ما أجمل امتحان الله تعالى للبشر عندما يقابله صبر جميل...
بذا أحببتُ أنْ أفتتح مقالتي ذه مع صبيحة 12 ربيع الثاني الموافق 23 \1\2013
ظنّنا هنيّة من الزمن أنّ الصبر كان لإبني آدم فحسب و لقي حتفه يوم وُري في التّراب!!! وذاك قوله (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)
ثمّ قرأنا صبر يعقوب يوم فراق يوسف عليهما السّلام حتى ابيضت عيناه من الحزن...ثمّ مررنا بصبر اسماعيل و امتحان ابراهيم عليهما السّلام فكان قوله (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)
و لا تسل عن صبر أيوب عليه السّلام و بات يُضْرَبُ بصبره المثل...و الأمثال
و لو عدّدنا جوانب الصبر الجميل مع أولي العزم من الرسل و غيرهم لكان مقالاً بين دفتيه العجب العُجاب و ما صبر خليل الله ابراهيم عليه السلام يوم ترك هاجر و رضيعها في وادي غير ذي زرعٍ عنّا ببعيد...
كنّا في غابر الأيّام ندوّن صبر هؤلاء...و نتغنّي بجميل صبرهم...حتى أحسسنا أنّ سندنا اليهم مقطوعاً و فيه تدليس!!! لا ننتسب اليهم نسباً و لا حسباً!!!
امتُحِنوا....فكانوا مثالا يُحتذى بهم...و قال تعالى (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)
بإختصارٍ...أقول و بملئ فيّ...امتحان الله للنّاس دليل إيمانهم...و عندما يقترن امتحان الله تعالى.بالإيمان فأنت و الصدق تؤأمان....و اذا خلا امتحان الله تعالى من مؤمنٍ...فلم يبق الاّ الكذب و الله المستعان......
عودٌ على بدءٍ:
و من دون مقدامات طوال...و قيل و قال....درعا و حمص و دمشق و توابهم ....كان بينهم ابني آدم و ابراهيم و اسماعيل و أيّوب و موسى و عيسى و محمد صلى الله عليهم و سلّم.
رأينا رأي العين...منْ ذُبحَ و لسان حاله و مقاله...ستجدني ان شاء الله من الصابرين....
رأينا رأي العين....منْ اغتصبتْ زوجه...و نحر ولده...و لم يفارق قوله...ستجدني ان شاء الله من الصابرين...
في كلّ بيت مدر أو وبرٍ...على أرض الشّام...خلف جدرانه...صبر ايوب و ابراهيم و اسماعيل....عليهم السلام.
يا ليت شعري....هل سبب تأخير نصر الله تعالى...ليُباهي سكّان السّموات من ملائكة...بصبر هؤلاء!!!!
هذا جانبٌ ....فتأمّل معي أخا الإسلام و بنيه...صبر هؤلاء و امتحان الله تعالى لهم...
و من جانبٍ آخرٍ أقول:
لم تر عيني اليُمنى و أختها...مثل صبر أهل الشّام و خذلان بني جلدتهم لهم!!! و لم يضرّهم ذا شيئاً...و لم يزدادوا الاّ إيماناً...و مقولتهم لخير دليلٍ (ما النا غيرك يا الله)
مذ الف سنةٍ و قرن و يليه مثله و مثله و مثله...قال صلى الله عليه و سلّم من حديث معاوية، رضي الله عنه، قال:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ". قَالَ عُمَيْرٌ: فَقَالَ مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ: قَالَ مُعَاذٌ: وَهُمْ بِالشَّأْمِ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا مَالِكٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذًا يَقُولُ: وَهُمْ بِالشَّأْمِ. البخاري (3641) ومسلم (1037)
و منْ تأوّل الحديث في شامنا و ما يدور في رحاها...ربّما لهم حظّ من ذلك....
تأمل يرعاك ربي طرفة عينٍ....عن خذلان النّاس كلّ النّاس لأهلنا في سوريا...الاّ تقلة هنا و تفلة هناك...
حتى أٌصيب أهل العلم بوباء الخذلان لإخوانهم...و لم يبق لهم الاّ الله تعالى....
فاحذر...أخا الإسلام و ابنه...أنْ يصيبك ذا الوباء في مقتلٍ...و تعضّ على يديك من ندمْ يوم لا ينفع عند الله تعالى مال و لا بنون...
انصر...الشّام و أهله...بنفسك...بمالك...بولدك...حتى بقلمك و لا تخشى الاّ رافع السّماء بغير عمد....هذا و أسأل الله تعالى أن يستخدمنا في نصرة الشّام و لا يستبدلنا.