عنقـود عنـب
:::::
لما آذى سفهاء الطائف نبيّنا صلى الله عليه وسلم
أوى إلى شجرةِ عنب يُناجي ربّه في ظلها..
فأقبل ( عدّاس ) خادمُ البستانِ بقِطفِ عِنب.
فلما وضعه بين يدي الرسول, مَدّ يمينه قائلاً:
( باسم الله ), ثم أكل.
فقال عدّاس :
إن هذا الكلام لا يقوله أهل هذه البلاد ؟! .
قال الرسول :
ومن أيّ البلادِ أنت يا عدّاس, وما دينك ؟! .
قال :
أنا نصراني من أهل نينوى .
قال الرسول :
من قريةِ الرجلِ الصالحِ يونُس بنِ متّى ؟!.
قال :
وما يُدريك ما يونُس بنُ متى ؟!.
قال الرسول :
ذاكَ أخي, كان نبيّاً, وأنا نبيّ .
فأكبّ عدّاس على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقبلّها معلناً شهادة التوحيد .
وبذلك أضحى هذا العنقود...
أسعد عنقود عنب في التاريخ .
::::::
كان عنقوداً ندِيّـا
رائـعَ الحـبِّ شهِيّا
قد تَحَلّى .. وتَدَلّى
مُشرقاً مثـلَ الثريّـا
لم يكنْ يَحسَبُ يوماً
أن يكونَ القِطفُ شيّـا
غيرَ عُنقودٍ سيُجنى
ثم يُطوى الذّكرُ طَيّـا!
قال عَدّاسُ الكريمُ :
أيّـها القِطـفُ إِلَيّـا
زارَنا ضيفٌ عظيمُ
وجهُهُ طَلْـقُ المُحيّـا
قُمْ بنـا نَسعى إليهِ
نَرتوي بالنّـور ريّـا
نَرتمي بـين يديـهِ
قُمْ بنـا نسمو سويـّا
أيها العنقودُ ! هيّـا
نَدخل التاريخَ.. هيّـا
لم نكنْ نحلُمُ يومـاً
أنّنـا نلقى النّبيّـا !!
* * *
" ديوان " عطر السماء"
د.عبد المعطي الدالاتي