السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لي عشت قصة شبيهة بقصة هذه المرأة المسحورة، غير أني لست مسحورة ولله الحمد، قصتي تتلخص في أني كنت أخاف من الموت الذي جعلني أجلس في المنزل، بحيث لا أحب أن أزور أحد ولا أن يزورني أحد، تنقلت بين عيادات الاطباء وبين منازل المعالجين (الفقهاء)، الأطباء كانوا يصفون لي العقاقير المهدئة التي كانت تجعلني لا أستطيع أن أتحرك من مكاني، أما المعالجين فكان منهم من يقول لي هذه وساوس شيطانية...ومنهم من يقول لي انني أعاني من المس، كنت اذا ازدادت حالتي سوءا أبحث عن أختي وأقول لها أني سأموت فتقول لي بأني لن أموت لأن الشيطان يخيفك فأرتاح بكلامها قليلا أما اذا ازدادت حالتي سوءا وانا جالسة في مدرج الجامعة أو وانا في الشارع أقضي غرضا من أغراضي فكان يصيبني الذعر والرعشة وتزداد دقات قلبي وكانه سيخرج من مكانه أو سيتوقف وأحس باختناق في صدري وثقل في رأسي وبجفاف بلساني، فأعوذ للمنزل مسرعة ومعي صديقاتي ممسكات بي، صراحة كنت أحس بالعذاب يوميا، بحيث لا أنام الا في 4 صباحا وفي بعض الأحيان الى أن تشرق الشمس كانت أياما سوداء تتغير فيها الوساوس يوما عن يوم فمرة تجدني أشك في وضوئي ومرة أعاني من وساوس في العقيدة ومرة أشك في الناس، كنت أجاهد نفسي بما أقرأه وبما أسمعه من اخوتي وصديقتي ..، مع مرور الأيام بدأت أبحث في الموضوع عن حالتي واشتري كتب عن كيفية معالجة القلق والسيطرة على الذات ... عدت الى الله، بدأت أغير من تصرفاتي أقلل من العصبية ومن الأشياء التي أراها خاطئة في شخصيتي تقربت من الله كنت في بعض الأحيان أحس أني قريبة من الله جدا وانا أدعوه في 3 صباحا، تلك الاحساسات لازلت أتذكرها، قررت أن أخرج بعدها من عزلتي أن أعيش مع الناس ولا أنطوي على ذاتي كانت أياما صعبة أحسست فيها بمحنة عظيمة، لكن أكيد كانت تحمل في طياتها منحة من العي القدير سبحانه وتعالى خرجت منها بخلاصة أن الله عز وجل اذا أحب قوما ابتلاهم لكي يعودوا اليه، نسأله تعالى أن نكون ممن يحبهم ويحبونه ويرضى عنهم آمين.
في السنة الماضية ذهبت الى أحد المعالجين وتأكدت أني ممسوسة، وبدأت في العلاج الذي لم أكمله، لكني الآن أحاول أن أعالج ذاتي وبدون معالج، الآن أنا أحس بتحسن كبير جدا وبأن رحمة الله واسعة ، تعلمت كذلك أن الصبر مفتاح الفرج، واصبحت أقول في معظم الأحيان اذا واجهتني بعض المعوقات "فصبر جميل" فهذا هو شعاري.
الآن أنا أشتغل في ميدان مملوء بمشاكل الناس عندما استمع لهم انسى همي وأفكر في همومهم.
أسأل العلي القدير أن يرزق جنة الفردوس لكل من ساعدني على تخطي محنتي وان يفرج هم المكروبين، فالليل الطويل بعده صبح جميل نسيمه يشفي العليل وينسي الآهات لكن فصبر جميل.
اما بالنسبة للموضوع الذي اريد ان استشير فيه الاستاذ بو راشد هو أني أريد أن أحدد أهدافي في هذه الحياة، لكني لا أعرف ولهذا أريده أن يساعدني وجزاكم الله خيرا، أعتذر عن الإطالة وعن أي خطأ لأني كتبت الموضوع بدون أي مسودة. وشكرا لكم على هذا التمرين الممتع