المنجم والساحر يجتمعان في أمور ويفترقان في أمور:
ينبغي أن تعلم أن الساحر والمنجم يتفقان في أمور ويفترقان في أمور، ومما يتفقان فيه ما يلي:
1- الساحر والمنجم كلاهما تعلم علماً حرمه الإسلام وعلى هذا دل القرآن والسنة وإجماع السلف كما سيأتي ذكر بعض الأدلة على ذلك قريباً.
2- الساحر والمنجم كلاهما يضران بالناس ضررا بالغاً.
3- الساحر والمنجم يقومان بإعطاء المريض الحروز والعزائم وأنواعاً من أمور الماديات وغير ذلك.
4- الساحر والمنجم قد يستخدمان سحر التمويه والخدع دون اتصال بالجن أو الكواكب.
5- الساحر والمنجم إن كان اعتماد كل منهما على التنجيم أو على الاستعانة بالجن والشياطين فكلاهما كافر.
6- الساحر والمنجم يقتلان ردةً بعد الاستتابة كان عملهما يتعلق بالاستعانة بالجن والشياطين وبالكواكب والنجوم.
ويفترقان في أمور وإليك بعض منها:
1- الساحر ضرره أعظم من جهة كونه يباشر المصاب بالسحر المؤدي إلى الألم والمرض والجنون وغير ذلك بخلاف المنجم الذي عمله قائم على الاستعانة بالنجوم فإنه لا يحصل للمنجَّم له شيء من ذلك إذا لم يخضع المنجم للجن.
2- المنجم ضرره أعظم من جهة مستقبل المتعلق به، فإن المنجم يتحكم في مستقبل حياة المتعلق به فمثلاً: المنجم عند تنجيمه للطفل إذا كان نجم الطفل الثور أو العقرب وما إلى ذلك فهذا مما يجعل المنجَّم له يعتقد دائما حصول الشر عليه ومنه ويصير عنده عقيدة في ذلك. ويتحكمون في سياسة الدول وأحوال الاقتصاد وما إلى ذلك. وأما الساحر فسحره قد يزول في وقت قصير عند معالجته، وهذا إذا كان الساحر يستخدم الجن في الأمور هذه، أما إن استخدم الجن في ادعاء علم الغيب فر فرق.
3- الساحر لا بد أن يقدم للشياطين الذين يتعاونون معه ما يرضيهم من أنواع المحرمات والكفريات. أما المنجم فلا يحتاج أن يرضي الجن إذا كان عمله مقصوراً على الاستعانة بالكواكب دون الجمع بين الأمرين.
4- الساحر معلوماته السحرية مأخوذة من الجن الذين معه فهم يمدونه بذلك، بخلاف المنجم فإن معلوماته عن طريق النظر في سير وحركات النجوم المتعلق به عمله.
5- لفظ الساحر أعم فإنه يدخل فيه المنجم وليس العكس كما تقدم ذكر حديث ابن عباس في ذلك.
من كتاب
فوز الناظر بمعرفة علامات الساحر
الشيخ / أبي نصر محمد بن عبد الله الإمام