إعلم أخي القارئ
أن تعرضك للحوادث ليس بالغريب و لا بالنادر بل يكاد يكون الأصل الموتقع لكل حي
و لذلك فالتهيء
بمعلومات مناسبة عن الأمر يعد أمرا هاما يجب أن نبديه اهتماما منا واسعا
فعندما يتعرض الإنسان
لحادث معين فإنه يتعرض معه للتوتر و الإرتباك و تظهر عليه حالة من التشويش و الخلط الذهني و طغيان الحدث على التفكير..
و درجات ذلك تكون على حسب تعاطي الشخص مع الحدث و طبيعة الموقف و حدته ...
و بتأثر النفس فإنها
تعطي تنبيهات سريعة جدا للعقل و للأعصاب ...و التي بدورها تعطي دفعات قوية لأعضاء الجسم للتفاعل مع الحدث ....
فجسم الإنسان كل متكامل له أجزاء تتفاعل و تنفعل و يؤثر بعضها على بعض و يكون التفاعل بصورة سريعة بل مذهلة
مما قد يعرض الشخص للكبت إنفعالي أو الإفراغ الإنفعالي ..
ولذلك فإليك بعض النقاط الهامة
أولا :
تهيئة النفس بنسبة من الوعي بأننا معرضون للحوادث سواء في أنفسنا أو في من يحيط بنا تساعدنا كثيرا على حسن التصرف و التقليل من التوتر ...
و لا يعني ذلك إشغال الفكر و العقل وتسخير التوقعات بحدوت الحوادث و الإصابة بالصدمات ...و إنما مجرد معلومات نخزنها في دواخلنا و نخرجها عند الحاجة
ثانيا:
ذكر الله دائما من أهم ما يواجه المرء به دفعة صدمة الحدث المفاجئة و السريعة و القوية
فما خاب من لجأ لله في السراء فكيف بمن لجأ إليه في الضراء
ذكر الله من شأنه أن يبعد عنك هجمات الشيطان حيث يجيد التواجد بثقله أثناء الحوادث و الصدمات و ذكر الله يلهمك الإطمئنان و يبعث في حناياك السكينة ..
ثالثا :
إبعاد الهواجس و التقديرات و الإحتمالات السيئة و تقديم التفكير الإيجابي حتى يولد التصرف الإيجابي
و بهذا يتم السيطرة على التوتر و شدة الإرتباك فتتهيئ النفس التي بدورها تؤثر على الفكر و العقل بتهدئة
فالتوتر و الإرتباك يعدان من أكبر ما يعيق حسن التصرف و حكمة التدبير فيعجز العقل عن استخدام قدراته في إيجاد الحلول السريعة عند التعرض للحوادث و الصدمات
و ماذكرناه من حالة الأخت التي لم تستطع حتى لمس طفلها بل حتى إحضار كمادات باردةلإنقاده ....دليل على تأثير الصدمة على قدرات التفكير
رابعا :
تجنيب العين التركيز بذهول على الحدث و صاحبه و موقعه
فإصابة العين بالذهول يؤثر عليها سلبيا فيضيق عندها الأفق حتى تصبح لا ترى ما حولها لشدة تركيزها على نقطة معينة و هي مكان الحادث أو صاحبه ...
خامسا :
التخفيف من حدة التأثر النفسي الذي جره الحدث أثر على العقل والتفكير و الأعصاب و نتج تأثيرا على حسب شدته على الأعضاء
فتسبب تعطيل جزئي أو شبه كلي لإستخدامها إستخداما إيجابيا عند الحادث و من آثار ذلك :
(رعشة في اليدين فشل في الرجلين إرتفاع دقات القلب بطء في الحركة شدة التعرق ..
سادسا:
لا تجعل ردات أفعالك تسيطر عليك فتقودك بل عليك ارشادها و قيادتها حتى ينتج عنها السلوك الإيجابي
أثناء و بعد الحوادث و الصدمات ...