قد قالوا ، قتل الفضول قطة ، وأقول أنا ... قتل الغرور اسدا .
إن من يبني ناطحة للسحاب كمكتب للمحاماة ، لا يحتاج كل هذه المنشأة للقيام بعمله ، ولكنه صممها بهذا الشكل لكي يشبع ( غروره ) أو (رضاه عن نفسه ) أو بمعنى ثالث ( انانيته )
على الجانب الآخر ، نحن ببساطة نستطيع تعريف ( النرجسية ) التي تدفع الانسان الى الشعور بأنه خارق القدرة ، على انها ( اضطراب ذهني )بحاجة الى علاج ، ولكن لا احد يجرؤ على تعريف الانانية والغرور بأنها اضطراب ذهني ،
ذلك اننا جميعا نحتوي على نسب متفاوتة من الانانية والغرور والحرص على إرضاء الذات
ويعد هذا طبيعيا نوعا ما ، ولكن من درجات الانانية ايضا انها قد تدفع الانسان الى شعور مبالغ فيه عن نفسه وقدراته وبأنه مركز العالم المحيط به .. مما قد يعرضه في بعض الحالات الى الاحباط .
هل من لديه اموالا تكفي لشراء ( مدن ) ، بحاجة الى جمع المزيد والمزيد لكي يعيش غنيا مرفها ؟
هل دخل هتلر كل تلك الحروب لصالح ألمانيا ؟
من المؤكد أن الذي يجمع الاموال المبالغ فيها ، ومن يدخل حروبا بلا سبب
لا يسعى الا لإرضاء غروره ، انانيته وذاته
كم من المرات دخلت في حوار ومجادلات عقيمة فقط لتنتصر لنفسك ؟
كم من المرات شعرت بالغضب الشديد لأنك أحسست ان غيرك لم يعطوك قدرك ؟
كم من المرات شعرت بالاسى العميق لأنك لم تحقق ما كنت تعتقد انه يليق بك ؟
في بعض الاحيان ، عندما يقرر صديق او قريب قطع علاقته بك ، تشعر بألم نفسي نتيجة هذا الانفصال ، ومباشرة ، تربط شعورك بالألم بالشخص الذي فارقك ، رغم ان الألم في معظم الاحيان يكون سببه غرورك وتوقعاتك عن نفسك وعن قيمتك امام الشخص الذي قرر ان يفارقك ، وعندما تسمع انه اصيب بانكسار ما ، تشعر بالرضا عن نفسك لما حدث له نتيجة ابتعاده عنك ، حتى وان هرعت الى نجدته .
ذلك لأنك عالجت بما حصل له ... غرورك المصاب
إن الاحباط والألم ينجمان عن الفرق بين ما كنت تنتظره من نفسك وبين ما حققته فعليا
، او بين ما كنت تتوقعه من غيرك تجاهك ، وبين ما حصل واقعيا
وللخروج من هذه الأزمة النفسية الخانقة ليس المطلوب منك ان تلغي ( غريزة الغرور ) ، انما ان تنتبه لها وان تنتبه الى اين وصل مداها لديك ، قف عند الحد الذي تتحول عنده هذه الغريزة الى رغبة في الكسر ورغبة في الانتقام
وبدلا من الاحباط نتيجة عدم انجازك لأمر ما ، إسأل الله وادعوه ان يمنحك الآليات التي تستطيع بواسطتها تحقيق ما تريد ، او ما يعوضك عنه ، فالله تعالى يعطينا الوسائل لتحقيق الانجازات إن لم يعطنا اياها مباشرة .
وهذا أفضل من المراهنة على الصفات المبالغ بها حول حقيقة نفسك ، او حول قيمتك لدى الآخرين .