كنت أقول انه لا غرابة في استخدام الفئران في حقل التجارب العلمية نظرا للتشابه الشديد بين الفئران وأكثر البشر ، كون الفئران تعمل في الظلمة وتخشى الكهرباء والنور حتى لا يفتضح امرها ، إلى أن أصبحت جرذاننا البشرية في عصرنا تمشي حيث النور والاضاءة الشديدة .
حان الوقت لنرفع عنها الظلم المعنوي الذي ألصقناه بها ، فالغاب الذي نعيش فيه ، يختلف عن الغاب الذي تعيش فيه الحيوانات ، ولم يعد هناك مبررا لمقولة ( ان غاب القط العب يا فار ) ففي وقتنا ..لم يعد احد يخشى من القطط ولا غيرها ، والفئران تمشي جنبا الى جنب مع الاسود والنمور .
قد اتُهمت الفئران منذ وقت طويل انها مسببة لمرض الطاعون، رغم انه لا علاقة لها بالطاعون ، فهي ضحية هذا الفيروس الذي تنقله ( بلا سابق نية ) الى الانسان ، وهي بالتالي مجرد ناقل لمرض ..سيء السمعة ، ولا جدوى من الاستفسار منها عن أسباب حملها لهذا الفيروس ، كثيرون منّا يحملون امورا لا علاقة لهم بها ولا نعرف متى التصقت بنا ومتى انتقلت الى غيرنا .
تغيّرت نظرتي الى الفئران تماما منذ قرأت قصة عن فأر وقع في مصيدة ، فوجدوا حوله في اليوم التالي فأرين يحاولان انقاذه من الموت وفكّه من المصيدة ، فالفئران لا تأكل بعضها كما نفعل نحن البشر في غابنا.
فلنكف عن الحاق هذه المخلوقات البريئة بجملة ( الكائنات سيئة السمعة )
ويكفي ما يلحقه بها العلماء من ألم عندما يستدرجونها الى أقفاص التجارب ويقدمون لها الغذاء فتظن المسكينة ان الحظ ابتسم لها وانها انتقلت الى حياة الرفاهية ولا تعلم مسبقا ما يحضّرونه لها من جرعات وإبر وتقطيع وتشريح.
وألف تحية ل ( ميكي ماوس ) و ( جيري ) الفأر الخارق ، اللذين امضينا طفولتنا الممتعة في احضانهما .