قصة عجيبة وقعت لأمنا عائشة رضي  الله عنها :
   
   الحمد لله ربّ العالمين و العاقبة للمتقين و صلّى  الله و سلّم على نبيّنا محمّد و على آله و أصحابه الطيّبين الطاهرين و من  تبعهم بإحسان إلى يوم الدين , أمّا بعد :
   فقد ذكر الذهبي – رحمه الله – في سيره :
   يحيى بن سعيد القطّان : حدّثنا أبو يونس , حاتم  بن أبي صغيرة (1 )  , عن ابن أبي مُليكة  , عن عائشة بنت طلحة , عن عائشة  رضي الله عنها : أنّها قتلتْ جانّاً , فأُتيتْ في منامها : و الله لقد قتلت  مسلمًا . قالت : لو كان مسلمًا , لم يدخل على أزواج النّبيّ صلّى الله  عليه و سلّم .
   فقيل : أَوَ كان يدخل عليك إلّا و عليك ثيابكِ .
   فأصبحت فزعةً , فأمرت باثني عشر ألف درهم ,  فجعلتها في سبيل الله ( 2 ) .
   عفيف بن سالم , عن عبد الله بن المَؤَمَّل , عن  عبد الله بن أبي مُلَيكة , عن عائشة بنت طلحة , قالت : كان جانٌّ يطلع على  عائشة , فحرّجت ( 3 ) عليه مرّة , بعد مرّة , بعد مرّة . فأبى إلّا أن يظهر  , فعَدَتْ عليه بحديدة فقتلته . فأُتِيَتْ في منامها , فقيل لها : أقتلت  فلانًا , و قد شهد بدرًا , و كان لا يطلع عليك , لا حاسرًا ( 4 ) , و لا  متجرّدةً , إلّا أنّه كان يسمع حديث رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ,  فأخذها ما تقدّم و ما تأخّر , فذكرتْ ذلك لأبيها . فقال : تصدّقي باثني عشر  ألفًا  دِيَتَه .
   رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل , عن عفيف و هو  ثقة . و ابن المُؤَمَّل فيه ضعف . و الإسناد الأوّل أصحّ . و ما أعلم أحدًا  اليوم يقول بوجوبه دِيَةً في مثل هذا . ( الكلام للإمام الذهبي ) 
            الهوامش :
   ( 1 ) في الأصل : حدّثنا يونس , عن حاتم بن أبي  صغيرة و هو خطاٌ , فإنّ أبا يونس كنية حاتم , كما في التهذيب و فروعه .
   ( 2 ) رجاله ثقات .
   ( 3 ) حرّجتْ : بالحاء المهملة , أي : قالتْ له :  أنت في حَرَجٍ و ضيق إن عدت إلينا , فلا تلمني إن عدت إليَّ أن أضيِّق  عليك بالتتبع و الطرد و القتل . و قد تصحّفتْ في مطبوعة دمشق إلى ( فخرّجت )  بالخاء المعجمة .
   ( 4 ) يقال : امرأةٌ حاسر , بغير هاء , إذا  حَسَرَتْ عنها ثيابها , و قد أضاف الأستاذان الأفغاني و الأبياري إلى  الكلمة تاء التأنيث و هي ليست في الأصل , و لا حاجة إليها .
         المصدر : سِيَرُ أعلام النبلاء  للإمام الذهبي . الجزء : 2 . الصفحة : 196 . طبعة مؤسسة الرسالة . الطبعة  الثانية 1402 هـ . تحقيق شعيب الأرناؤوط . ( و الهوامش مأخوذة من الكتاب ,  من كلام المحقّق ) .