ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون
... وأستعلي بإيماني على الدنيا وما فيها
هذه العزة إنما تتجلى بوضوح في كلّ قلبٍ
استطاع صاحبه أن يذللـه بين يدي الله
وعلى قدر قوة افتقاركَ وذلّك له سبحانه
تكونُ قوةُ شعورك بهذه العزة
المتكسبة من الله جل في علاه
أن الافتقارَ إلى الله في جوهرهِ
إنما هو تحقيقٌ لروحِ العبودية لله سبحانه وهل يريدُ الله منكَ
إلا أن تتحققَ بمعانيَ العبوديةِ بين يديه في كل أوقاتك ..!!؟
وكلما كنتَ متحققاً بعبودتك لهُ سبحانه
على الوجه الذي يريد كانَ لك
ومعكَ
حافظاً
ومؤيداً
ونصيرا
ومعيناً
( قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى )
( قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ ).
( فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُم ) .
( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) .
لتملأ قلبك ثقةً ويقيناً وإشراقاً وأنتَ تواجه طوفانَ فتنِ الحياةِ من حولكَ
في الحديث الشريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
" أقرب ما يكونُ العبدُ من ربه وهو ساجدٌ ، فأكثروا الدعاء"
و في هذا تهييجٌ لنا لنكثرَ من السجود بين يدي الله
لنكون في أكثر أوقاتنا في مقام قربٍ منه سبحانه
بل في هذا تعليم لنا أن نكونَ في حالة سجودٍ دائمٍ بين يدي الله
لنكونَ في حالة قربٍ من الله مستمر
ومن كان مع الله في كل أنفاسه
فلن يضيعهُ
ولن يخيبه
فاجهدْ جهدكَ لتتحققَ بفقركَ التام بين يدي الله
على كل حالٍ تكونُ فيها
فمن تحقق بالافتقار إليهِ سبحانه
أغناهُ الله بغير مال ..
وأعزهُ الله بغير جاه
وهل هذا قليل ..!!؟
ولقد كان بعض الصالحين يكثر أنْ يقول في مناجاته
اللهم أغننا بالافتقار إليك
ولا تفقرنا بالاستغناء عنك
فالافتقار إليكَ وحدكَ
هو عينُ الغنى بكَ ..
والاستغناء عنكَ موتٌ محقق
عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: ( كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأتيته بوضوئه وحاجته .
فقال لي " سل "
فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة .
قال " أو غير ذلك ؟ "
قلت : هو ذاك .
قال " فأعني على نفسك بكثرة السجود "
)
فعليك إذن بكثرة السجود بين يدي الله ..
كذلكَ لا يفوتك أن تستشعر المعاني الرائعة_
وأنت في لحظة السجود _
لعل أبوابَ السماءِ تتفتحُ لكَ
وحقائقَ الحياةِ تتجلى لبصيرتكَ
وآفاق الدنيا تنكشف لقلبكَ
قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم "عليك بكثرة السجود لله .
فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة .
وحط عنك بها خطيئة وعلى قدر همتكَ في التشمير ، تكونُ قوة التنوير
".
( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ) .