كنتِ ذات يوم تشتكين من الألم ..فكنت أتجاهل ذلك و أدعوك للصبر و التحمل..
كنتِ تناشدينني أن لا أكتم أنفاسك عندما تدقك شوكة أو تتعرضين لوخزة دبوس..
فلم أكن أبالي لأنني أعده أمرا بسيطا
كنتِ تحبين أن تلعبي بألعاب الصبا و تعشقين ركوب أرجوحة الملاهي..
فكنت دائما أمنعك من ذلك بحجة النضج
كنت أمنعك من إصدار رنات ضحكاتك الفاتنة البريئة و أعلمك مجرد الإبتسامة..
لأنها تعبر عن العزة العظمة و الكبرياء
كنت أقول لك دائما أنت الكبيرة برغم أنك صغيرة يا طفلتي حتى أوهمتك..
و أوهمت غيرك أنك تعديت سن الشباب
أنا الذي منعتك من البكاء مرات و مرات و تجاهلت تفطر قلبك و نظرات عيونك و هي تواجه طوفان الدموع ...
بحجة أنك صلدة متينة صلبة قوية
كنت أدفعك دفعا قويا لكتمان ما يختلج بصدرك من آهات و اعتبرتها تفاهات ..
حتى لا يقال عنك أنك غير متزنة
كنت أرميك بقوة في الظلام و أتركك وحيدة فريدة و أمنعك من الخوف الفطري..
بحجة قتله و زرع الشجاعة في نفسك و الإقدام
كنت أدعوك دائما إلى إخفاء مشاعرك و دفن أحاسيسك لأن إظهارها في عالمنا..
أصبح علامة ضعف و ذلة و هوان
كنت آمرك أن تتحملي مصاعب الحياة و لذغات المحن بجلد
و محوت الشكوى و الألم من قاموس حياتك
كنت أتلهف دائما لإثقالك بالمعارف و الخبرات و أجبرك على مواجهة الذات بقوة..
لأنه أمر رائع و جميل بل مدهش
و لكنني أدركت الآن أنني ظلمتك كثيرا باسم النضح ..
لأنك أصبحت أبعد عن العفوية و العاطفة و الجنون اللحظي
أدركت الآن أنك كنت تحملين تعاستك بصمت و تصارعين ما تسببه لك من محن..
حتى ماتت العواطف و تبلدت المشاعر وفقدت الإحساس بالألم
أدركت الآن خطئي عندما جفت ينابيع الدموع من عينيك و أجدبت عواطفك و أقحلت فيك المشاعر
أدركت يا حبيبتي سوء جرمي عندما تركتك تواجهين مصاعب الحياة لوحدك
و الآن جئتك لأعترف بأخطائي
و أقدم لك إعتذاري فقد أسمعني صوت حق حقيقة ما أخفاه الحذر
فانطلق كنسر أبي غير مكترث بعدما أشعت أنوار اعتراف
و آذنت بقرب الموعد و اللقاء المنتظر
فهل تقبلي مني إعتذاري فقد حق لي أن أعتذر