،،،،،،
بارك الله فيكم أخي الحبيب ( طبرق ) ، نعود للوقفات المحمودة ضمن الجدار الناري فأقول :
الوقفة الأولى : أما قولكم - يا رعاكم الله - :
( هل تؤمن " بالوسواس القهرى " كمرض ؟ وهذا مثالاً لاحصراً ، وما الذى يمنع أن يكون من القرين ؟!! )
قلت وبالله التوفيق : الوسوسة بالعموم قد تكون مرض نفسي يندرج تحت موضوع ( الوسواس القهري ) وليس له علاقة من قريب أو بعيد بموضوع القرين ، وقد تندرج تحت مسألة القرين حسب ما ذكره أهل العلم بخصوص المهمة المكلفة به ، فالأول مرض يصيب الانسان ، والثاني غيب يتعلق بالقرين وليسعنا ما ذكره العلماء العاملين العابدين في ذلك 0
الوقفة الثانية : قولكم - يا رعاكم الله - :
( لعلك تقرر أن التثاؤب من الشيطان وأن التثاؤب قرينة عين أو حسد ، فكيف نغمض أعيننا عن هذه الجزئية ولانبحثها فى إطار الشرع بأن نجمع بين الدليل النصى والدليل الحسى )
قلت وبالله التوفيق : نعم أقر بأن التثاؤب من الشيطان لورود النص الصريح الصحيح بذلك ، ولكن الأمر لا يتعلق بـ ( القرين ) ، ومن قال بأننا نغمض أعيننا عن ذلك ، ولذلك فالمعالج صاحب العلم الشرعي الحاذق المتمرس يحدد تشخيص الحالة المرضية بعد الدراسة العلمية الشرعية الموضوعية المتأنية والوقوف على الآثار المتعلقة بالاصابة 0
فأرى أن المقارنة بين هذه وتلك مجانبة للصواب لأن تأثير الشيطان والمقصود به إيذاء الجن ورد في مواضع عدة منها : وخز الشيطان في خاصرة المولود عند الولادة ، وركضته في العرق الخاص بالمرأة وما أشرتم إليه في مسألة التثاؤب 0
الوقفة الثالثة : أما قولكم - يا رعاكم الله - :
( قولك أنه شيطان وليس قرين هذا مالا دليل عليه )
قلت وبالله التوفيق : بالنسة لي فأنا أملك الدليل على ما ورد نصاً في مسألة ( القرين ) حسب ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله ، وقد درت في رحى الكتاب والسنة وما خالفت آراء علماء الأمة ، ولذلك من يقول بخلاف هذا فهو المطالب بالدليل على قوله ، وقد أشرت إلى مسألة في غاية الأهمية من خلال مداخلتي السابقة من حيث أن الأحاديث تتحدث عن إيذاء ( الجن والشياطين ) وليس المقصود مطلقاً ( القرين ) ولذلك أنا من يطالبك بالدليل على هذا 0
الوقفة الرابعة : أما قولكم - يا رعاكم الله - :
( فحديث ركضة الشيطان مر مع عشر صحابيات فهل كلهن مسحورات ولايتحصنّ ؟ )
قلت وبالله التوفيق : وهذا يرد عليه من أوجه :
اولاها : أن الرسول قد أصيب بالسحر والحديث متفق على صحته في البخاري ومسلم وهو من هو بأبي وأمي ، وبعض الصحابة الأجلاء قد أصيبوا بمرض روحي كما حصل مع ( سعدية - أم زفر ) - رضي الله عنها - واصابتها بالاقتران الشيطاني كما رجحه البزار ، وكذلك ما حصل مع ( عثمان بن العاص ) - رضي الله عنه - من اصابته بالاقتران الشيطاني أيضاً ، وكما حصل مع ( سهل ابن أمامة بن حنيف ) - رضي الله عنه - واصابته بالعين من ( قبل عامر بن ربيعة ) - رضي الله عنه - ، وهم من هم في الورع والتقى والزهد 0
ثانبها : أن العبد قد يتعرض للابتلاء لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى 0
الوقفة الخامسة : أما قولكم - يا رعاكم الله - :
( ثم كيف لم يأمرهنّ ـ أى الصحابيات ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم لابرقية ولابتحصين ؟ مادمن قد بلغ منهن السحر والشيطان مبلغاً ؟ )
قلت وبالله التوفيق : رسولنا تعامل في بعض المواقف بالتركيز على طريقة علاج دون غيرها : ففي مرض سحره استخرج مادة السحر من البئر دون أن يرقي نفسه ، وفي حادثة الصحابية الجليلة ( سعدية - أم زفر ) - رضي الله عنها - اختار لها أن تصبر ولها الجنة ولم يختر لها الرقية الشرعية ، وفي حادثة ( عثمان بن العاص ) - رضي الله عنه - اختار أن يتعامل مع الشيطان الذي مسه وصرعه بنفسه فضرب على صدره وقال :
( يا شيطان أخرج من صدر عثمان )
( اسناده حسن - السلسلة الصحيحة 2918 )
ولم يختر له الرقية الشرعية ، وفي حادثة الصحابي الجليل ( سهل بن أمامة بن حنيف ) - رضي الله عنه - اختار له الغسل ولم يختر له الرقية الشرعية ، وهكذا الحال بالنسبة للصحابية الجليلة ( حمنة بنت جحش ) - رضي الله عنها - اختار ونعت لها الكرفس ولم يختر لها الرقية الشرعية 0
وهناك بعض الأحاديث الدالة على اختياره الرقية الشرعية كما جاء في حديث الجارية المتفق على صحته ، وكما جاء في حديث ابناء بني جعفر 0
ملاحظة مهمة : والحديث آنف الذكر لهو دلالة على أن كلمة الشيطان عموماً وبنصوص الأحاديث تتعلق بالجن والشياطين وإيذائها للإنسان ، وإلا لقال رسول الله :
( يا قرين أخرج من صدر عثمان )
أو لقال في حديث حمنة - رضي الله عنها - :
( تلك ركضة من القرين )
ولذلك كل ما ذكر من أفعال الشيطان ذكره علماء الأمة الأجلاء وطلبة العلم على أنه دليل وإثبات دخول الجن لجسد الانسان ، ولم يعزوا أي منهم تلك الأفعال لـ ( القرين ) ، ولذلك قلت بأنه ليس للقرين علاقة بتلك الأفعال من قريب أو بعيد وإليكم أدلة ذلك :
عن أبي اليسر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( اللهم إني أعوذ بك من الهدم والتردي والهدم والغم والحريق والغرق ، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت ، وأن اقتل في سبيلك مدبرا ، وأعوذ بك أن أموت لديغا )
( صحيح أبي داوود 1373 )
قال الشيخ علي بن حسن عبدالحميد : ( وأما دلالة الحديث على المس الحقيقي ، والتخبط البدني : فواضحة صريحة لا تحتمل شكا 0
وقد استدل به على إثبات الصرع عدة علماء ؛ منهم الإمام القرطبي في تفسيره 3 / 355 )( برهان الشرع في إثبات المس والصرع – ص 129 ) 0
* عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه ، فإن الشيطان يدخل مع التثاؤب )
( متفق عليه )
قال النووي - رحمه الله - : ( قال العلماء : أمر بكظم التثاؤب ورده ووضع اليد على الفم لئلا يبلغ الشيطان مراده من تشويه صورته ، ودخوله فمه ، وضحكه منه 0 والله أعلم )( صحيح مسلم بشرح النووي – 16 ، 17 ، 18 / 415 ) 0
قال الدكتور عبدالحميد هنداوي المدرس بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة معقبا على كلام النووي – رحمه الله – : ( وهذا الحديث واضح –كما ترى – في إثبات دخول الشيطان جوف الإنسان ، بل هو نص فيه ، وكلام الإمام النووي في شرحه حجة على صحة الاستدلال بالحديث على ذلك ، فضلا عن حكايته ذلك القول عن العلماء ، فهو ليس فهم عالم تفرد به ، بل هو فهم العلماء ، كما أثبت الإمام النووي أن الشيطان يدخل جوف ابن آدم ، كما هي عقيدة أهل السنة والجماعة )( الدليل والبرهان على دخول الجان بدن الإنسان – ص 46 – 47 ) 0
* عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( كفوا صبيانكم عند العشاء ، فإن للجن انتشارا وخطفة )
( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب بدء الخلق ( 16 ) – برقم 3316 )
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - : ( قال ابن الجوزي : إنما خيف على الصبيان في تلك الساعة لأن النجاسة التي تلوذ بها الشياطين موجودة معهم غالباً ، والذكر الذي يحرز منهم مفقود من الصبيان غالباً والشياطين عند انتشارهم يتعلقون بما يمكنهم التعلق به ، فلذلك خيف على الصبيان في ذلك الوقت ، والحكمة في انتشارهم حينئذٍ أن حركتهم في الليل أمكن منها في النهار ، لأن الظلام أجمع للقوى الشيطانية من غيره ، وكذلك كل سواد )( فتح الباري - 13 / 69 ) 0
قال الشيخ علي بن حسن عبدالحميد : ( وقد استدل ببعض روايات هذا الحديث العلامة الألوسي في " روح المعاني " على ثبوت الصرع 0
وقال – حفظه الله - : ( ودلالة الحديث على إثبات المراد ظاهره ، بل فيها ما هو أكثر من مجرد الإيذاء ، أو المس ، أو الصرع ، فتأمل )( برهان الشرع في إثبات المس والصرع – ص 132 ) 0
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ، يضرب كل عقدة مكانها :" عليك ليل طويل فارقد " ، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة ، فأصبح نشيطا طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان )
( متفق عليه )
قال محمد بن مفلح : ( إن ذلك عقد من الشيطان حقيقة ، جريا على ظواهر الأحاديث ، ويؤيده قوله : " ثلاث عقد " ، ولو كان على وجه المجاز لما كان في العقد فائدة ، ولأنه قال : " إذا ذكر الله انحلت عقدة 00 " ، وهذا مما يمنع المجاز )( مصائب الإنسان - ص 35 ) 0
قال الشيخ علي بن حسن عبدالحميد - حفظه الله - : ( والمقصود من إيراد هذا الحديث هنا هو ما فيه من التأثير الحقيقي الجسماني للجن على الإنس ، زيادة عما له من تأثير الوسوسة ، فإذا ثبت هذا لا يمتنع وجود ما هو أكبر منه )( برهان الشرع في إثبات المس والصرع - ص 133 ) 0
* عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال : ذكر رجل عند النبي نام حتى أصبح ! فقال صلى الله عليه وسلم :
( ذاك رجل بال الشيطان في أذنه )
( متفق عليه )
يقول الشيخ علي بن حسن عبدالحميد - حفظه الله - : ( والوجه في إيراد الحديث هنا إثبات تأثير للجن زائد على مجرد الوسوسة ، كما يزعمه المنكرون المخالفون 00
فإذا اقتنعوا بهذا – ولعلهم يفعلون – سهل أن يقتنعوا بما هو أوسع منه دلالة ، كما تشير إلى ذلك الأدلة الأخرى المتكاثرة 00 )( برهان الشرع في إثبات المس والصرع – ص 134 ) 0
* عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله :
( كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه باصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ، ذهب يطعن فطعن الحجاب )
( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب بدء الخلق ( 11 ) – برقم 3286 )
قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( قال القرطبي : هذا الطعن من الشيطان هو ابتداء التسليط ، فحفظ الله مريم وابنها منه ببركة دعوة أمها حيث قالت : [ وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ] ، ولم يكن لمريم ذرية غير عيسى )( فتح الباري - 6 / 368 ) 0
الوقفة السادسة : أما قولكم - يا رعاكم الله - :
( المطلوب : أن نتعامل مع القرين كمرض يصيب الإنسان وله تدخل فى حياته إذا كان المرض ******اً . ولم لا يستفيد القرين من سحر أو عين أو مس لزيادة التسلط ؟ وماالمانع أن نبحث عن هيكلية هذه الزيادة ونقضى عليها لتخفيف المعاناة عن الناس )
قلت وبالله التوفيق : أولاً : لو قلنا بمثل هذا القول فهذا يعني بأننا جمبعاً مرضى بـ ( القرين ) وهذا مجانب للصواب ، وثانياً : فتح هذا الباب يدخلنا في متاهات لها أول وليس لها آخر ، ولذلك يكفينا ما ذكره علماء الأمة الأجلاء في المسألة ، وقد أكدوا جميعاً على مسألة واحدة ألا وهي ما ذكره العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - حيث قال :
( ولذلك ينبغي للإنسان كلما نزغه من الشيطان نزغ فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم كما أمر الله , قال الله تعالى [ وإما ينرغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ] " سورة الأعراف - الآية 200 " )
[/COLOR]
[/SIZE][/U]
النصوص النقلية الصريحة الصحيحة دلت على عمل ومهمة محددة لـ ( القرين ) ، ومن تعدى ذلك إلى غيره فعليه بالدليل 0
الوقفة السابعة : أما قولكم - يا رعاكم الله - :
( فنحن نبحث فى أمراض الجن وأمراض الروح فلايسلم لنا ان نخرج القرين بزعم التوقف وهو من الجن بنص صحيح صريح )
قلت وبالله التوفيق : بحثنا في أمراض الجان تتعلق بالآثار التي قد تلاحظ على المريض من خلال الدراسة العلمية الشرعية الموضوعية المتأنية ، ومن الخطأ أن نخلط ما بين فعل ( الجن والشياطين ) وما بين فعل ( القرين ) ، وإلا لما حصل مثل هذا التمايز في الأحاديث النبوية الشريفة ، وهل وقفنا على كلام عالم من علماء الأمة المعتيربن من قال بمثل ذلك ، ولو فعلاً أخذنا بهذا الرأي لاختلط الحابل بالنابل وما عدنا نفرق بين الأمرين 0
الوقفة الثامنة : أما قولكم - يا رعاكم الله - :
( ثم ماتفضلت به من أمر الاجتهاد فهذا فى الأمور الشرعية وباب الفُتيا الذى لايحسن دخوله كل أحد . أما فى باب الطب والتداوى فإن لم تجتهد أنت الراقى المعالج فمن يجتهد )
قلت وبالله التوفيق :
أولاً : وكيف لنا أن لا نعتبر الطب والتداوي الخاص بالجانب الشرعي لا يندرج تحت المسائل الشرعية 0
ثانياً : الاجتهاد يكون في المسائل الحسية من قبل المعالج صاحب العلم الشرعي الحاذق المتمرس ، مع وجود ضوابط ذكرتها في موضع آخر ولأهميتها أكيد ذكرها مرة أخرى في هذا الموضع وهي على النحو التالي :
لا بد من الإشارة لمسألة هامة تتعلق بكافة الاستخدامات الحسية المباحة التي قد يعمد إليها المعالِجون في علاجهم للأمراض الروحية ، وتوفر بعض الشروط الهامة لذلك ومنها :
1)- إثباتها كأسباب حسية للعلاج والاستشفاء بإذن الله تعالى :
فالدواء لا بد أن يكون تأثيره عن طريق المباشرة لا عن طريق الوهم والخيال ، فإذا ثبت تأثيره بطريق مباشر محسوس صح أن يتخذ دواء يحصل به الشفاء بإذن الله تعالى ، أما إذا كان مجرد أوهام وخيالات يتوهمها المريض فتحصل له الراحة النفسية بناء على ذلك الوهم والخيال ويهون عليه المرض وربما ينبسط السرور النفسي على المريض فيزول ، فهذا لا يجوز الاعتماد عليه ولا إثبات كونه دواء ، وأما الضابط لكل ذلك فهو التجربة والممارسة من قبل أهل العلم الشرعي الموثوقين المتمرسين الحاذقين في صنعتهم الملمين بأصولها وفروعها 0
2)- عدم الاعتقاد فيها :
ولا يجوز بأي حال من الأحوال الاعتقاد في هذه الاستخدامات وأنها تؤثر أو تنفع بنفسها أنما هي أمور جعلها الله سبحانه أسبابا للعلاج والاستشفاء بإذنه تعالى 0
3)- خلوها من المخالفات الشرعية :
بحيث لا تحتوي كافة تلك الاستخدامات على أمور محرمة شرعا ، أو قد ورد الدليل بالنهي عنها 0
4)- سلامة الناحية الطبية للمرضى :
ومن الأمور الهامة التي يجب أن تضبط كافة تلك الاستخدامات مراعاة سلامة الناحية الطبية ، فلا يجوز مطلقا اللجوء إلى ما يؤدي لأضرار أو مضاعفات نسبية للمرضى ، وقد ثبت من حديث ابن عباس وعبادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( لا ضرر ولا ضرار )
( السلسلة الصحيحة 250 )
وكل ذلك يؤكد على اهتمام المعالِج بالكيفية الصحيحة للاستخدام لما يؤدي إليه من نتائج فعالة وأكيدة بإذن الله تعالى ، وكذلك لعلاقتها الوطيدة بسلامة وصحة المرضى ، ومن هنا كان لا بد للمعالِج من إيضاح بعض الأمور الهامة للمرضى والمتعلقة بطريقة الحفظ والاستخدام ، وهي على النحو التالي :
أ - الكمية المستخدمة 0
ب- طريقة الاستخدام الصحيحة والفعالة 0
ج- طريقة الحفظ الصحيحة 0
د- فترة الاستخدام 0
ويستطيع المعالِج الاستعانة بالمراجع الطبية أو المتخصصة في هذا الجانب ، لمعرفة تلك المعلومات وتقديمها للمرضى ، بحيث يكون مطمئنا على النتائج الفعالة والأكيدة ، دون التخبط في طرق استخدام الأدوية الطبيعة آنفة الذكر ، أو الكيفية الخاصة بها ، والتي قد تؤثر بشكل أو بآخر على صحة وسلامة المرضى 0 والأولى أن يقوم المعالِج بإرشاد المرضى لمراجعة أهل الخبرة والدراية ممن حازوا على إجازات علمية في الطب العربي ليقدموا لهم المعلومات الصحيحة والدقيقة عن كيفية الاستخدام 0
5)- عدم مشابهة السحرة والمشعوذين :
ومن ذلك الإيعاز للمرضى باستخدام بعض البخور التي تشابه العمل الذي يقوم به السحرة والمشعوذون في طرق علاجهم ، مما يؤدي بالآخرين لنظرة ملؤها الشك والريبة للرقية والعلاج والمعالِج 0
6)- عدم المغالاة :
ومن الأمور التي لا بد أن يهتم بها المعالِج غاية الاهتمام في كافة الاستخدامات المتاحة والمباحة هو عدم المغالاة فيها بحيث يصرف الناس عن الأمر الأساسي المتعلق بهذا الموضوع وهو الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة 0
7)- عرض كافة تلك الاستخدامات على العلماء وطلبة العلم :
وهذا مطلب أساسي يتعلق بكافة الاستخدامات ، حيث أن بعض الأمور تتضمن دقائق وجزئيات قد تخفى عن الكثيرين وقد تحتوي في طياتها على أمور منافية للعقيدة أو مخالفات شرعية لا يقف على حقيقتها ولا يحدد أمرها إلا العلماء الربانيين 0
ولذلك ذكرت ما جاد به العلامة الشيخ ( محمد بن صالح العثيمين ) - رحمه الله - ، وما ذكره أيضاً الشيخ ( محمد بن صالح المنجد ) - حفظه الله - بخصوص الاجتهاد ولا داعي لاعادته 0
ولو ضبط الأمر على هذا النسق لما وجدنا كثير من المخالفات الشرعية التي تحصل على الساحة اليوم 0
الوقفة التاسعة : أما قولكم - يا رعاكم الله - :
( والذى حصل فى الساحة اليوم هو أن بعض الشباب ـ رغم احترامى لهم ـ تزبّب قبل أن يتحصرم والآخرون لايعرفون مسائل الخلاف ولاالاختلاف ولم يتعودوا سماع الرأى الآخر وفريق ثالث دب فيهم داء الأمم الحسد والبغضاء )
قلت وبالله التوفيق : أدعو الله سبحانه وتعالى لجميع المعالجين بالتوفيق والسداد ، وأن يتحصرموا ثم يتزبزبوا ، وأن يوفقهم للعمل بكتابه وسنة نبيه ، وأن يكون قائدنا جميعا أقوال علماء الأمة العاملين العابدين ، إنه سميع مجيب الدعاء 0
هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( طبرق ) ما أصبت فمن الله وحده وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان والله ورسوله بريئان 0
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0