يزيد بن محمد بن سنان ..عن أبيه عن جده قال :
حدثني الحسن بن علي رضي الله عنهما قال :
بينما أنا أطوف مع أبي حول البيت في ليلة ظلماء
وقد رقدت العيون وهدأت الأصوات ،اذا سمع أبي هاتفاً يهتف بصوت
حزين شجي وهو يقول :
يا من يجيب دعا المضطر في الظلم ....يا كاشف الضر والبلوى مع الالم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا ..........ادعو وعينك يا قيوم لم تنم
هب لي بجودك فضل العفو عن جرم ...يا من اليه أشار الخلق في الحرم
ان كان عفوك لا يدركه ذو صرف ....فمن يجود على العاصين بالكرم ؟؟؟
قال فقال ابي : يا بني أما تسمع صوت النادب لذنبه المستقيل لربه ...الحقه فلعل ان تأتيني به ...
فخرجت أسعى حول البيت أطلبه فلم أجده ..حتى انتهيت الى المقام ..
فإذا هو قائم يصلي ، فقلت أجب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فأوجز في صلاته واتبعني ...
فأتيت أبي فقلت : هذا الرجل يا ابتي ...
قال له أبي : ممن الرجل ؟؟
فقال : من العرب .
قال: وما إسمك ؟؟؟
قال : منازل ابن لاحق ...
قال : وما شأنك ...وما قصتك ؟؟؟
قال : وما قصة من أسلمته ذنوبه ...وأوبقته عيوبه ؟؟؟
فهو مرتطم في بحر الخطايا ...
فقال له أبي : على ذلك فأشرح لي خبرك .
قال له : كنت شاباً على اللهو والطرب لا أفيق عنه ، وكان لي والد ..يعضني كثيراً ويقول :
يا بني احذر هفوات الشباب وسكراته ، فإن لله سطوات ونقمات ...ما هي من الظالمين ببعيد .....
وكان اذا الح علي بالموعظة ، الححت عليه بالضرب ....
فلما كان يوماً من الأيام ،الح عليّ بالموعظة ،فأوجعته ضرباً ...
فحلف بالله مجتهداً ليأتين بيت الله الحرام ويتعلق بأستار الكعبة ويدعو علي ....فخرج حتى
انتهى الى البيت ..فتعلق بأستار الكعبة وأنشأ يقول :
يا من إليه اتى الحجاج قد قطعوا ...عرض المامه من قرب ومن بعد
إني اتيتك يا من يخيّب من .......يدعوه مبتهلاً بالواحد الصمد ...
هذا منازل لا يرتد عن عققي ......فخذ بحقي يا رحمن من ولدي
وشل منه بحول منك جانبه ......يا من تقدس لم يولد ولم يلد
قال فوالله ما استتم كلامه حتى نزل بي ما ترى ..ثم كشف عن شقه الأيمن فإذا هو يابس ....
قال : فأبت رجعت ...ولم ازل اترضاه واخضع له وأسأله العفو عني ....الى ان اجابني ان يدعو لي
في المكان الذي دعا علي ...فحملته على ناقة عشراء وخرجت اقفو اثره ...حتى اذا سرنا
بواد الآراك طار طائر من شجرة ،فنفرت الناقة فرمت به بين أحجار ...
فرضخت رأسه فمات ..فدفنته هناك ...وأقبلت آيساً واعظم ما بي ما القاه من التعيير ...
اني لست أُ عرف إلا بالمأخوذ بعقوق والده ...
فقال له أبي : أبشر فقد أتاك الغوث ..
فصلى ركعتين ،ثم أمره فكشف عن شقه بيده ..ودعا له مرات يرددهن ،فعاد صحيحاً كما كان !!!!
وقال له : إني لولا انه قد كان سبقت اليك من ابيك في الدعاء لك بحيث دعا عليك ..لما دعوت لك ..
قال الحسن : وكان أبي يقول لنا احذروا دعوة الوالدين فإن في دعائهما النماء والنجباء
والاستئصال والبوار !!!!
من كتاب
الرقة والبكاء
موفق الدين المقدسي