البذرة ........ تُلقى في الارض.....
فلا يبخل عليها المطر...... ولا تبخل عليها الشمس .....
واذا لقيت ريا وحرثا جيدا........ تعطي ثمارها...
في الوقت المحدد..... وبهوادة ، ودون انفعالات ، ولا مفاجآت.......
و بذور الفضيلة التي تُلقى في النفس...
تتزود بنور الايمان....... وترتوي من منبعه........ وتعطي ثمارها :
اشراق في النفوس .........................وتوجه الى النور ....
توجه الى الله سبحانه وتعالى صاحب الفضل...
إن الاسلام بمبادئه و شرائعه قد هذب النفس وطهرها ،
فكانت فضائل هذه المبادئ والشرائع هي بذور غرست فانبتت ،
وأثرت في الغذاء الروحي للانسان تأثيراً عميقاً .......
و الفضيلة في نفس المؤمن...
صفة ثابتة تلازم صاحبها في جميع المواقف فلا تتلون بالمصالح....
عطاء من ذات النفس المفعمة بالاشراق،
الذي يجده المؤمن أينما يجول في رحاب وثنايا نفسه....
كما تصل أشعة الشمس.. الى القصور والجحور...
أما الفضيلة في غير المؤمن..........فهي فطانة وذكاء وتعامل ،
كما في المتاجر الناجحة، وشركات التأمين.
واليوم.....
بدأنا نرى...بذور غريبة عنا...
نقلت الينا...... وأقبلنا عليها بكل شوق ولهفة،
بذور الفتنة .....
اتجاهات ثقافات تنسف الفضيلة ، والقيم الأخلاقية ،
وتعتبرها قديمة بالية ،فيها مسحة تخلف وجاهلية ورجعية ،
وتحكم على صاحب هذه الفضيلة.... بأنه شخص متشدد ومتحجر.. لا يمكن التفاهم معه.
وما هي ثمار هذه البذور...... الا الرذيلة والفساد............. ؟؟
دعوات محمومة ....
تشد فتيان الأمة وفتياتها إلى مستنقعات الغرب الآسنة............... باسم التحرر والتحضر!!
عبارات وصور كاذبة....
تزيّن لهم الوقوع في الفواحش بكل ألوان الزينة المخادعة........ باسم التجدد والعصرية !!
أقلام ملوثة ...
ما فتئت تشيع الفاحشة، وتنادي أبناءنا وبناتنا للوقوع في حمأة الرذيلة........ باسم الرقي والتقدم..!!
أصوات كالحة العبوس ...
تتشدق بالدعوة إلى نزع الفضيلة...... باسم الحرية والتمدن..!!
فالجرأة على الحياء والعفة................ أصبحت تطورا!!
وعدم الالتزام بأية فضيلة...................أصبح إبداعا !!
قال تعالى :
** إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ** [النور:19]
إن الفضيلة لا يعدلها شيء...........
ولا طريق لها إلا الالتزام الجاد بهدي الكتاب والسنة،
و السلامة من مرض ( الرذيلة )... لا تكون إلا بالعودة الصادقة إلى حياض الفضيلة،
وتربية النفس على العفة والحياء، ومراقبة الله تعالى سراً وجهراً.....
والثبات على هذا الالتزام.........شيء صعب لا يصله إلا من أتى الله بقلب سليم.
وفي البعد عن هذا الالتزام....... كل رذيلة وانحطاط.
فأصبح الناس يضيقون ببعض............... حتى بأنفسهم ،
فالانسان اليوم ........إنما يشعر بقلق روحي واجتماعي لا حد له.
وازدادت القوة العلمية على استنباط وسائل القوة والتدمير ...
فأصبح القتال بأنياب ذرية ومخالب الكترونية !!
و مع تدهور الاخلاق، ونقص الخير في النفوس....
انتشرت ظلمات الاستبداد ، وآفات الظلم ، وامراض الاخلاق.....
وعاد الانسان .... فريسة للجهل والضياع ،
فلا يتمتع بلذة المعرفة، وإدراك الحقائق،
ولا يسمو عقله.....ولا تفكيره
إلاّ إلى ما بين يديه .......
كأنه واحد من هذه الحيوانات التي تعج بها الأرض ..
فليس للأخلاق موازين ........ولا للفضائل مقاييس،
ولا للشرف قيمة........... ولا للحياة مبادئ.
الا نتذكر قصص من سبقونا في الحياة على هذه الارض وعاثوا فيها ظلما و فسادا.....؟؟!!!
ان المؤمن الفطن اللبيب .....
هو من يعرف كيف يقرأ التاريخ...
وكيف يفقه الحكم الخافية والعبر المستترة، وراء الحوادث اليومية .....
التي تبدو من السطح وكأنها تداعي مصادفات،
يفسّرونها...... بالصدف الغريبة....!!
وقد فاتتهم العبرة ...
ونسوا التاريخ...
ونسوا سنة الله في الارض...
« وإن يعودوا فقد مضت سنَّة الأولين » الأنفال : 38
« لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورنك فيها إلا قليلاً*
ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا*
سنَّة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنَّة الله تبديلا »
الأحزاب: 60-62.