"احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك". فمن حفظ الله ورعى حقوقه، وجد الله معه بنصره وتأييده وتوفيقه .
روي أن بعض الصحابة قال: رأيت أعرابيا أتى باب المسجد فنزل عن ناقته وتركها، ودخل المسجد، وصلى بالسّكينة والوقار، ودعا بما شاء فتعجبنا. فلما خرج لم يجد ناقته، قال: يا رب أدّيت أمانتك، فأين أمانتي؟. قال الرّاوي فزدنا تعجبا، فلم يمكث، حتى جاء رجل على ناقته وسلم الناقة له".
قال الرازي رحمه الله: والنكتة أنه لما حفظ أمانة الله، حفظ الله أمانته. وهو المراد من قوله صلى الله عليه وسلم: "احفظ الله يحفظك".
فمن حفظ الله في شبابه وقوته، حفظه الله في كبره، ومتّعه بحوله وقوته. فلقد جاوز بعض العلماء كالحسن البصري و البغوي و الجويني "المائة سنة"، وهم يتمتّعون بعقولهم وقوّتهم. لقد وثب "الجويني" يوما وثبة شديدة فكُلِّم بسببها، فقال: "هذه جوارح حفظناها في الصغر فحفظها الله لنا في الكبر " .
وقد يتعدى الحفظ إلى الذرّية . كما في قوله تعالى: "وكان أبوهما صالحا". الكهف:83. ولذا كان سعيد بن المسيّب رضي الله عنه يقول لابنه: "إنّي لأزيد في صلاتي من أجلك، رجاء أن تحفظ"، ثم يتلو قوله تعالى: "..وكان أبوهما صالحا..". الآية.
فليكن لكم ـ أحبتي ـ من وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نهج تنتهجونه.
اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا، اللهم احفظ أبناءنا وبناتنا وجميع المسلمين، وكن لنا ولهم وليا ونصيرا