" الاستعمار"
..كلمة مظلومة !
عجيب!… وهل الاستعمار مظلوم؟
إنما يقول هذا (كولون الشمال) أصحاب الكيمياء التي أحالت السيد عبدًا، والدخيل أصلاً،
أما أنت فتوبتك أن تحشر كلمة (مظلوم) هذه في الكلمات المظلومة.
هَوِّن عليك فإن المظلوم هنا هو هذه الكلمة العربية الجليلة التي ترجموا بها لمعنى خسيس.
مادة هذه الكلمة هي (العمارة) ومن مشتقاتها التعمير، والعمران،
وفي القرآن: "وَهُوَ الَّذِيْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضٍ وَاستَعْمَرَكُمْ فِيْها …" فأصل هذه الكلمة في لغتنا طَيِّب، وفروعها طيبة، ومعناها القرآني أطيب وأطيب..
ولكن إخراجها من المعنى العربي الطيب إلى المعنى الغربي الخبيث، ظلم لها، فاستحقت الدخول من هذا الباب، والإدراج تحت هذا العنوان.
فالذي صيَّر هذه الكلمة بغيضة إلى النفوس ثقيلة عن الأسماع مستوخَمَة من الأذواق هو معناها الخارجي – كما يقول المنطق – وهو معنى مرادف للإثم، والبغي، والخراب، والظلم، والتعدي، والفساد، والنهب، والسرقة، والشَّرَه، والقسوة، والانتهاك، والقتل، والحيوانية… إلى عشرات من مئات من هذه الرذائل تفسرها آثاره، وتنجلي عنها وقائعه.
وواعجبًا !
تضيق الأوطان على رَحْبها بهذه المجموعة، وتحملها كلمة لا تَمُتُّ إلى واحد منها بنسب،
وإذا كنا نسمي من يجلب هذه المجموعة من كبائر الإثم، والفواحش إلى وطن – ظالماً ، فأظلم منه من يحشرها في كلمة شريفة من لغتنا
ليُخْدَع بها ويُغَر، وليُهَوِّن بها على الفرائس شراسة المفترس، وفظاعة الافتراس.
أما والله لو أن هذا الهيكل المُسمَّى بالاستعمار كان حيوانًا لكان من حيوانات الأساطير بألف فم للالتهام، وألف معدة للهضم، وألف يد للخنق، وألف ظلف للدوس، وألف مخلب للفرس، وألف ناب للتمزيق، وألف لسان للكذب وتزيين هذه الأعمال – ولكان مع ذلك هائجًا بادي السوءات والمقابح على أسوأ ما نعرفه من الغرائز الحيوانية.
سمُّوا الاستعمار تخريبًا - إذ لا تصح كلمة استخراب في الاستعمال – لأنه يخرب الأوطان، والأديان، والعقول، والأفكار، ويهدم القيم، والمقامات، والمقومات، والقوميات.
وخذوا العهد على المجامع اللغوية أن تمنع استعمال هذه الكلمة في هذا المعنى الذي لا تقوم بحمله عربة مزابل.
الحرية:
وهي من أكثر الكلمات التي أسيء استخدامها؛ فهي في فم الظالم والمظلوم وكلٌ يفسرها حسب أهوائه
والحرية الحقة هي التي تبدء من الشخص نفسه وتنتهي عند بداية حرية الشخص الآخر فلا تتعدى على
الأخرين مهما كان.
الصراحة :
وهي كلمة ظُلمت كثيرا ... فالكثير من الناس يخلط بينها وبين الوقاحة فيعبر عن رأيه بدون مراعاة
لشعور الأخرين من حوله , ويعيد صراحته بحريته في التعبير
وهنا نعود لكلمة الحرية من جديد
وما أن يقوم الأخر بالرد عليه بالصراحه نفسها كما يزعم فإنه يثور ويستشيط غضباً
وبهذا ينفي مزاعمه بالبحث عن الحرية والصراحة
المجاملة "المداراه" :
هذه الكلمة الجميلة كثيراً ما يخلط بينها وبين المداهنة وهي كلمة بشعة
فالمجاملة "المداراه" تعني خفض الجناح للناس ولين الكلمة وترك الإغلاظ لهم في القول وذلك من
أسباب الألفة
وضابط المداراه ألا يكون فيها قدح في الدين
والمداهنة تعني أن يظهر على شيء ويستر باطنه
وفسرها العلماء بأنها معاشرة الفاسق وإظهار الرضا بما هو فيه من غير إنكار عليه وهي محرمة
شرعاً وضابطها أن يكون فيها تزيين القبيح وتصويب الباطل
والفرق بين المداراه والمداهنة , أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا او الدين أو هما معاً,
وهي مباحة وربما أستحبت, وهي المجاملة,
والمداهنة هي ترك الدين لصلاح الدنيا, وهي مذمومة ومحرمة.
ولكن للأسف كثير من الناس يخلط بينهما.