ان الحمد لله ثم الحمد لله ماتوفيقي ولا اعتصامي الا بالله عليه توكلت واليه انيب وحسبي الله من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا واشهد لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمداً عبده ورسوله الصادق الوعد الامين صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين أما بعدفإن اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم .
ايها الاخوة الاكارم ماسأكتبه الآن ماهو إلا اجتهاد رأيي واستنتاجاتٌ استنبطتها من خلال تجربتي في الرقيةِ الشرعيةِ لسنين طوال قضيتها مع الناس المرضى المصابين بالمس والتلبس والحديث مع هؤلاء المخلوقات ((الجن))والذين لم ارهم ولم أُحسهم ولكني اسمع صراخهم وحديثهم على السنة الناس المتلبسين وهذا هو موضوعي الذي سأتطرق له الان وهوالفرق بين (( المس و التلبس)) فليس كل ممسوس قد تلبسه شيطان رجيم .
فالشيطان الرجيم لعنة الله عليه يمس الانسان من غير ان يتلبسه وخاصة عندما يرافق احد الحاسدين الحاقدين طبعاً من غير علمه أي الحاسد فيصيب الأنسان صاحب النعمة بمسٍ في المكان الذي تصيبه عين الحاسد الحاقد وقد سمعت من كثير من المرضى الذين ذهبوا وعملوا فحوصات مختبرية وشعاعية فمنهم من ثبت مختبرياً وشعاعياً أنه يعاني من مرض معين والبعض الاخر الذين قاموا بعمل نفس الفحوصات لم يثبت ان لديهم أي مرض ِ وهم يعانون أشد المعاناة من آلآم يحسونها في اجسادهم وكلتا الحالتين قد يكون انهما أتيتا من اثر عين حاسد حاقد وحينما اقول حاسدا حاقدا أي بمعنى انه قد نوى الحسد بحقدٍ مع سبق الاصرار والترصد فقال الله تبارك وتعالى عنه ((ومن شر حاسدٍ إذا حسد)) ولاحظوا ايها الاخوة الاكارم ان ربنا جل ذكره يصف الحاسد بــ << إذا>>
وإذا هي أداةٌ شرطية أي بمعنى هنالك كثير من الحاسدين ولكنهم لا يريدون ان يحسدوا احد وإذا علموا ان عينهم تصيب الناس بالحسد ذكروا الله او قالوا ما شاء الله لاقوة الا بالله ومن قال ((ماشاء الله لاقوة الا بالله)) فإن عينه لن تصيب احداً بأذى ولكن الحاسد الذي ذكره الله جل وعَلا في سورة الفلق هو الذي يتمنى بكل حقد ان تزول تلك النعمة التي يتمتع بها الانسان كصحةٍ اوجمال وجهٍ او ثقافةٍ او مال او جاهٍ او منصب دنيوي وإصابة العين حقٌ كما قال الرسول الصادق الأمين _صلى الله عليه وسلم_ (( العين حق )) وإن كان ألمُتَلَبِسُ عن طريق العين أو السحر أو الخوف او العشق او الظلم فهو متلبسٌ من الجن وأما المس فهو من اختصاص الملعون ابليس لعنة الله عليه من غير تلبس وقد قال الله تبارك وتعالى عن نبيه ايوب عليه السلام (( واذكر عبدنا ايوب إذ نادى ربه أني مَسَنٍيَ الشَيطانُ بٍنُصْبٍ وعذاب )) _سورة ص_ .
إذاً الشيطان لعنة الله عليه قد مس النبي ايوب من غير تلبسٍ وقد عانى من المرض وتعذب بألمه كثيراً .
يتبع.........................
أما إذا تكلم الملعون من خلال الرقيةِ الشرعيةِ على لسان الممسوس
ولم يكُن به تلبُس وكان الإنسانُ بِكامل وعيِهِ ولكنهُ يتكلمُ من غيرِ إرادةِ
لهُ فإن المُتَكلِم هو (الإنسانُ والقرين)فالقرينُ يُملي والإنسانُ يتكلم مع
الراقي وترى الإنسان مُندهِشٌ مما ينطقُ به لسانه ولكنه لايستطيع أن
يمنعَ ذلك الكلام وفي بعض الأحيان يفتحُ عينيهِ وينظُرُ إلى نفسِهِ بخوف
شديد مصحوبٌ بإستغراب وهو ينظرُ لمن حوله وكأنه يطلبُ مساعدتهم
ومنهم من يُشيرُ إلى لسانِهِ بِيديهِ (ماهذا؟؟؟) لماذا لساني ينطِقُ رغماً
عني؟؟...إذاً أصبح لدينا الاَن حالةٌ إسمها (مس قرين)وكما عَلَمَنا ربُنا
الواحد الأحد عالم الغيب والشهادةِ لكبيرُ المُتعال جلَ شأنُهُ أن كل إنسانِ
معه قرينٌ وواجبُ القرين إغواءُ بني اَدم وقد أغوى أبوهم من قبل(اَدم عليه السلام) بقوله تعالى(فقلنا يااَدمُ إنَ هذا عدوٌ لكَ ولِزوجِكَ فلا يُخرِجنكما من الجنةِ فتشقى)ثم قولهُ الحق(فوسوس إليهِ الشيطان)
وهنا يقول ربُنا جل وعلا(وعصى أَدمُ ربهُ فغوى) والشاهد من هذهِ الاَيات
الكريمه أنَ أبونا اَدمُ عليه السلام لم يكن ليعصيَ ربهُ بِمَحض إرادتهِ عندما أكلا من الشجرةِوقد استغربَ من فعلِهِ هذا ثم نَدِمَ على مافعل وتاب وقد أخبرنا الحقُ سُبحانه بقولِهِ الحق(ثم اجتباهُ ربهُ فتاب عليهِ وهدى) ..
والقرينُ عندما يمس الإنسان لم يمسَهُ بِقرارٍ منهُ لِوحدهِ إنما بمساعدةِ إبليس لعنَهما الله فكلما كان الإنسان مُتحصِنٌ بالتحصينات والأذكار اليوميه
وقراءةِ القراَن العظيم والصلاة على وقتِها كلما كان قرينُهُ ضعيفاً لايقوى
على فعلِ شئ وكذلك الإرسالُ إليهِ ضعيف مِن قِبل إبليس وأعوانه لعنهم الله ويكون مُهَمشاً وليس له أي سلطةٍ على هذا المؤمن القوي لِأن واجِبه الإغواء ولكن ليس هنالِكَ إستِجابه مِن الإنسان أما إذا كان الإنسانُ
ناسياً متناسياً لِذكر الله خالق السماواتِ والأرض ولايعرف التحصينات فسيكون كالذي يقِفُ بِأرضِ فلاة وخرج عليه قُطاعُ طُرُق مُسلَحون ماذا سيحصل؟؟؟؟هل يستطيعُ أحدٌ القول أنَه سيردُ الرصاص بِيَديهِ؟؟أم ماذا؟؟؟مؤكدٌ ولامحاله أنهم سيُصيبونهُ أي بمعنى سيتمكنون مِنه
وسيصرعونهُ وقد تكون الإصابات بليغه والمنطِق يقول أنهُ يُترك في
الصحراء ينزِفُ ويستغيث ولكن هل مِن سامِعٍ إلا الله؟؟وإذا ما أُخِذَ
إلى المُستشفى فالأطباء هنا بمثابةِ الرقاه فمنهم المتمرِسُ ومِنهم المتوسِط ومنهم الجديد وكُلٌ يُدلي بِدلوِهِ كما نسمع ونقرأ ونُشاهد
والقرين في هذه الحالةِ سيستغِلُ الفُرص السانِحه فهو الخبيث
سيكون بِمثابةِ حارس أو خادم البيت الخائن الخسيس ألذي يُساعدُ
السارق على دخول البيت والعبَثُ بمُحتَوَياتِهِ بِكُلِ خبثٍ وخِسه
ومثلاً سِحرٌ مرشوش أو مأكول أو مشروب أو مُلعقٌ بِشجرةٍ أو مدفونٌ
أو عمَلُ سِحرٍ بعيد مِن بلد إلى بلد أو مِن قارةٍ إلى أُخرى وكُل هذه الأعمال مِن غيرِ خادمِ سحرٍ إنما فقط (سِحر) فإن القرين سيتولى هذا الأمر بِرمَتِهِ وكما ذكرتُ اَنفا فإذا ما قُرِأتْ عليه الرقيةُ الشرعيةُ فالكلام له
وهذا أيضاً هو المس وأما التلبس عن طريق الجن .......يُتبع إن شاء الله