ا
4- الاستعــاذة
كلمة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم تعني (ألتجئ وأستجير وأتحصن بالله العظيم من شرور الشيطان) فمن جعل الله هو ملاذه وحصنه فأنى للشيطان عليه من سبيل؟؟
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ عموماً من الشيطان،كما كانت له مواطن خاصة يستعيذ فيها من الشيطان أيضاً منها على سبيل المثال لا الحصر:
1-عند قراءة القرآن الكريم: لقوله تعالى: )فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ( [النحل: 98].
2-عند دخول المسجد: روى أبو داود عن حيوة بن شريح قال: لقيت عقبة بن مسلم فقلت له بلغني أنك حدثت عن عبدالله بن عمرو بن العاصي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال: «أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، قال نعم. قال: فإذا قال ذلك، قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم» قال النووي في الأذكار : حديث حسن رواه أبو داود بإسناد حسن وصححه الألباني في صحيح أبي داود برقم 441.
3- وكذلك عند الخروج من المسجد: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخل أحدكم المسجد فليصل على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم». رواه ابن ماجه وصححه الألباني فيه برقم 627.
4-عند الدخول في الصلاة: لحديث جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ثم يقول لا إله إلا الله ثلاثا ثم يقول الله أكبر كبيرا ثلاثا أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ثم يقرأ" رواه أبو داود والترمذي وقال : هذا أشهر حديث في الباب وصححه الألباني، في صحيح أبي داود برقم 701.
5-عند الإحساس بنزغات الشياطين: وهي الوساوس وتسويل المعاصي لقوله تعالى: )وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ( [الأعراف: 200]، قال القرطبي: وقد حكي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه: ما تصنع بالشيطان إذا سول لك الخطايا؟ قال: أجاهده. قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده. قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده. قال: هذا يطول، أرأيت لو مررت بغنم فنبحك كلبها ومنع من العبور ما تصنع؟ قال: أكابده وأرده جهدي. قال: هذا يطول عليك، ولكن استغث بصاحب الغنم يكفه عنك. أ.هـ.
6-عند الغضب: فقد روى مسلم عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه وتنتفخ أوداجه؛ فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم». فقام إلى الرجل رجل ممن سمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل تدري ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفاً؟ قال: «إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم». فقال له الرجل: أمجنوناً تراني؟!.
8-عند التباس القراءة أثناء الصلاة: فقد روى مسلم أيضاً عن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثاً» قال: ففعلت فأذهبه الله عني.
9- إذا نزل بأي مكان جديد عليه: فقد روت خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل» رواه مسلم.
10-عند سماع نباح الكلاب ونهيق الحمير: لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير بالليل، فتعوذوا بالله من الشيطان؛ فإنهن يرين ما لا ترون وأقلوا الخروج إذا هدأت الرجل، فإن الله عز وجل يبث في ليله من خلقه ما يشاء، وأجيفوا الأبواب، واذكروا اسم الله عليها؛ فإن الشيطان لا يفتح بابا أجيف، وذكر اسم الله عليه، وغطوا الجرار وأوكئوا القرب، وأكفئوا الآنية» رواه أحمد وغيره وصححه السيوطي وكذلك الألباني في صحيح الجامع برقم:620.