،،،،،،
أَنْذَرْتُكُم سَوفَ
عن أبي إسحاق قال : قيل لرجلٍ مِن عبد القيس في مَرَضِه : أَوصِنَا قال :
( أَنْذَرْتُكُم سَوفَ ).!
/
* قَنْطَرَة :
وَأَمْضِي في قِفارِ العُمرِ ..
والرّكبُ يَمْضِي ..!
تَلُوحُ بِنّا أَقَاحيُّ المآل ..!
وَتُنْعِشُ في جَوانِحنا – ضَبائر الرّيحان -
آمالاً نَسيناها !
تُذكِّرنا ..
بِريح الجنّةِ الزاكي !
وتُرْبة مسكها الأذفر !
تَميسُ بِنّا خَواطِرنا ..!
تُذبذبنا ..!
وتُومِضُ في الدُّجى الأَدْلَم ..
مَنَاراتٌ تُنادينا ..!
فنَبْلغها بِهمتنا..!
ومَا تَنفكُّ هِمتنا تُنادينا في نادينا !
ويَهتِفُ هاتِف التسويف ..
فنُصغِي سَمعنا قَسْراً ..
فيُغْرِينا ..!
بِألحانٍ تُؤمِّلنا / تُمَنِينَا .. !
يُغطِّينا ثَرَى ( سَوفَ ) .. ويُحيينا ..
عَلَى أملٍ .. بِأنَّ الغَدَّ مَرقَاةٌ سنبلغُ بَعدها العَلْيا ..!
ويُلهينا .. !!
يُضَلِّلنا ..!
فلا نَسمو ..
ولا نمضي ..
ولا نَرْقَى..!
على أملٍ ..بأنَّ الغَدَّ مَرْقَاةٌ سنبلغُ بَعْدها العَليا !
ويُغْوينا ..!!!
وَنُمسِكُ بِالعَصَا دَوماً ..
عَصَا الهِمّة !!
نَهشُّ بِها ذُبَابَاتُ المَنون ..!
كأنَّا قَدْ ضَمِنَّا العيش ..
وأنَّ الموتَ مُنِظرنا ..!
نسيرُ وكُلنا تسويف ..
ولا ندري ..
بأنَّ الــ سَّوفَ تأكلُ مِنْسأةً ..
تَوهمَّنا أنّها الهِمَّة ..!!
وَنَقْتَاتُ المُنى سَعْياً إلى القِمَّة !
توكَّأنا ..
وَمِن فِيهِ الأماني ترانيمٌ تُناغينا !
تُسلينا ..!!
فلمَّا خَرَّت الأجساد ..!
تبينَّا ..
بأنَّ الـ سّوفَ تُردِينا ..!
وأنَّ الجَنَّةَ العُليا ..يُورَثُهَا أهْل السّبْقِ والإحسان !!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ مَنْ خَافَ أَدْلَج.. وَمَن أَدْلَج بَلَغَ المَنْزِل .. أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ الله غَاِلية ..أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ الله هِيَّ الجَنَّة ] .(1).
يَا سِـلْعَة الرَّحْمَن لَسْتِ رَخِيصة .. بَلْ أَنْتِ غَالِية عَلَى الكَسْلَانِ .
يَا سِـلعَة الرَّحمنِ ليسَ يَنَالها .. في الأَلفِ إِلَّا وَاحـد لا اثّنَـانِ .
يَا سِـلْعَة الرَّحْمَنِ مَاذَا كُفْؤها .. إِلَّا أُولُوا التَّقْـوَى مَعَ الإِيمَـانِ .
يَا سِـلْعَة الرَّحْمَن سُوقُكِ كَاسِد .. بَينَ الأَرَاذِل سـلفة الحـيوانِ ؟!.
َيا سِـلْعَة الرَّحْمَن أينَ المُشتري .. فَلَقدْ عُرِضْتِ بِأَيـسـرِ الأَثْمَانِ ؟!.
يَا سِلْعَة الرَّحْمِن هَلْ مِن خَاطِبٍ .. فَالَمْهَر قَبل الـمَوت ذُو إمْكانِ .
يَا سِـلْعَة الرَّحْمِن كيفَ تَصَبّر .. الخُطَّاب عَنْكِ وَهُم ذَووا إِيْمَانِ .
يَا سِـلْعَة الرَّحْمَن لَولا أَنَّها .. حُجِـبَتْ بِكُلِّ مَكَاره الإِنسَانِ .
مَا كَان عَنْـهَا قَط مِن مُتَخَلِفٍ .. وَتَعَـطَّلَت دَار الجَـزَاء الثَّانِي .
لَكِنَّهَا حُجِــبَت بِكُلِّ كَرِيـهَة .. لِيصدَّ عَنْـهَا الُمبطِل المُتَـوانِي .
وَتَنَـالها الهِـمَمّ الَّتِي تَسْمُو .. إِلى العُلى بِمَشـيئةِ الرَّحْــمَنِ .
اتْعَبْ لِـيومِ مَعَادكَ الأَدْنى تَجِد .. رَاحَاته يَوم الَمعَـادِ الثـَّـانِي .
* قَالَ تَعَالى :
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )
9 (العنكبوت:69)
/
* هَمْسَة :
كَمْ مِن مُريدٍ للخير لَم يُدركه ؟!
وكَم مِنَّا من يَعِيشُ على الأماني والآمال ..!
يُماطِل في الطاعات .. يُؤجلها ..!
يُؤخرها إلى الغَدِ الآتي !
ولا يدري ..
أيأتي عليه الغَد المُرجو أَمْ لا ؟!
روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن ابن بجاد السلمي أنه قال: "
أَنْذَرتكم سَوفَ أقوم ، سَوفَ أُصلِّي، سوف أَصُوم". !
ولِهَذا قيل : ( سوفَ ) جند مِن جُنُودِ إبليس ! وَقِيل : أكثر أَهْل النَّار المُسوفون.!
فَلنشحذ الهِمم ..
ولنُوقِد فَتائِل السُرُج ..
ولنَشدّ المَآزِر ..
ولنُحيي الليل ..
وَلنُسَابِق ..
( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )الحَديد : [ 21 ].
وَلنُسارِع ..
( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) آل عمران : [133].
ولنُبَادِر .. ولنَسْتَبِق ..
( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ) ..البقرة : [ 148 ] ..
فإنَّ لَنَّا- إِن استجبنا - الزُلْفَى مِن الله ..!
( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّات النَّعِيم ) الواقعة : [ آية 12].
سَابِقُونَ بالخيرات .. سَابِقُونَ إِلى الجَنَّات !
وإِن لَم نُجِب داعي الله ..- أعاذنا الله -
سَنْلَقاه مفاليس ..!
ولنُحاذِر :
( ذَرْهُم يَأكُلُوا وَيَتَمَتّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) !..[ الحجر : 3 ] ..
ولا تَنفع الحسرات من بعد الفوات ..!
عَن أبي هريرة ـ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
[ بَادِرُوا بالأعمال سبعا..ً هَل تنتظرون إِلَّا فَقْراً منسياً ، أو غنى مُطغياً ، أو مرضاً مفسداً ، أو هَرَماً مفنداً ، أو موتاً مجهزاً ، أو الدجَّال فشر غَائِب يُنْتَظَر ، أو السَّاعة فالساعة أَدْهَى وَأَمر ] .(2). رواه الترمذي وقال : حديث حسن !
/
* تَضرُّع :
اللهُمَّ سُقْيَا غَير خُلَّب بَرْقها !
تُحيي بِها مَوات قُلوبِنا ..
تُوقِظُ الوَسْنَانَ مِنَّا ..!
تَرفعُ بِها عَنَّا سُجُوف الغَفْلة ..!
ورُكامات التواني ..!
يا رب ..
غيثاً غَدَقا ..!
تُنبِتُ به حدائِق غُلبا ..
مِن قنوتٍ وطاعة ..!
اللهُمَّ سُقيا خير ..
اللهُمَّ سُقيا رِفْعة ..!
اللهُمَّ سُقْيَا رَحمة ..!
اللهُمَّ صيّباً نافِعا !
إليكَ المُشتكى ..
وفيكَ الرجاء ..
وبيدكَ مفاتيح الفَرج ..
فلا تَكلنا إلى أنفسنا طَرفة عين ..
ولا أقلَّ من ذلك ولا أكثر ..
لَكَ العُتبى حتى ترضى ..
ولا حول ولا قُوّة إلا بك !
/
* مَخْرَج :
( لو سَقَطَ مِن أحدِهم دِرْهمٌ لظلّ يومه يقول : إنّا لله ذَهَبَ دِرْهَمِي !
وَهُوَ يَذْهَبُ عُمْرَه وَلا يَقُولُ : ذَهَبَ عُمْرِي ) !
(2) الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2306 خلاصة حكم المحدث: حسن غريب