كنت قد كتبت هذه النصائح في أحد المنتديات الطيبة ، وأحببت نشرها مرة أخرى في هذا المنتدى للفائدة
=================
# رسائل أبعثها في هذه السطور إلى كل من يهمه الأمر ، فهو جدير بأن نخاطبه ونكاتبه ، مادام مهتماً بالأمر ومطلعاً عليه
# وهذا ما أملته عليّ معرفتي المحدودة ، وخبرتي الضيقة الأفق ، وما استوعبه فكري القاصر وفكري العاثر
# فإن أصبت فسددوني ، وإن أخطأت فقوموني ... والله من وراء القصد .
===========
******* رسالة إلى الرقاة والمعالجين بالقرآن :
# أخي الكريم - أعزك الله بدينه- أنت تعالج بالقرآن ، ومن باب أولى أن تبدأ بنفسك في نهيها عن غيّها ، وعلاج منطقك ولفظك وسلوكك بكلام القرآن وبخلق القرآن .
# أنت تواجه في طريقك أصنافاً متعددة من البشر والشخصيات ومن الطبائع والأعراض والأمراض ، فلا تضيع الفرصة في زيادة علمك ، وإثراء ثقافتك ، والدعوة إلى دينك ، والتحلي بلين الجانب في تعاملك مع مرضاك ، ومن يقصدك لحاجة أو رأي أو علم أو فائدة .
# المريض غالباً مايكون على شفا جرفٍ هار ، ويعيش في حالة أشبه ماتكون بالجنون وانعدام الذات ، فتعامل معه - يا أحسن الله إليك - بأريحية ، ولا تعنف ولا توبخ ولا تغلظ في نصحك ، ولا تتضجر من سماع شكواه .
# المريض مهموم تائه حائر ، لايدرك مايمر به بشكل واضح ، وقد يجد منك قولاً أو فعلاً يصرفه عن العلاج ، ويحمله على انتهاج طريقٍ أكثر وعورة وأشد خطراً ، فأحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم .
# احرص - يا بارك الله فيك - على دراسة الحالة دراسة كاملة وافية ، من الناحية الفسيولوجية والسيكولوجية ، ولا تكتفي بما يقوله المريض عن نفسه فقد لا يحسن الشكوى أو يحاول تشتيتك ، بل اسأل من معه ، وأحسن التحري عن الحالة ، ولا أقصد هنا أن تتدخل في حياة المريض الخاصة ، لكن ابذل من الأسباب ما تستطيع من الإلمام بكل جوانب الحالة .
# لاتستعجل في التشخيص ، قبل دراسة الحالة كاملة ، ولن يضيرك شيء لو كتمت ( مايغلب على ظنك ) من تشخيص ، لأنك تتعامل مع أمور غيبية ، ولا تملك الجزم بها قطعياً ، وفي هذه الحالة فإن التشخيص قد يضر المريض أكثر من أن ينفعه ..
# وإذا كتمت التشخيص عن المريض ، فلا تأتي في المقابل بإشعار أهله به ، فتزيد الطين بلة ، وهذا بصراحة تصرف أهوج أرعن ، وقد يترتب عليه مساويء كثيرة .
# ويا حبذا لو تكتفي بالإشارة إلى ضرورة مواصلة العلاج من عدمها أو ما إلى ذلك ، والحث بالحرص على العبادات القلبية والقولية والفعلية ، دون الدخول في تفاصيل مايدور بذهنك من ظنون.
# عندما تشرع في تشخيص حالة ما وعلاجها ، فواصل معها حتى النهاية ما استطعت إلى ذلك سبيلاً ، ولا تجعل علاجك مبتوراً ، فيضيع المريض وقد يحمله الأمر إلى اللجوء إلى المتفرغين من السحرة والمشعوذين ومن هم ليسوا بأهل للثقة ، بغية الوصول للنتائج السريعة في الشفاء . ( وأنا ألاحظ أن بعض الرقاة يتخلون عن علاج الحالات الصعبة أو التي تأخذ وقتاً أطول)
#عندما يسألك المريض ، احرص على إجابته إجابة وافية شافية ، ولاتدع ثغرة لدخول الوساوس إلى قلبه ، ومن هنا تظهر أهمية العلم الشرعي وتدعيم الإجابات بالدليل والنقل الصحيح الصريح من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح .
# طيّب نفس المريض ، واستجلب حسن الظن بالله إلى قلبه ، وهديء من روعه ، وخفف من حدة حيرته وقلقه ، وعزّز أهمية الإيمان بالله والرضا بقضائه في قلبه ، بشّره ولا تنفّره ، صبّره ولا تحبّطه .
# ولا تجعل العلاج في نظر المريض مقصوراً على الرقية ، أو فك السحر ، أو أخذ الأثر في علاج العين ، ولكن إلى جانب ذلك أرشده إلى اتخاذ الأسباب الحسية والمعنوية بالطرق المشروعة المباحة ، وذلك من دعاء وصلاة وقرآن وصدقة وتطبب وتغذية وترويح عن النفس وما إلى ذلك . والرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( تداووا عباد الله .....) ولم يجعل العلاج مقصوراً على الرقى والنفث ، وذكر العسل في القرآن ، والحجامة في السنة خير شاهدين على ذلك .
# لا تتفاخر بكرامة الله لك ، ولا بكثرة المترددين عليك ، ولا بعدد الحالات التي شُفيت على يدك بأمر الله ، ولا يدخل العُجب إلى نفسك فتصبح من الذين في قلوبهم مرض .
# ولا يحملك كثرة المترددين عليك من أن تتضايق منهم ، أو أن تتجاهل شكواهم ، لكن أخلص النية وستجد التسهيل من رب العالمين .
# أنت داعية إلى الله ، ومسؤول عن أرواح مرضى ، فاتق الله فيما آتاك ، وأحسن يحسن الله إليك.
واتبع السيئة الحسنة تمحها ...
وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ....
ولا تصعر خدك للناس ، ولاتمش في الأرض مرحاً ...
وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا ..
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ، ولاتعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً.....
# هذا غيض من فيض ، وقد تركت الحديث عن بعض المسلمات ، ليقيني بعلمكم بها ، وأدرك تقصيري ، ولكم حق التعديل والحذف والإضافة .
===============================
****** رسالة إلى كل عضو في هذا المنتدى :
# نحن دعاة إلى الله ، ومسؤلون أمام الله عما نقول ونكتب ، فلا يحق لنا بأي حال من الأحوال ، أن نسيء إلى العقيدة التي ندين بها ، بالتفاحش والتباغض والغلظة في النصح ، والإساءة في التعامل .
# كونك تكتب في هذا المنتدى باسم مستعار ، ولاأحد يعلم من تكون ، فهذا لا يعني أن تقبح هذا وتسفه ذاك ، وتطعن في خلق هذا وفي علم ذاك ، وفي نية فلان وفي أسلوب علان ، ((وكل حزبٍ بما لديهم فرحون)) ،
فأنت مسلم قبل كل شيء ، والله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وما كان صلى الله عليه وسلم طعّاناً ولا لعّاناً ولا فاحشاً ولا متفحشاً .
# إذا رأيت مشاركة فيها مخالفة عقدية أو حكم فقهي شاذ أو ألفاظ أو طرق شركية ، فانصح بالتي هي أحسن وانكر المنكر باللين وحسن المنطق والأدب وبالدليل والحجة .( وماعلى الرسول إلا البلاغ المبين)
# أما إذا رأيت شيئاً غير ذلك من ملاحظة أو زلة أو هفوة فالجأ للرسائل الخاصة وانصح بالتي هي أحسن ، ولاتنس قول الشاعر :
تعمدني بنصحك في انفرادي *** وجنبني النصيحة في الجماعه
فإن النصح بين الناس نوعٌ *** من التوبيخ لاأرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيت قولي *** فلا تجزع إذا لم تُعط طاعه
# ابتعد في مشاركاتك عن الجدال العقيم ، والمراء الذي لا طائل وراءه ، وتذكر الحديث الشريف ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم
# وعندما يتعرض أحدٌ لك بإساءة أو غلظة فادفع بالتي هي أحسن ، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌّ حميم .
# قل لمن يدعي في العلم معرفةً **** عرفتَ شيئاً وغابت عنك أشياءُ
# لاتجعل من نفسك راقياً ، تكتب جدولاً لهذا ، أو وصفة لذاك ، فالأحوال والأرواح والأعراض تختلف ، وليس كل متثائب معيون ، ولا كل مربوط عن أهله مسحور ، ولا كل من يترك الصلاة ممسوس ، فاترك هذه الأمور لأهل العلم الراسخين فيه ، وإذا أردت المشاركة فشارك بالنصح وبالتخفيف عن المريض وبالملاطفة والدعاء .
# هذا بعض ما يحضرني في هذه العجالة ، و شكر الله لكم .
====================
****** رسالة إلى كل مريض :
# يا أيها المريض شفاك الله ، وعافانا وإياك :
بي مثل مابك من أحزان مغتربٍ *** فالكل منّا وحيد ماله ثاني
بعثت شكواي ألحاناً مرتلة ً *** وأنت شكواك ترجيع لألحاني
# أخي الكريم : لاتعرض شكواك إلا لمن يستحق من أهل العلم وأرباب الثقة وذوي الخبرة والتجربة ، ولا تشتكي لكل من هبّ ودبّ ، فتجد نفسك في النهاية في حلقة مفرغة لا مخرج لك منها .
# وقبل أن تعرض شكواك على أحد ، جُس نبض علمه ، ومدى تقبله لما تقول ، حتى لاتُصدم فيمن تحب ، وحتى لايخالجك شعور يوماً ما بأنه لاأحد يفهمك ، ولا أحد يتقبلك .
# أحسن ترتيب كلامك في عرض شكواك ، وقدّم له بحسن المنطق والأدب ، فالذي يستمع أو يقرأ لك ، لايملك عصا موسى ولا فراسة عيسى ، ولايعلم خفايا النفوس إلا الله .
# و لا تعتقد أن أي أحد سوف يفهمك بالتلميح والإشارة ، فأفصح في كلامك وكن دقيقاً في جوابك .
# رتب تفاصيل أحداث حالتك ، ولا تشتت من تُعرضها عليه ، واستمع لكل التساؤلات ، وأجب إليها بكل واقعية وصدق .
# لا تتحيز إلى آراء معينة ، وتهمل أخرى ، لكن اركن بنفسك إلى الرأي الصحيح السديد الذي يوافق المنهج الشرعي الأصيل ، لا ما يوافق هواك ومبتغاك .
# اسأل الله دائماً أن يلهمك الرشد والصواب ، وأن يسخّر لك من يعينك على طاعته في دينك ودنياك ، والزم الإستغفار والذكر من تسبيح وتحميد وتكبير ففيه أسرار عجيبة .
# لا تثقل على الرقاة ، ولا تُلح عليهم بكثرة السؤال ، واعلم أنهم بشر يصيبون ويخطئون ، فلا تتعلق بهم ، وما يخبرونك به من تشخيص إنما هو ما يغلب على الظن ، ولا يعلم الغيب إلا الله .
# لا تجعل الجهل بالعائن ، أو صعوبة السحر حجر عثرة في طريق علاجك ، بل ادفع قدر الله بقدر الله ، ولا تحزن إن الله معنا ، واعلم أن الله لا يضيره كيد الكائدين ولا حسد الحاسدين ولا سحر الساحرين ولايعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، فالجأ إليه وأحسن الظن به ، ولا تلجأ لغيره من المخلوقين (((( ضعف الطالب والمطلوب ))))
# انظر إلى من هم أدنى منك منزلة ، وأشد منك بلاء ، ولا تنظر إلى من هم فوقك ، حتى تستشعر نعمة الله عليك ولطفه بك ، ولسنا أفضل من الأنبياء المرسلين ولا الصحابة ولا التابعين ، فقد واجهوا من البلاء أشده ومن المصائب أعظمها .
# اتخذ الأسباب الحسية والمعنوية المشروعة والمباحة عند الطب السريري والمخبري والنفسي ، واتخذ الرقية علاجاً أكيداً بإذن الله جنباً إلى جنب ، حتى لو ثبت أن مرضك عضوي أو نفسي ، فالقرآن شفاء لكل داء . والله يكشف الضر أياً كان نوعه ومحله ، وما الراقي والطبيب إلا أسباب قدرها الله لك .
# لا تكترث بالتشخيص ، وتنشغل به دون الإهتمام بالعلاج الشرعي المباح ، فهذه الأمور الروحية هي مسائل غيبية ، لا يمكن للعقل البشري الوصول إليها أو إدراك كيفيتها ، وما علينا إلا الإيمان بها كما جاءت في الكتاب والسنة .
# العلاج بالقرآن ليس قصراً على المصابين بالعين أو السحر أو المس ، فلا تجعل علاجك مبنياً على إصابتك من عدمها ، فهو شفاء ورحمة للمؤمنين وليس حكراً على المصابين فقط .
# قدرتك على معرفة الرقاة الثقات تستوجب منك علماً شرعياً أصيلاً بفقه الرقية ومسائلها وأحوالها وأحكامها ، حتى لاتقع في فخ من يرتدي قناع الصلاح ويتزيف بعباءة العلم ويتخفى بدثار التقوى .
# اسأل دائماً عن كل ما يفيدك في علاجك ويزيد من علمك ودرايتك ويخرس من وساوسك وأوهامك ، ولا تكثر من السؤال في شيء لايزيدك رفعة أو قرباً من الله ، ولا تبحث في أمر لا يكثر من حسناتك ولا يدفع من سيئاتك .
# أحسن الأدب مع الله ، ولاتتسخط على أقداره ، ولا تستعجل إجابة الدعاء إذا ما دعوته ، ولكن ألح في المسألة فإن الله يحب الملحين في الدعاء ، بعكس المخلوقين فهم يتضايقون من الإلحاح وكثرة الطلب .
# لا تدع أحداً يستغل حاجتك ومرضك ، في تلبية مطالبه ورغبات نفسه ، واربأ بنفسك عن هذه النوعية من البشر ، ومن يهن يسهل الهوان عليه .
# احتسب الأجر عند الله في كل لحظة تحس فيها بألم ، في الدواء الذي تتناوله ، وفي الزيت الذي تتدهن به ، وفي حبة العقار التي تبلعها ، وفي الحقنة التي تأخذها ، وتذكر ( حتى الشوكة يُشاكها) .
# واعلم أن الحياة جهاد ، وأنك في حرب مع عدو البشرية الشيطان والحرب سجال والحرب خدعة ، والله يدافع عن الذين آمنوا ، فانظر ما حال إيمانك وتزود بزاد التقوى .
# بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بكتابه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وجعلنا وإياكم ممن يستمع إلى القول فيتبع أحسنه .
===================
***** كلمات إلى أهل المريض :
# حين تُعلن حالة الطواريء ( في بيتنا مريض روحي ) ، فاحمدوا الله على ما أصابكم ، واحتسبوا الأجر عند الله، والله لا يضيع أجر العاملين .
# كما أن الجسد يُصاب بالبلاء ، فالروح أيضاً تعتل وتُبتلى ، ولا ينكر ذلك إلا متعجرف جاهل .
# المرض الروحي والنفسي مثله مثل أي مرض آخر ، فلتتعاملوا معه كما تُعاملوا مريض الإنفلونزا أو مريض السرطان ، ولا تهزَأوا ولاتُحقّروا ولا توبخوا ، وارفقوا بحال المريض واسمعوا لمقاله ، فالقدم التي لا تطأ النار لا تشعر بما تشعر به قدمٌ تتلظى بها .
# ومن تمام العلاج ، الحرص على إبعاد المنكرات من المنزل ، والمواظبة على الذكر ، والتوبة من المعاصي ، وهذه أمور مسلّم بها ولا بد من توافرها ، وغيري بها أعلم .
# ولتتسع صدوركم إذا استفحل البلاء وطال علاجه ، فالبلاء الروحي مثل المرض العضوي كلما عظُم واستفحل طالت مدة علاجه وتطبيبه .
# لاتعينوا الشيطان على مريضكم ، ولاتكونوا معولاً يتطاول به العدو الخبيث على مبتلاكم ، واسألوا الله العون والفرج ، ولا تستعجلوا النتائج .
# لا تلجأوا للتكذيب أو القوة في التعامل مع المريض حتى لا تخلقوا مع المرض مثليه ومثليه ومثليه ، ومن ثم تعجزوا عن السيطرة على البلاء إلا أن يشاء الله .
# ولا تلجأوا لعلاج البشر وتتركوا كلام ربّ البشر ، فإليه تُعرض الحاجات ، وبقدرته تُكشف البليات ، وبفضله تُغفر السيئات ، فاهرعوا لفاطر الأرض والسماوات . والله تعالى من وراء القصد
=====================
أختكم/ الزاوية القائمة