " ، أي هو صلى الله عليه وسلم ، فاختلف المعنى ،و الصواب المحفوظ الأول ، و يبدو أنه خطأ قديم ، فإنه كذلك وقع في كل نسخ ابن ماجه التي وقفت عليها ، مثل طبعة إحياء السنة - الهندية ، و الطبعة التازية ، و عبد الباقي ، و الأعظمي ، و لعل ذلك من بعض رواة كتاب ابن ماجه ، أو من بعض
النساخ . و الله أعلم . و وقعت هذه اللفظة في " رياض الصالحين " في النسخ المطبوعة التي وقفت عليها ، منها طبعة المكتب الإسلامي التي حققت و بينت مراتب أحاديثها ( رقم 906 ) بلفظ " يعود " من عيادة المريض ، و كذلك وقع في متن و شرح ابن علان ( 3 / 381 ) المسمى بـ " دليل الفالحين " ، فتنبه و لا تكن من الغافلين .
2918 - " يا شيطان اخرج من صدر عثمان ! [ فعل ذلك ثلاث مرات ] " . الصحيحة " 6 / 999 :
هو من حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه ، يقول : شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نسيان القرآن ، فضرب صدري بيده فقال : يا شيطان اخرج من صدر عثمان . قال عثمان : " فما نسيت منه شيئا بعد ، أحببت أن أذكره " .
الثانية : : يرويه الحسن عنه ، قال : شكوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سوء حفظي للقرآن ، فقال : " ذاك شيطان يقال له : ( خنزب ) ، ادن مني يا عثمان ! " . ثم وضع يده على صدري ، فوجدت بردها بين كتفي ، ثم قال : (يا شيطان اخرج من صدر عثمان ) . فما سمعت بعد ذلك شيئا إلا حفظته . . و أصل الحديث في " صحيح مسلم "
" . الرابعة : يرويه عيينة بن عبد الرحمن : حدثني أبي عن عثمان بن أبي العاص قال : لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف ، جعل يعرض لي شيء في صلاتي ، حتى ما أدري ما أصلي ! فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " ابن العاص ؟ " . قلت : نعم يا رسول الله ! قال : " ما جاء بك ؟ " . قلت : يا رسول الله ! عرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي ! قال : " ذاك الشيطان ، ادنه " . فدنوت منه ، فجلست على صدور قدمي ، قال : فضرب صدري بيده ، و تفل في فمي و قال : " اخرج عدو الله ! " . ففعل ذلك ثلاث مرات ، ثم قال : " الحق بعملك " . . و هو إسناد صحيح .
و في الحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان و يدخل فيه و لو كان مؤمنا صالحا ، و في ذلك أحاديث كثيرة ، و قد كنت خرجت أحدها فيما تقدم برقم ( 485 ) من حديث يعلى بن مرة قال : " سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت منه شيئا عجبا .. " و فيه : " و أتته امرأة فقالت : إن ابني هذا به لمم منذ سبع سنين ، يأخذه كل يوم مرتين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أدنيه " ، فأدنته منه ، فتفل في فيه ، و قال : اخرج عدو الله ! أنا رسول الله " . فالحديث بهذه المتابعات جيد
" . ثم وقفت على كتاب عجيب من غرائب ما طبع في العصر الحاضر بعنوان ( طليعة " استحالة دخول الجان بدن الإنسان " ) ! لمؤلفه ( أبو عبد الرحمن إيهاب بن حسين الأثري ) - كذا الأثري موضة العصر ! - و هذا العنوان وحده يغني القارئ اللبيب عن الاطلاع على ما في الكتاب من الجهل و الضلال ، و الانحراف عن الكتاب و السنة ، باسم الكتاب و السنة و وجوب الرجوع إليهما ، فقد عقد فصلا في ذلك ، و فصلا آخر في البدعة و ذمها و أنها على عمومها ، بحيث يظن من لم يتتبع كلامه و ما ينقله عن العلماء في تأييد ما ذهب إليه من الاستحالة أنه سلفي أو أثري – كما انتسب - مائة في المائة ! و الواقع الذي يشهد به كتابه أنه خلفي معتزلي من أهل الأهواء ، يضاف إلى ذلك أنه جاهل بالسنة و الأحاديث ، إلى ضعف شديد باللغة العربية و آدابها ، حتى كأنه شبه عامي ، و مع ذلك فهو مغرور بعلمه ، معجب بنفسه ، لا يقيم وزنا لأئمة السلف الذين قالوا بخلاف عنوانه كالإمام أحمد و ابن تيمية و ابن القيم ، و الطبري و ابن كثير و القرطبي ، و الإمام الشوكاني و صديق حسن خان القنوجي ، و يرميهم بالتقليد ! على قاعدة ( رمتني بدائها و انسلت ) ، الأمر الذي أكد لي أننا في زمان تجلت فيه بعض أشراط الساعة التي منها قوله صلى الله عليه وسلم : " و ينطق فيها الرويبضة . قيل : و ما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة " . و نحوه قول عمر رضي الله عنه : " فساد الدين إذا جاء العلم من الصغير ، استعصى عليه الكبير ، و صلاح الناس إذا جاء العلم من قبل الكبير ، تابعه عليه الصغير " . و ما أكثر هؤلاء ( الصغار ) الذين يتكلمون في أمر المسلمين بجهل بالغ ، و ما العهد عنا ببعيد ذاك المصري الآخر الذي ألف في تحريم النقاب على المسلمة ! و ثالث أردني ألف في تضعيف قوله
صلى الله عليه وسلم : " عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين " ، و في حديث تحريم المعازف ، المجمع على صحتهما عند المحدثين ، و غيرهم و غيرهم كثير و كثير !! و إن من جهل هذا ( الأثري ) المزعوم و غباوته أنه رغم تقريره ( ص 71 و 138 ) أن : " منهج أهل السنة و الجماعة التوقف في المسائل الغيبية عندما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و أنه ليس لأحد مهما كان شأنه أن يضيف تفصيلا ، أو أن ينقص ما ثبت بالدليل ، أو أن يفسر ظاهر الآيات وفق هواه ، أو بلا دليل " . أقول : إنه رغم تقريره لهذا المنهج الحق الأبلج ، فإنه لم يقف في هذه المسألة الغيبية عند حديث الترجمة الصحيح . بل خالفه مخالفة صريحة لا تحتاج إلى بيان ،و كنت أظن أنه على جهل به ، حتى رأيته قد ذكره نقلا عن غيره ( ص 4 ) من الملحق
بآخر كتابه ، فعرفت أنه تجاهله ، و لم يخرجه مع حديث يعلى و غيره مما سبقت الإشارة إليه ( ص 1002 ) . و كذلك لم يقدم أي دليل من الكتاب و السنة على ما زعمه من الاستحالة ، بل توجه بكليته إلى تأويل قوله تعالى المؤيد للدخول الذي
نفاه : *( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس )* تأويلا ينتهي به إلى إنكار ( المس ) - الذي فسره العلماء بالجنون – و إلى موافقة بعض الأشاعرة و المعتزلة ! الذين فسروا ( المس ) بوسوسة الشيطان
المؤذية ! و هذا تفسير بالمجاز ، و هو خلاف الأصل ، و لذلك أنكره أهل السنة كما سيأتي ، و هو ما صرح به نقلا عن الفخر الرازي الأشعري ( ص 76 و 78 ) : " كأن الشيطان يمس الإنسان فيجن " ! و نقل ( ص 89 ) عن غيره أنه قال : " كأن الجن مسه " ! و عليه خص المس هذا بمن خالف شرع الله ، فقال ( ص 22 ) : " و ما كان ليمس أحد ( كذا غير منصوب ! ) <4> إلا بالابتعاد عن النهج المرسوم " ! و لو سلمنا جدلا أن الأمر كما قال ، فلا يلزم منه عند العلماء ثبوت دعوى النفي ، لإمكان وجود دليل آخر على الدخول كما في هذا الحديث الصحيح ، بينما توهم الرجل أنه برده دلالة الآية على الدخول ثبت نفيه إياه ، و ليس الأمر كذلك لو سلمنا برده ، فكيف و هو مردود عليه بهذا الحديث الصحيح ، و بحديث يعلى المتقدم و بهما تفسر الآية ، و يبطل تفسيره إياها بالمجاز . و من جهل الرجل و تناقضه أنه بعد أن فسر الآية بالمجاز الذي يعني أنه لا ( مس ) حقيقة ، عاد ليقول ( ص 93 ) : " و اللغة أجمعت على أن المس : الجنون " . و لكنه فسره على هواه فقال : أي من الخارج لا من الداخل ، قال : " ألا ترى مثلا إلى الكهرباء و كيف تصعق المماس لها من الخارج ... " إلخ هرائه . فإنه دخل في تفاصيل تتعلق بأمر غيبي قياسا على أمور مشاهدة مادية ، و هذا خلاف المنهج السلفي الذي تقدم نقله عنه ، و مع ذلك فقد تعامى عما هو معروف في علم الطب أن هناك جراثيم تفتك من الداخل كجرثومة ( كوخ ) في مرحلته الثالثة ! فلا مانع عقلا أن تدخل الجان من الخارج إلى بدن الإنسان ،و تعمل عملها و أذاها فيه من الداخل ، كما لا مانع من خروجها منه بسبب أو آخر ،و قد ثبت كل من الأمرين في الحديث فآمنا به ، و لم نضربه كما فعل المعتزلة و
أمثالهم من أهل الأهواء ، و هذا المؤلف ( الأثري ) - زعم - منهم . كيف لا و قد تعامى عن حديث الترجمة ، فلم يخرجه البتة في جملة الأحاديث الأخرى التي خرجها و ساق ألفاظها من ( ص 111 ) إلى ( ص 126 ) - و هو صحيح جدا - كما رأيت ، و هو إلى ذلك لم يأخذ من مجموع تلك الأحاديث ما دل عليه هذا الحديث من إخراجه صلى الله عليه وسلم للشيطان - من ذاك المجنون - ، و هي معجزة عظيمة من معجزاته صلى الله عليه وسلم ، بل نصب خلافا بين رواية " اخرج عدو الله " و رواية " اخسأ عدو الله " ، فقد أورد على نفسه ( ص 124 ) قول بعضهم : " إن الإمام الألباني قد صحح
الحديث " ، فعقب بقوله : " فهذا كذب مفترى ، انظر إلى ما قاله الشيخ الألباني لتعلم الكذب : المجلد الأول من سلسلته الصحيحة ص 795 ح 485 " . ثم ساق كلامي فيه ، و نص ما في آخره كما تقدم : " و بالجملة فالحديث بهذه المتابعات جيد . و الله أعلم " . قلت : فتكذيبه المذكور غير وارد إذن ، و لعل العكس هو الصواب ! و قد صرح هو بأنه ضعيف دون أي تفصيل ( ص 22 ) ، و اغتر به البعض ! نعم ، لقد شكك في دلالة الحديث على الدخول بإشارته إلى الخلاف الواقع في الروايات ، و قد ذكرت لفظين منها آنفا . و لكن ليس يخفى على طلاب هذا العلم المخلصين أنه ليس من العلم في شيء أن تضرب الروايات المختلفة بعضها ببعض ، و إنما علينا أن نأخذ منها ما اتفق عليه الأكثر ، و إن مما لا شك فيه أن اللفظ الأول : " اخرج " أصح من الآخر " اخسأ " ، لأنه جاء في خمس روايات من الأحاديث التي ساقها ، و اللفظ الآخر جاء في روايتين منها فقط ! على أني لا أرى بينهما خلافا كبيرا في المعنى ، فكلاهما يخاطب بهما شخص ، أحدهما صريح في أن المخاطب داخل المجنون ، و الآخر يدل عليه ضمنا . و إن مما يؤكد أن الأول هو الأصح صراحة حديث الترجمة الذي سيكون القاضي بإذن الله على كتاب " الاستحالة " المزعومة ، مع ما تقدم من البيان أنها مجرد دعوى في أمر غيبي مخالفة للمنهج الذي سبق ذكره . و لابد لي قبل ختم الكلام على هذا الموضوع أن أقدم إلى القراء الكرام و لو مثالا واحد على الجهل بالسنة الذي وصفت به الرجل فيما تقدم ، و لو أنه فيما سلف كفاية للدلالة على ذلك ! لقد ذكر الحديث المشهور في النهي عن اتباع سنن الكفار بلفظ لا أصل له رواية و لا دراية ، فقال ( ص 27 ) : " و صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : " لتتبعن من قبلكم من الأمم حذاء القذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه وراءهم . قالوا : اليهود و النصارى يا رسول الله ؟ قال : فمن ؟ " . أو كما قال صلى الله عليه وسلم " ! و مجال نقده في سياقه للحديث هكذا واسع جدا ، و إنما أردت نقده في حرف واحد منه أفسد به معنى الحديث بقوله ( حذاء ) ، فإن هذا تحريف قبيح للحديث لا يخفى على أقل الناس ثقافة ، و الصواب ( حذو ) . و ليس هو خطأ مطبعيا كما قد يتبادر لأذهان البعض ، فقد أعاده في مكان آخر . فقال ( ص 34
) مقرونا بخطأ آخر : " حذاء القذة بالقذة " ! كذا ضبطه بفتح القاف ! و إنما هو بالضم <5> . و نحو ذلك مما يدل على جهله بالسنة قوله ( ص 240 ) : " يقول السلف : ليس الخبر كالمعاينة " . و هذا حديث مرفوع رواه جماعة من الأئمة منهم أحمد عن ابن عباس مرفوعا ، و فيه قصة . و هو مخرج في " صحيح الجامع الصغير " ( 5250 ) . و من أمثلة جهله بما يقتضيه المنهج السلفي أنه حشر ( ص 74 ) في زمرة التفاسير المعتبرة " تفسير الكشاف " ، و " تفسير الفخر الرازي " ، فهل رأيت أو سمعت أثريا يقول مثل هذا ، فلا غرابة بعد هذا أن ينحرف عن السنة ، متأثرا بهما و يفسر آية الربا تفسيرا مجازيا ! و أما أخطاؤه الإملائية الدالة على أنه ( شبه أمي ) فلا تكاد تحصى ، فهو يقول في أكثر من موضع : " تعالى معي " ! و قال ( ص 131 ) : " ثم تعالى لقوله تعالى " ، و ذكر آية . و في ( ص 129 ) : " فمن المستحيل أن تفوت هذه المسألة هذان الإمامان الجليلان " ! و ( ص 130 ) . " أضف إلى ذلك أن الإمامين ليسا طبيبان " ! فهو يرفع المنصوب مرارا و تكرارا . و في الختام أقول : ليس غرضي مما تقدم إلا إثبات ما أثبته الشرع من الأمور الغيبية ،و الرد على من ينكرها . و لكنني من جانب آخر أنكر أشد الإنكار على الذين يستغلون هذه العقيدة ، و يتخذون استحضار الجن و مخاطبتهم مهنة لمعالجة المجانين و المصابين بالصرع ، و يتخذون في ذلك من الوسائل التي تزيد على مجرد تلاوة القرآن مما لم ينزل الله به سلطانا ، كالضرب الشديد الذي قد يترتب عليه أحيانا قتل المصاب ، كما وقع هنا في عمان ، و في مصر ، مما صار حديث الجرائد و المجالس . لقد كان الذين يتولون القراءة على المصروعين أفرادا قليلين صالحين فيما مضى ،فصاروا اليوم بالمئات ، و فيهم بعض النسوة المتبرجات ، فخرج الأمر عن كونه وسيلة شرعية لا يقوم بها إلا الأطباء عادة ، إلى أمور و وسائل أخرى لا يعرفها الشرع و لا الطب معا ، فهي - عندي - نوع من الدجل و الوساوس يوحي بها الشيطان إلى عدوه الإنسان *( و كذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس و الجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا )* ، و هو نوع من الاستعاذة بالجن التي كان عليها المشركون في الجاهلية المذكورة في قوله تعالى : *( و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا )* . فمن استعان بهم على فك سحر - زعموا - أو معرفة هوية الجني المتلبس بالإنسي أذكر هو أم أنثى ؟ مسلم أم كافر ؟ و صدقه المستعين به ثم صدق هذا الحاضرون عنده ، فقد شملهم جميعا وعيد قوله صلى الله عليه وسلم : " من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد " ، و في حديث آخر : " .. لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " <6> . فينبغي الانتباه لهذا ، فقد علمت أن كثيرا ممن ابتلوا بهذه المهنة هم من الغافلين عن هذه الحقيقة ، فأنصحهم - إن استمروا في مهنتهم - أن لا يزيدوا في مخاطبتهم على قول النبي صلى الله عليه وسلم : " اخرج عدو الله " ، مذكرا لهم بقوله تعالى *(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )* . و الله المستعان و لا حول و لا قوة إلا بالله .
2972 - عن قيس بن السكن الأسدي قال : دخل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه على امرأته فرأى عليها حرزا من الحمرة ، فقطعه قطعا عنيفا ، ثم قال : إن آل عبد الله عن الشرك أغنياء . و قال : كان مما حفظنا عن النبي صلى الله عليه وسلم " إن الرقى و التمائم و التولة شرك " . الصحيحة " 6 / 1161 :
ومن رواية عن أبي عبيدة عن عبد الله : أنه رأى في عنق امرأة من أهله سيرا فيه تمائم .. الحديث نحوه أتم منه موقوفا كله ، و زاد : " إن الشيطان يأتي إحداكن فيخش في رأسها ، فإذا استرقت خنس ، و إذا لم تسترق
نخس ! فلو أن إحداكن تدعو بماء فتنضحه في رأسها و وجهها ثم تقول : بسم الله الرحمن الرحيم . ثم تقرأ *( قل هو الله أحد )* ، و *( قل أعوذ برب الفلق )* و*( قل أعوذ برب الناس )* نفعها ذلك إن شاء الله " . : : ما جاء في آخر رواية ابن بشر أن ابن مسعود رضي الله عنه قال لزينب : " لو فعلت كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خيرا لك و أجدر أن تشفين : تنضحين في عينيك الماء ، و تقولين : أذهب البأس رب الناس .. " إلخ الدعاء المعروف . فذكر النضح ، ( تنبيه ) : . ثم وقفت على ما هو أنكر عندي من استرقاء امرأة ابن مسعود باليهودي ، و هو ما روى يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن أن أبا بكر الصديق دخل على عائشة و هي تشتكي ، و يهودية ترقيها ،فقال أبو بكر : " ارقيها بكتاب الله " . أخرجه مالك في " الموطأ " ( 3 / 121 )
قول ابن عبد البر في " التمهيد " ( 5 / 278 ) جازما بنسبته إلى الصديق : " و قد جاء عن أبي بكر الصديق كراهية الرقية بغير كتاب الله ، و على ذلك العلماء ، وأباح لليهودية أن ترقي عائشة بكتاب الله " ! ثم إنه من غير المعقول أن يطلب الصديق من يهودية أن ترقي عائشة ، كما لا يعقل أن يطلب منها الدعاء لها ، و الرقية من الدعاء بلا شك ، فإن الله عز وجل يقول : *( و ما دعاء الكافرين إلا في ضلال )* . و يزداد الأمر نكارة إذا لوحظ أن المقصود بـ " كتاب الله " القرآن الكريم ، فإنها لا تؤمن به و لا بأدعيته . و إن كان المقصود التوراة ، فذلك مما لا يصدر من الصديق ، لأنه يعلم يقينا أن اليهود قد حرفوا فيه ، و غيروا و بدلوا