حقيقة الصرع
ليست كل غيبوبة تسمى صرعا، وليست كل حالة فقدان للوعي تسمى صرعا، ذالك أن لكل منهما أسبابا عضوية ونفسية وعصبية كثيرة جدا يصعب حصرها، وسنتكلم هنا عن نوعين من الصرع، الأول وهو الصرع الطبي أو العضوي والثاني الصرع الجني (مس التخبط). قال بن قيم الجوزية رحمه الله :
الصرع صرعان، صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية وصرع من الأخلاط الرديئة والثاني هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه.زاد المعاد (ص 66) و الطب النبوي(ص 51). ولا يهمنا هنا في هذا المقام البحث اللفظي في معنى كلمة صرع، لأن هذا البحث أو التعريف، قد يحيلنا إلى معان أشرنا إليها في المقدمة قد تضلل القارئ و المعالج على حد سواء إنما القصد هو التعريف الطبي لمعنى الصرع، والفرق بينه وبين صرع الجن. التعريف الطبي للصرع العضوي (صرع الأخلاط) :
هو عبارة عن نشاط كهربائي، وتهيج في بعض خلايا المخ يحصل بين الحين و الأخر، وهذا الصرع يعرف عن طريق التخطيط الكهربائي للمخ أو رسم الدماغ بالكمبيوتر لوجود بؤر سرطانية في المخ في الغالب، أو عبراستخدام الرنين المغناطيسي أو فحص النخاع الشوكي للمريض ويمكن معالجته عند الأطباء، و قد يحدث الصرع نتيجة أسباب كثيرة منها إصابة قشرة الرأس واصطدامها بالمخ أثناء عملية الولادة أو عند تأخرها أو عند حوادث السقوط أو إصابة المخ بأورام سرطانية أو انتقال بعض بيوض الديدان التي تكون عند الخنازير عبر الدورة الدموية إلى مخ الإنسان.
تعريف الصرع الجني (صرع الأرواح) :
هو دخول شيطان الجن لبدن المصروع والسيطرة على جزء في مخه وعقله وإحداث ضغط على خلاياه، مما يحدث رشحا مائيا، وتهيجا كهربيا، يختل معه توازن جسمه ويفقد فيه المصاب وعيه كليا أو جزئيا. الفرق بين الصرع العضوي والصرع الجني :
من المهم بالنسبة للمعالج معرفة الفرق بين الصرع الجني والصرع الطبي وحتى يتفادى المعالج أي خلط أو خطأ، نسوق له أهم العلامات والاختلافات بين الصَّرعين.
صرع الجن (مسَُّ التخبط) :
الذي به صرع من الجن، تظهر عليه في الغالب علامات الممسوس، ويتأثر بالرقية الشرعية وصرعه يدوم في بعض الأحيان لساعات وغالبا ما يأتيه الصرع عند المرور بمواقف كالخوف والغضب والحزن، ويتكلم حال نوبته الصرعية، ولا يستفيد من علاج الأطباء، ولا تظهر عليه أعراض الصرع الطبية إذا ما قام بمجمل الفحوصات. الصرع الطبي أو العضوي (صرع الأخلاط) :
الصرع العضوي يحدث ويستمر لبضع دقائق فقط، ولا يستطيع خلالها المصروع التحدث وقد يخرج الزبد من فمه، ويميل وجهه إلى الزرقة وتتصلب أطرافه، كما أن المصاب به يمكنه الشعور باقتراب حالة النوبة الصَّرعية بدقائق، ولا يتأثر صاحبها بالرقية الشرعية، بل ربما يهدأ نفسيا ويشعر براحة، وذالك لأن القرآن يخفض درجة توتر الجهاز العصبي لديه، عكس صرع الجن الذي يجد صاحبه ضيقا في صدره، ونفورا عند سماع الرقية الشرعية، حتى أنه يصرخ، وأخيرا فإن الصرع العضوي ربع حالاته عبر العالم تحدث في النوم.المصدر بتصرف من كتاب (العلاج القرآني والطبي من الصرع الجني والعضوي) أهم العلامات والأعراض المشتركة بين الصرعين :
الإحساس بالتنميل – رؤية خيالات وأضواء – شم روائح معينة – خروج زبد من الفم -. وهذه الأعراض الأخيرة المشتركة بين الصرعين هي السبب في وقوع عدد كبير من المعالجين في خطأ التشخيص.
أنواع صرع الجن
: الصرع الكلي :
وهو الأكثر شهرة عند عامة الناس والمعالجين، والأكثر ذكرا في كتب السلف، ويتميز بحضور الشيطان على جسم الإنسان حضورا كليا، يفقد معه المريض الوعي والشعور والإحساس، كأنه نائم، ولا يحس فيه صاحبه بالضرب.الصرع النصفي أو الجزئي :
وهو الأقل شهرة بين المعالجين، مما يجعل بعضهم ينكره أو يفسره على أنه مرض نفسي، وهو بدوره أنواع، و يندرج تحته أشكال من الصرع، وهو أصعبها في العلاج، وسنذكر منه هنا نوعين على سبيل الإختصار: الأول : وميزته حضور الشيطان على بدن الإنسان بأنواع من التغيرات الفسيولوجية، كالبكاء دون إرادة مع بقاء الإحساس والوعي والشعور، وحضور بأنواع من الإداية والتمريض، مع بقاء كامل السيطرة على الأطراف والأعضاء.
الثاني :
حضور على بدن المريض لا يفقد معه كامل وعيه وإحساسه لكنه بالمقابل يفقد سيطرته على بعض حواسه وأطرافه، وصاحبه أو المصاب به يكون في هذه الحالة مدركا للكلام الذي يجريه الشيطان على لسانه، ويحس فيه بالضرب.
منقول