بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للشيخ سالم العجمي
للدّعاة فقط..
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون**.
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءاً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً**.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوز عظيماً**.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
الحقيقة أن الحديث حول بعض الأمور متعبٌ بعض الشيء، خاصة حين يكون متعلقاً بمواضيع حساسة في وقت مليء بالوقائع والاضطرابات والأحداث المخيفة، ولكن مهما يكن لا بد أن نتحدث عن بعض تلك الأمور، بعد أن نعرف أن ما يتميز به أي موضوع هو أن يطرق في وقته وقبل انتهاء أجله، فإن تقدم على وقته كان نوعاً من التخمينات، وإن تأخر عن وقته كان نوعاً من اللغو.
وإن ما نتحدث به هنا.. أمور مهمة، عظم بها المصاب واحتار منها ذوو الألباب.
وصدق فيها قول القائل..
أمور يضحك السفهاء منها ويبكي مـن مغبًّتِها اللبيبُ
فهذه الكلمات هي رسالةٌ موجهة إلى إخواننا من الدعاة إلى الله، بثثتها نصيحة غالية وطرقت فيها أبوابا مختلفة وإن كانت مترابطة، ومواضيع مهمة جدا يحتاجها كلٌّ منا، على أنها تحتاج إلى النظر إليها بإنصاف وتجرد لله تعالى، دون هوىً أو عصبيةٍ لِتوجهٍ وإن كان خاطئ، وقد جعلتها مبوبة على أبواب متفرقة، وذكرتها مرتبة كالتالي:
* أولاً: من يدفع الفتنة..؟
* ثانياً: تغيير الواقع.
* ثالثاً: من الذي يستحق النصر..؟
* رابعاً: ظلمات التكفير.
* خامساً: ليتكم تعقلون.. ولا تستعجلون..
والله أسأل أن يجعل هذه الكلمات وكل ما نتكلمُ به أو نعمله خالصاً لوجهه الكريم، لا بطراً ولا رياء ولا سمعة، كما أسأله سبحانه أن يهدي بهذه الكلمات كل من استمع إليها قاصدا بذلك الهداية راغبا فيه، وأن يرزقنا صحة الفهم؛ "لأن صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبده، بل ما أعطي عبدٌ عطاء بعد الإسلام أفضل ولا أجل منهم؛ لأن قيام الإسلام عليهما، وبهما يأمن العبد طريق المغضوب عليهم الذين فسد قصدُهم، وطريقَ الضالين الذين فسدت فهومُهم، ويصير من المنُعم عليهم الذين حسنت أفهامهم وقصودهم، وصحةُ الفهم نورٌ يقذفه الله في قلب العبد، يميز به بين الصحيحِ والفاسد، والحقِ والباطل، والهدى والضلال، والغي والرشاد، ويمده حسنُ القصد، وتحرى الحق، وتقوى الرب في السر والعلانية، ويقطع مادته اتباعُ الهوى وإيثار الدنيا، وطلبُ محمدة الخلق، وترك التقوى". [إعلام الموقعين 1/69]
على أنه لا يفوتني التنبيه على مسألة مهمة وقاعدة عظيمة ذكرها الإمام ابن القيم رحمه الله بقوله: "على المسلم أن يتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قبول الحق ممـن جاء به من ولي وعدو، وحبيب وبغيض، وبر وفاجر، ويرد الباطل على من قاله كائنا من كان". [إعلام الموقعين 1/81]
فحري بالمسلم الذي يريد الحق إن استبان له الحق وسنة النبي صلى الله عليه وسلم أن يذعن لذلك، دون الالتفات إلى غيرها إن كان يريد الجنة ويبتغي بعمله وجه الله تعالى.
يتبع..