عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 20-09-2007, 11:41 AM   #10
معلومات العضو
الهيئة

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
(( ... الثامن من شهر رمضان ... ))

قال ابن عثيمين رحمه الله : " من أعظم أئمة المسلمين العلماء ، والنصيحة لعلماء المسلمين هي نشر محاسنهم ، والكف عن مساوئهم ، والحرص على إصابتهم الصواب ؛ بحيث يرشدهم إذا أخطؤوا ، ويبين لهم الخطأ على وجه لا يخدش كرامتهم ، ولا يحط من قدرهم ؛ لأن تخطئة العلماء على وجه يحط من قدرهم ضرر على عموم الإسلام ؛ لأن العامة إذا رأوا العلماء يضلل بعضهم بعضا سقطوا من أعينهم ، وقالوا : كل هؤلاء راد ومردود عليه ؛ فلا ندري من الصواب معه ! ، فلا يأخذون بقول أي واحد منهم ، لكن إذا احترم العلماء بعضهم بعضا ، وصار كل واحد يرشد أخاه سرا إذا أخطأ ، ويعلن للناس القول الصحيح ؛ فإن هذا من أعظم النصيحة لعلماء المسلمين " .
**
يروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لابنه عبد الله رضي الله عنه : التمس الرفعة بالتواضع ، والشرف بالدين ، والعفو من الله بالعفو عن الناس ، وإياك والخيلاء فتضع من نفسك ، ولا تحقرنّ أحداً فإنك لا تدري لعل من تزدريه عيناك أقرب إلى الله وسيلة منك .
وكتب له مرة : أما بعد ، فإنه من اتقى الله وقاه ، ومن توكل عليه كفاه ، ومن شكر له زاده ، ومن أقرضه جزاه . فاجعل التقوى عماد قلبك ، وجلاء بصرك ، فإنه لا عمل لمن لا نية له ، ولا أجر لمن لا خشية له ، ولا جديد لمن لا خُلق له .

**
قال الشاعر :
وَلَرُبَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى . . . ذَرْعاً وعندَ اللهِ منها المخرَجُ
ضاقتْ فلمَّا استحكمتْ حلقاتُها . . . فُرِجَتْ وكانَ يظنُّها لا تُفرجُ

**
قال رجل لجحا :‏ أتحسن الحساب بإصبعك ؟ . قال‏ :‏ نعم . قال ‏:‏ خذ جريبين حنطة . فعقد الخنصر والبنصر ، فقال له ‏:‏ خذ جريبين شعيراً . فعقد السبابة والإبهام وأقام الوسطى ، فقال الرجل : لم أقمت الوسطى ؟ . قال‏ :‏ لئلا يختلط الحنطة بالشعير !! .
**
‏أُجريت خيل – أي سباق - فطلع منها فرس سابق فجعل رجل يثب من الفرح ويكبر ، فقال له رجل إلى جانبه ‏:‏ أهذا الفرس لك ؟ . قال ‏:‏ لا ، ولكن اللجام لي‏ !! .
**

كان لكسرى مؤدب نال على يديه التقدم والرقي ، فضرب كسر ذات يوم من غير ذنب ، فتألم كسرى وبحث عن ذنب فعله فلم يجد ، فلما تولى المُلك أمر بإحضار مؤدبه فجاء ، فقال له كسرى : في يوم كذا ضربتني ولا ذنب لي . فقال المؤدب : أيها الملك العادل ، رأيت أنك ستكون ملكاً ذا قول نافذ ، وحكم مسموع ، فأردت أن أذيقك ألم الظلم وأنت صغير حتى لا تلجأ إليه وأنت كبير ، فتعيش آمناً مطمئناً . فشكر له كسرى عمله ، ورفع منزلته .
**
دخلت امرأة على هارون الرشيد وهو بين فئة من أصحابه ، فقالت : يا أمير المؤمنين ، أقرّ الله عينك ، وفرّحك بما أعطاك ، لقد حكمت فقسطت . فقال : ممن تكونين ؟ . فقالت : من آل برمك ، ممن قتلت رجالهم ، وأخذت أموالهم . فقال : أما الرجال فقد مضى فيهم قَدَر الله ، وأما المال فمردود إليك .
ثم توجه إلى أصحابه وقال : أتدرون ما قالت هذه المرأة ؟ . فقالوا : ما نراها قالت إلا خيراً . فقال هارون الرشيد : ما فهمتم غرضها ، أما قولها : " أقرّ الله عينك " ، فقصدها : أسكنها من الحركة ، وإذا سكنت عميت . وأما قولها : " وفرّحك بما أعطاك " ، فهي تشير إلى قوله تعالى : " حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً " . وأما قولها : " حكمت فقسطت " ، فهي تشير إلى قوله تعالى : " وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا " . فَسُرَّ الحاضرون من عبقرية الرشيد وسرعة خاطره .
* القاسطون : الجائرون .

**
هذه آياتٌ تقوِّي من رجائِك ، وتشدُّ عَضُدَك ، وتحسِّنُ ظنَّك بريِّك .
" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " .
" وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ " .
" وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً " .
" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ " .
" أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ " .
" الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ " .
" وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا " .

**
قال القرني : " فإنَّ الشدائد تقوِّي القلب ، وتمحو الذنب ، وتقصِمُ العُجْبَ ، وتنسفُ الكِبْرَ ، وهي ذوبانٌ للغفلةِ ، وإشعالٌ للتذكُّرِ ، وجلْبُ عطفِ المخلوقين ، ودعاءٌ من الصالحين ، وخضوعٌ للجبروتِ ، واستسلامٌ للواحد القهارِ ، وزجْرٌ حاضرٌ ، ونذيرٌ مقدمٌ ، وإحياءٌ للذكرِ ، وتضرُّع بالصبرِ ، واحتسابٌ للغصصِ ، وتهيئةٌ للقدومِ على المولى ، وإزعاجٌ عن الركونِ على الدنيا والرضا بها والاطمئنان إليها ، وما خفي من اللطفِ أعظمُ ، وما سُتِرَ من الذنبِ أكبرُ ، وما عُفي من الخطأ أجلُّ " .
**
قال الشاعر :
إذا لم تستطعْ شيئاً فدَعْهُ . . . وجاوِزْه إلى ما تستطيعُ

**
ضرب العرب في أبي غُبْشان المثل في الحُمق والغباء ، والخسارة والندامة ، وهو رجل من خُزاعة كان يَلي بيت الله الحرام ، فاجتمع مع قصي بن كلاب بالطائف على الشُّرب ، فلما سَكِر اشترى منه قصي ولاية البيت بزِقِّ خمر ، وأخذ منه مفاتيحه ، وطار بها إلى مكة وقال : معاشِرَ قريش ، هذه مفاتيح بيت أبيكم إسماعيل ، ردها الله عليكم من غير غدر ولا ظلم . وأفاق أبو غُبشان فندم ، فقيل : " أَندَمُ مِنْ أبي غُبشان " ، و " أَخْسَرُ من أبي غُبشان " ، و " أحمقُ من أبي غُبشان " ، فقال بعضهم :
باعَتْ خُزاعَةُ بيتَ اللهِ إِذْ سَكِرَتْ . . . بِزِقِّ خمرٍ فَبِئسَتْ صفقةُ البادي
باعَت سِدانَتَها بالخمرِ وانْقَرَضَت . . . عَنِ المَقامِ وظِلِّ البيتِ والنَّادي
ثم جاءت خُزاعة فقاتلت قصياً فغلبهم .

**
قال أبو محمد القرشي : استودع رجل رجلاً مالاً ، ثم طلبه فجحده ، فخاصمه إلى إياس بن معاوية ، فقال الطالب : إني دفعت المال إليه . قال إياس : ومن حضر ؟ . قال : دفعته في مكان كذا وكذا ولم يحضرنا احد . فقال : فأي شيء في ذلك الموضع ؟ . قال : شجرة . فقال إياس : فانطلق إلى ذلك الموضع وانظر الشجرة ، فلعل الله تعالى يوضح لك هناك ما يتبين به حقك ، لعلك دفنت مالك عند الشجرة ونسيت ، فتتذكر إذا رأيت الشجرة . فمضى الرجل ، وقال إياس للمطلوب : اجلس حتى يرجع خصمك . فجلس وإياس يقضي وينظر إليه ساعة ثم قال له : يا هذا ، أترى صاحبك بلغ موضع الشجرة التي ذكر ؟ . فقال الرجل : لا . فقال إياس : يا عدو الله ، إنك لخائن . فقال : اقلني أقالك الله . فأمر من يحتفظ به حتى جاء الرجل الطالب ، فقال له إياس : قد اقر لك بحقك فخذه .
**
قال الشاعر :
اقرأ التاريخ إذْ فيه العِبرْ . . . ضلَّ قومٌ ليس يدرون الخبرْ

**

‏ دخل الناس النار من ثلاثة أبواب :
1- باب شبهة أورثت شكاً في دين الله .
2- باب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعة الله ومرضاته .
3- باب غضب أورثت العدوان على خلق الله .
وأصول الخطايا كلها في ثلاثة :
1- الكِبر : وهو الذي أصار إبليس إلى ما أصاره .
2- الحرص : وهو الذي أخرج آدم من الجنة .
3- الحسد : وهو الذي جرّ أحد ابني آدم على أخيه .
فمن وقى شر هذه الثلاثة فقد وقى الشر ، فالكفر من الكِبر ، والمعاصي من الحرص ، والبغي والظلم من الحسد .

**
لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة خرج ذات ليلة للحراسة ، فدخل المسجد ، وبينما هو يجوسه في الظلام ، عثرت رجله برجل رجل نائم ، فرفع النائم رأسه وقال : أمجنونٌ أنت ؟ . فقال عمر رحمه الله : لا . فهمّ به أحد الحرس ، فقال لهم عمر : دعوه ، إنما سألني أمجنونٌ أنت ، فقلت له لا .
**
قدّم معن بن زائدة أسرى كانوا عنده للقتل ، فلما مثلوا بين يديه قال أصغرهم : أتقتل الأسرى عطاشاً ؟ . فأمر لهم بالماء ، فلما شربوا أمر بقتلهم ، فقال له الأسير : أتقتل أضيافك ؟ . فعفى عنهم وخلى سبيلهم .
**
إذا شِئتَ أن تحيا سَلِيماً من الأذى . . . ودينكَ مَوفورٌ وعِرضكَ صيّنُ
لِسانك لا تذكر بِهِ عورة امرئ . . . فكُّلك سَوأتٌ وللناسِ ألْسِنُ
وعينك إن أَبدَت إليك مُساوياً . . . فدعها وقل يا عين للناسِ أعينُ
فعاشِر بإنصافٍ وسامح مَنِ اعتدى . . . ولا تلقَ إلا بالتي هي أحسنُ


***

أخي الكريم طلعت ..
وإياك جزى الرحمن خيراً .. وبارك فيك ونفع بك
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة