قد يعتقد البعض ان المقصود من هذه السلسلة من الحلقات هو العلاج أو الوقاية مما يصاب به في هذه الأيام الكثير من الناس من تشنجات وصرع ومس
نعم ان هذا له احتمال كبير أن يكون مسا شيطانيا ؛ولهذا تجد الكثيرين يقفون على أبواب الدعاة ممن يتوسمون فيهم الصلاح ليطلبوا منهم الشفاء والرقية
ولكننا نحب ان نوضح ان تأثير الشيطان أوسع وأشمل من كون المسألة تنحصر في المس والتشنجات إلى ما هو أكبر من ذلك وهو الغواية والضلال والتقصير في حق الله الذي هو المقصود من ارسال الرسل وتكليف العباد ولهذا يقول القرآن الكريم حكاية عن توعد الشيطان لبني آدم : ** قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين** [ص : 82]
ولهذا اذا نظرنا الى الحديث النبوي الذي يصف من نام وتخلف عن صلاة الفجر بأن الشيطان بال في أذنيه ندرك المعنى الذي اردنا بيانه
وكذلك اذا نظرنا الى حديث : ( المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ) نصل الى نفس الفكرة التي اردناها
والأمثلة على ذلك كثيرة ، والخلاصة أننا اردنا من خلال هذه السلسلة أمرين :
الأمر الأول : بيان أن السبيل للتخلص من كيد الشيطانه وسلطانه ومسِّهِ هو طاعة الله عز وجل واتباع أوامره والعمل بها واجتناب نواهيه والكف عنها ، وهذا مصداق قول الله تبارك وتعالى : ** إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين** [ الحجر 42 ]
الأمر الثاني : أنه قد يحدث للمؤمن الطائع السائر على الدرب نوع من اختراق الشيطان لمنظومة حياته من خلال بعض التهاون في ادراك وتطبيق الوسائل المعينة والمساعدة على الوقاية من الشيطان كالتي ذكرناها في الأربعين حالة التي نبه عليها الرسول صلى اللهعليه وسلم والتي ذكرناها في عدة حلقات على التتابع
ولذلك فإن هدفنا هو ايصال رسالة الى الجميع مفادها : [[ كلما اقتربت من الله كلنا ابتعدت عن الشيطان وابتعد عنك الشيطان]]
وعليه فإن كل ما سبق ذكره من وسائل للوقاية من كيد الشيطان وسلطانه إنما هي وسائل معينة ومساعدة ومكملة وهي كقاعدة عامة لا تعمل ولا تؤتي ثمارها الا اذا كنت سائرا على الدرب ، وقد ينتقع بها الكافر غير المؤمن والفاسق العاصي من اهل الملة ليكون ذلك عبرة للمعتبر وتثبيتا لقلب المؤمن
والله تعالى أعلى وأعلم ، نسأل الله أن يوفقنا ويهدينا الى سواء السبيل