سؤال الى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة الشيخ ابن باز- رحمه الله:
ما حكم المناذير وهو دعاء الجن والشياطين على شخص ما ليعملا به عملا مكروها ، كأن يقال خذوه اذهبوا به ، انفروا به بقصد أو بغير قصد . وما حكم من دعا بهذا القول ؟ حيث سمعت قول أحدهم أنه من دعا الجن لم تقبل له صلاة ولا صيام ولا يقبر في مقابر المسلمين ولا تتبع جنازته ولا يصلى عليه إذا مات ؟
الـجــواب : الاستعانة بالجن واللجوء إليهم في قضاء الحاجات من الإضرار بأحد أو نفعه ، شرك في العبادة ، لأنه نوع من الاستمتاع بالجني بإجابته سؤاله وقضائه حوائجه في نظير استمتاع الجني بتعظيم الإنسي له ولجوئه إليه واستعانته به في تحقيق رغبته . قال الله تعالى : ( وَيَومَ يَحشُرُهُم جَميعاً يَامَعشَرَ الجِنِ قَدِ استَكثَرتُم مِنَ الإِنِس وَقَالَ أَوليَاؤُهُم مِنَ الإِنِس رَبَّنا استَمتَعَ بَعضُنا بِبَعض وَبَلَغنَا أَجَلَنَا الذِى أَجَّلتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثواكُم خالِدِين فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيم عَلِيمُُ*وَكَذَلِكَ نُولّىِ بَعضَ الظَّالَمِيِن بَعضَا بِمَا كَانُوا يَكسِبُونَ ) {الانعام 128-129** ، وقال تعالى : ( وَأَنّهُ كَانَ رِجَالُُ مِنَ الإِنِس يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجِنِ فَزَادُوهُم رَهَقاً ) {الجن 6** فاستعانة الإنسي بالجني في إنزال ضرر بغيره واستعاذته به في حفظه من شر من يخاف شره كله شرك .
ومن كان هذا شأنه فلا صلاة له ، ولا صيام ، لقوله تعالى : ( لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطنَّ عَمَلُك وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ ) ** الزمر65** ، ومن عرف عنه ذلك لا يصلى عليه إذا مات ولا تتبع جنازته ولا يدفن في مقابر المسلمين .
{فتاوى اللجنة الدائمة فتوى رقم 432**