إذا لم تجد أُنساً في المناجاة
ولا لذة في العبادة
ولا اشتياقاً إلى الله جل جلاله
ولا امتعاضاً من المنكرات وأنت تمر بها أو تراها
ولا نفوراً من المعاصي والشيطان يراوغك ويحاورك ليدفعك إليها ..
إذا لم تجد شيئاً من هذا كله
فاعلم
أن خللاً ما قد أصاب قلبك
وقد حال هذا الخلل دون وصول أنوار الإيمان وأشعته إلى الشغاف ليعمل
عمله فيه ..
ومن ثم ..
فاجتهد _ رعاك الله _
أن تتناول جرعة خلوة مع الله تملأها بالضراعة والانكسار والدموع والبكاء
وكثرة الإلحاح على الله تبارك اسمه
مع الثقة التامة
أنه سبحانه إذا رأى ضعفك : قوّاك
وإذا رأى فقرك : أغناك
وإذا رأى شدة حاجتك : أعطاك .
ساعة خلوة تملأها حتى آخرها بمثل هذه المعاني ونحوها
ستقفز بك خطوات متلاحقة على الطريق
فإذا أحسست بذلك
فاجتهد على أن لا يضيع الطريق من بين يديك ..
نعم .. قد يضيع الطريق من بين يديك
لأن الشيطان لم يمت بعد ..!! بل لا يزال يتربص بك الدوائر …!
فاحفظ الله يحفظك ..
وأقبل عليه ، يقبل عليك ..
انصره ينصرك .. واعتز به يعزك ..
وافتقر إليه يغنيك الغنى كله ..
وماذا تريد بعد ذلك يا مسكين ..!؟
لو ذقت هذه المعاني
لأيقنت أن في الدنيا جنة ، لا تشبهها إلا جنة الآخرة ..!!!
أسأل الله أن يملأ قلبك بنور محبته
وأن يذيقك حلاوة الأنس به ، ولذة الإقبال عليه
فإنك إذا ذقت ذلك : أحسبك ستبكي بحرقة على عمر ضاع منك بعيداً عن
هذا الربيع ..؟!