--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،
بخصوص أسئلتك أختي المكرمة ( nora ) فيسرني أن أجيبك على النحو التالي :
السؤال الأول : سمعت بأن بعض الجن عندما يدخل جسم الانسان فأنه يفرق بينه وبين صديقه .. فهل هذا صحيح ؟؟
الجواب : أولاً لا بد أن نعلم أن السحر أنواع كثيرة ومنها ما يسمى ( سحر الصرف ) أو ( سحر التفريق ) وإليك نبذة مختصرة عنه :
* أدلته من الكتاب والسنة :
- الدليل من كتاب الله عز وجل :
قال تعالى في محكم كتابه : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الأخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) ( سورة البقرة – الآية 102 ) 0
قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( قال المازري : وقيل لا يزيد تأثير السحر على ما ذكر الله تعالى في قوله ( يفرقون به بين المرء وزوجه ) لكون المقام مقام تهويل ، فلو جاز أن يقع به أكثر من ذلك لذكره 0 وقال : والصحيح من جهة العقل أنه يجوز أن يقع به أكثر من ذلك ،
قال : والآية ليست نصا في منع الزيادة ، ولو قلنا ظاهره في ذلك ) ( فتح الباري - 10 / 223 ) 0
وقال النووي في شرح صحيح مسلم : ( قال المازري : واختلف الناس في القدر الذي يقع به السحر ، ولهم فيه اضطراب ، فقال بعضهم : لا يزيد تأثيره على قدر التفرقة بين المرء وزوجه ؛ لأن الله تعالى إنما ذكر ذلك تعظيما لما يكون عنده ، وتهويلا به في حقنا ، فلو وقع به أعظم منه لذكره ، وذكر التفرقة بين الزوجين في الآية ليس بنص في منع الزيادة ، وإنما النظر في أنه ظاهر أم لا ) ( صحيح مسلم بشرح النووي 0 باختصار - 13 ، 14 ، 15 / 346 ) 0
قال الشوكاني : ( والحق أنه لا تنافي بين قوله : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) وبين قوله : ( وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ ) فإن المستفاد من جميع ذلك أن للسحر تأثيراً في نفسه ، ولكنه لا يؤثر ضرراً إلا فيمن أذن الله بتأثيره فيه 0 وقد أجمع أهل العلم على أن له تأثيراً في نفسه وحقيقة ثابتة ، ولم يخالف في ذلك إلا المعتزلة وأبو حنيفة ) ( فتح القدير - 1 / 121 ) 0
تقول الدكتورة آمال يس عبدالمعطي البنداري المدرسة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر بالقاهرة : ( أولاً : إن ذكر التفرقة بين الزوجين في الآية ليس بنص في منع الزيادة ، لأن ذلك خرج مخرج الغالب 0
وثانياً : إن الله تعالى ذكر هذه الصورة تنبيها على سائر الصور ، فإن استكانة المرء إلى زوجته وركونه إليها معروف زائد على كل مودة ، فنبه الله تعالى بذكر هذه الصورة لأن السحر إذا أمكن به هذا الأمر على شدته فغيره به أولى 0
فقد أطلق الضرر ولم يقصره على التفريق بين المرء وزوجه ، فدل ذلك على أنه تعالى إنما ذكره لأنه من أعلى مراتبه لا أنهم لا يتعلمون إلا هذا القدر 0
وترجح الدكتورة الفاضلة الرأي القائل بأن السحر لا يقتصر على التفرقة بين الزوجين فتقول : ( إن السحر منه ما يقتل ومنه ما يمرض ومنه ما يفرق بين المرء وأقاربه 0
وإذا جاز خرق العادة على يد الساحر بما ليس في مقدور البشر ، جاز ما هو فوق التفريق بين الزوجين 000 هذا والله أعلم ) ( السحر - أحكامه - الوقاية منه - علاجه - في ضوء الفقه الإسلامي - باختصار - 77 - 78 ) 0
- وقد يستأنس من السنة المطهرة بحديث عن جابر بن عبدالله – رضي الله عنه - فيما يتعلق بهذا النوع من أنواع السحر على النحو التالي :
عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه ، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة ، يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا ، فيقول : ما صنعت شيئا ، ويجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله ، فيدنيه منه ، ويقول : نعم أنت ) ( صحيح الجامع 1526 ) 0
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( ومن هنا قال طائفة من العلماء : إن الطلاق الثلاث حرمت به المرأة عقوبة للرجل حتى لا يطلق ؛ فإن الله يبغض الطلاق ، وإنما يأمر به الشياطين والسحرة ؛ كما قال تعالى في السحر : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) ، - ثم ساق حديث جابر بن عبدالله آنف الذكر ) ( مجموع الفتاوى – 32 / 88 ، 89 ) 0
وقال – رحمه الله - : ( السعي في التفريق بين الزوجين من أعظم المحرمات ، بل هو فعل هاروت وماروت ، وفعل الشيطان الحظي عند إبليس ، كما جاء به الحديث الصحيح ) ( بيان الدليل على بطلان التحليل – ص 609 ، 610 ) 0
قلت : إن النصوص القرآنية والحديثية آنفة الذكر تدل على أن غاية الشيطان ومقصده التفريق بين الزوج وزوجه ، بسبب أن الأسرة هي اللبنة الأساسية في المجتمع المسلم ، وبهذا الفعل الدنيء يتحقق مراد الشيطان في تدمير المجتمعات الإسلامية وتقويضها ، ومن هنا كانت الغاية الأساسية للشيطان وأتباعه التفريق بين الزوجين ، وهو أقدر على التفريق بين المتحابين إذا توفرت له الأرضية التي يستطيع من خلالها الوصول لأهدافه وغاياته وقد اتضح هذا المفهوم من خلال أقوال أهل العلم كما مر معنا سابقا ، ومع أن الحديث الذي رواه جابر - رضي الله عنه - لا ينص أصلا على الأسلوب الذي يتبعه الشيطان في وصوله لهذه الغاية ألا وهي التفريق بين الزوج وزوجه ، إلا أن السحر من الأساليب التي يستأنس لها الشيطان لتحقيق تلك الأهداف ، لما فيها من كفر صريح بالله عز وجل وهدم للأسر وتقويض للمجتمعات وقد أكد هذا المفهوم العلامة ابن تيمية رحمه الله تعالى ، وكذلك العلامة فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – في كلام لاحق 0
قال المناوي : ( إن هذا تهويل عظيم في ذم التفريق حيث كان أعظم مقاصد اللعين لما فيه من انقطاع النسل وانصرام بني آدم وتوقع وقوع الزنا الذي هو أعظم الكبائر فسادا وأكثرها معرة ) ( فيض القدير - 2 / 408 ) 0
* تعريفه : ويسمى كذلك " سحر التفريق " وهو عمل وتأثير يسعى الساحر من خلاله للتفريق بين المتحابين أو المتآلفين ، أو التفريق بين الأشخاص عامة لأسباب معينة بناء على توصية من قام بعمل السحر 0
قال ابن كثير - رحمه الله - : ( وسبب التفريق بين الزوجين بالسحر ما يخيل إلى الرجل أو المرأة من الآخر من سوء منظر أو خلق 00 أو نحو ذلك من الأسباب المقتضية للفرقة ) ( تفسير القرآن العظيم – 1 / 144 ) 0
يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - : ( فأما التفريق فهو المذكور في قوله تعالى : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) مع أن الله تعالى قد أخبر بما بين الزوجين من المحبة في قوله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ) ( سورة الروم – الآية 21 ) فهذه المودة يحتال الساحر بواسطة الشيطان فيقلبها بغضاً ونفرة ووحشة شديدة ، وهذا يحدث كثيراً بين الزوجين وغيرهما ، مع ما يعرفه أحدهما من الآخر من الصلاح والاستقامة والفضل والأخلاق الرفيعة ، ومع أن كل منهما يحب الآخر ويتمنى البقاء معه ، لكن تحدث هذه النفرة والكراهية ، بحيث لا يطيق النظر إليه ، ويحس بالضيق والضنك إذا رآه أو اجتمع به في المنزل ولا يجد الراحة حتى يخرج من المكان الذي هو فيه ، وهذا أمر محسوس مشاهد ، تكون نهايته الفرقة بالطلاق أو الخلع ولا يعرف السبب ، ولا شك أنه بتأثير من السحرة ، قال ابن كثير – رحمه الله – في تفسير الآية : أي فيتعلم الناس من هاروت وماروت من علم السحر ما يتصرفون به فيما يتصرفون من الأفاعيل المذمومة ما إنهم ليفرقون بين الزوجين مع ما بينهما من الخلطة والائتلاف ، وهذا من صنيع الشياطين ، كما روى مسلم في صحيحه من حديث الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن طلحة بن نافع ، عن جابر – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه ، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة ، يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا ، فيقول : ما صنعت شيئا ، ويجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله ، فيدنيه منه ، ويقول : نعم أنت ) ( سبق تخريجه ) ، وسبب التفريق بين الزوجين بالسحر ما يخيل إلى الرجل أو المرأة من الآخر من سوء منظر أو خلق ، أو عقد أو بغض أو نحو ذلك من الأسباب المقتضية للفرقة ا هـ 0 وقال القرطبي في تفسير الآية : ولا ينكر أن السحر له تأثير في القلوب بالحب والبغض ، وبإلقاء الشرور ، حتى يفرق الساحر بين المرء وزوجه ، ويحول بين المرء وقلبه ، وذلك بإدخال الآلام وعظيم الأسقام ، وكل ذلك مدرك بالمشاهدة وإنكاره معاندة ا هـ 0 وقد يعمل السحر في التنفير من المنزل والمحل ، كما يعمل في التنفير بين الزوجين ، وقد حكى لي أحد الاخوة الصالحين أنه اشترك مع بعض الناس في مطعم ، فعمل على حفظه من الدخان والنارجيل والأغاني ، فأنكر عليه شركاؤه لئلا يقل المرتاد لهم ، فعملوا على صرفه حيث استجلبوا من السحرة دواء وضعوه في طعامه ، فبعد أكله أحس بنفرة عن المطعم ، وضيق شديد متى كان فيه ، وبراحة وعافية إذا فارقه ، وقد عالج بالقرآن والرقية الشرعية حتى بطل عملهم ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة ) 0
يقول فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان : ( والصرف عمل السحر لصرف من يحب إلى بغضه ) ( نشرة لفضيلة الشيخ بتاريخ 21 / 1 / 1417 هـ – ص 1 ) 0
قال الدكتور محمد محمود عبدالله مدرس علوم القرآن بالأزهر : ( عرفنا أن السحر لا يقع إلا بسبب الحسد والحقد : بأن يذهب الحاسد إلى الساحر ويطلب منه عمل سحر بالتفريق لمن يريده الحاسد : سواء بين زوج وزوجته أو أب وولده أو أم وولدها أو أخ وأخيه – أياً كان الطلب – فيطلب الساحر منه اسم الزوج واسم أمه والزوج وأمها ، ثم يطلب منه أثراً منهما ثوباً ، أو أظافر ؛ فإن لم يتوافر شيء من الآثار المتواضع ، عمل على الماء وأمره أن يسكبه في طريق المراد سحره أو على عتبة بابه ، فإذا تخطاه أصيب بالسحر ؛ وهناك أنواع من السحر توضع في الطعام أو الشراب ) ( إعجاز القرآن في علاج السحر والحسد ومسّ الشيطان – 71 ) 0
تعقيباً على قول الدكتور الفاضل : " عرفنا أن السحر لا يقع إلا بسبب الحسد والحقد " :
تلك بعض الأسباب الرئيسة لوقوع السحر وهناك أسباب أخرى كحب المال والجاه والمنصب ونحوه 0
كما عقبت على كلامه – حفظه الله – " فيطلب الساحر منه اسم الزوج واسم أمه والزوج وأمها ، ثم يطلب منه أثراً منهما ثوباً ، أو أظافر ؛ فإن لم يتوافر شيء من الآثار " :
الذي أعرفه ويعرفه كثير من المعالجين أنه لا بد من توفر أثر للمسحور لينفذ فيه تأثير السحر ، ولو قام الساحر جدلاً بعمل السحر على الماء أو العطر أو أية سوائل أخرى فإنه يحتاج لأثر من المسحور لينفـذ تأثير سحره ويكون من القوة بمكان ليحقق من خلاله الساحر أهدافه الخبيثة ، وهذا الأمر قد ثبت لي من خلال علمي وخبرتي في هذا المجال والله تعالى أعلم 0
* أنواعه : قد يأخذ " سحر الصرف " شكلا من الأشكال التالية :
أ )- صرف الزوج عن زوجه أو العكس من ذلك 0
ب )- صرف الأم عن ابنها أو ابنتها أو العكس من ذلك 0
ج )- صرف الأب عن ابنه أو ابنته أو العكس من ذلك 0
د )- صرف الأخ عن أخيه أو أخته أو العكس من ذلك0
هـ)- صرف الأقارب بعضهم عن بعض 0
و )- صرف الشريك عن شريكه 0
ز )- صرف الصديق عن صديقه 0
ح )- صرف الجار عن جاره 0
* أعراضه :
1)- تغير الأحوال بشكل فجائي من حب وود لكراهية وبغض 0
2)- تفاقم المشكلات الاجتماعية لأتفه الأسباب 0
3)- عدم القدرة على التكيف الاجتماعي والعاطفي مع الآخرين ممن صرفوا عن المريض بواسطة السحر 0
4)- الكراهية المطلقة للأقوال والأفعال الصادرة عن هؤلاء الأشخاص 0
5)- سوء الظن والوسوسة المطلقة بهؤلاء الأشخاص 0
6)- رؤية هؤلاء الأشخاص بأشكال قبيحة 0
7)- الكراهية المطلقة لأماكن تواجد هؤلاء الأشخاص 0
هذا ما يتعلق أختي الفاضلة بسحر الصرف بشكل عام ، وكثير من هذا النوع يكون عن طريق الاقتران الشيطاني أي بوجود جني أو شيطان داخل الجسد والذي يعكر على الزوجين حياتهما بطرق شيطانية خبيثة متنوعة كرؤية الزوجة بشكل قبيح أو برائحة منتنة ونحو ذلك من أفعال أخرى ، والله تعالى أعلم 0
السؤال الثاني : وهل الإنسان ممكن أن يصاب بعين من الجن ... ولكن كيف المعيون يعرف إن كانت عين إنسية أم جنية ؟؟
الجواب : أولاً لا بد أن أقدم للموضوع بأن العين قد تكون عين إنسية ، وأخرى جنية ، وأدعم كلامي بالآتي :
قال ابن القيم - رحمه الله - : ( والعين عينان : عين إنسية ، وعين جنية ، فقد صح عن أم سلمة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة ، فقال : ( استرقوا لها ، فإن بها النظرة ) ( متفق عليه ) 0
وقال أيضا : ( قال الحسين بن مسعود الفراء : وقوله : " سفعة " 0 أي نظرة ، يعني من الجن 0 يقول : بها عين أصابتها من نظر الجن أنفذ من أسنة الرماح ) ( الطب النبوي – ص 164 ) 0
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب : ( وقوله " وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ " ( سورة الفلق – الآية 5 ) يعم الحاسد من الجن والإنس فإن الشيطان وحزبه يحسدون المؤمنين على ما آتاهم الله من فضله ) ( تفسير سورة الفلق – ص 20 ) 0
قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – عندما سئل " هل الجن يعينون الإنس " : ( يظهر أن لا مانع من ذلك ، حيث أن تأثير العين أنما هو بالروح التي تتكيف بالخبث والشر فترسل تلك المواد السامة إلى المعين فتؤثر فيه ، ومعلوم أن الجن أرواح تستغني عن الأجسام ، وأن لهم قدرة على السير ، والصعود إلى السماء ، وقطع المسافات الطويلة ، فلا ينكر أن يؤثر نظر أحدهم إلى الإنسي من ذكر أو أنثى ، فيحدث الضرر ، ولكن المعروف أن تأثير الجن هو بملابسة الإنسي والتغلب على روحه ، وذلك هو الصرع الذي يحدث في الإنسان من ذكر وأنثى ، والمعروف أن الإصابة بالعين التي تصيب الأشياء فتتلفها هو في الإنس بعضهم مع بعض ، هذا هو المشهور ، والدليل على أن الجن يعينون الإنس ما رواه أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان ثم أعين الإنس ، فلما نزلت المعوذتان أخذهما وترك ما سوى ذلك " ( صحيح الجامع 4902 ) وفي رواية : " كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان " 0
وعن أم سلمة – رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة ، فقال : " استرقوا لها ، فإن بها النظرة " ( سبق تخريجه ) قال الفراء : قوله " سفعة " أي نظرة من الجن ) ( المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين ) 0
هذا بشكل عام ، أما أن يستطيع المعالج أو العائن أو المعين من معرفة أن العين إنسية أو جنية فهذا ما لا يمكن لأنه من الغيب الذي أخفي عنا معاشر البشر ، إلا في حالة وجود أدلة أو قرائن تؤكد أن العين إنسية أو جنية ، والله تعالى أعلم 0
هذا ما تيسر لي أختي المكرمة ( nora ) ، سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنا للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والتوفيق والسداد ، والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0
أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0