(العمل للدين مسؤولية الجميع)
إنها القضية
التي ينبغي أن لا نمل طرحها
ولا نسأم تكرارها
حتى تتجذر في القلوب وتتشبع بها النفوس،
وتصبح حية في مدارك الناس
حاضرة في واقعهم.
إنها قضية
العمل للدين
وأنها قضية كل مسلم
حتى يصبح العمل للدين قضية ساخنة في حياة المسلمين،
تواجهك في كل لفتة وفي كل فلته.
إنها قضية
استنفار الطاقات المعطلة لتقدم لدينها يوم نفرت كل أمة إلى رسالتها وعقيدتها.
إنها قضية
إحياء الإيجابية في نفوس المسلمين بعد أن عشعشت السلبية على مواقع كثير من المسلمين،
فحملوا دينهم بضعف والله يأمرنا أن نحمله ونأخذه بقوة.
إنها قضية
تحريك الدماء في هذا الجسد الضخم من الملايين المملينة من المسلمين الجغرافيين
الذين خبا لهيب الإيمان في حياتهم،
فإذا هم كما وصفهم نبيهم (صلى الله عليه وسلم) غثاء كغثاء السيل.
إنها قضية
جرد الحسابات لجهود شباب الصحوة الذين أشرقت بهم سماء الأمة
بعد أن تكدرت سمائها بالقترة،
فإذا بهم يتدفقون دفعات زاخة إلى مجالس الدعاة وحلَق العلم.
ثم نبحث عن جهودهم فإذا جهودهم لا يتناسب مع عددهم.
وعطائهم لا يتناسب مع هذا الجموع وقوة زخمها.
إنها قضية رفع مستوى المسلمين جميعا للإحساس بأن الأمة في أزمة
وهي أزمة ضعف الإيمان.
العمل للدين ليس وقفا على فئة معينة:
من شبه الشيطان التي يرجف بها على كثير من المسلمين أنه يلقي في روعهم أنهم ليس من الفئة التي تعمل للدين،
العمل للدين مسؤولية أصحاب اللحى الطويلة والثياب القصيرة.
العمل للدين مسؤولة الهيئات ورئاسات الإفتاء
ومجموعة من الدعاة ذوي العمل الدعوي الجماهيري.
أما أنت فمصدر للتلقي
يكفيك أن تصلي الصلوات الخمس،
وتصوم رمضان وتحج البيت في العمر مرة.
هكذا يرجف الشيطان على البعض موسوسا:
ثم إنك تذكر يوم كذا وكذا ماذا فعلت ؟
ألا تذكر غدرتك ؟
ألا تذكر خطيئتك ؟
ألا تذكر ذنبك،
أمثلك مؤهل لأن يعمل للدين بكل هذه الأقذار بكل هذه الخطايا،
بكل هذه الذنوب؟
فما يزال الشيطان يلقي عليه قصيدة في هجائه،
حتى يستشعر أنه ليس من الفئة التي تعمل للدين،
إذ ليس هو أهلا لذلك.
إن العمل للدين ليس مصنفا إلى شرائح وفئات.
فكل مسلم بانتمائه للإسلام عامل للدين،
مهما كان عليه،
ومهما كان فيه من خطئ
ومهما اعتراه من تقصير
فينبغي أن لا تضيفَ إلى أخطائِك خطاءً أخرَ وهو القعود عن العمل للدين.
وينبغي أن لا تضيف إلى ذنوبك إن كنت استوحشت من ذنوبك ذنبا آخر وهو خذلان العاملين للدين.
فأعمل معهم،
فلعلَ عملك لدين أن يطفئ حرارة الذنوب وتكاثر السيئات