عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 14-09-2007, 11:21 AM   #3
معلومات العضو
الهيئة

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

(( ... الثاني من شهر رمضان ... ))

سُئل الإمام الشافعي رحمه الله تعالى عن ثمانية أمور : واجب وأوجب ، وعجيب وأعجب ، وصعب وأصعب ، وقريب وأقرب . فأجاب بقوله :
مِن واجبِ الناسِ أن يتوبوا . . . لكن تركَ الذنوب أوجبْ
والدهرُ في صـرفهِ عجـيبٌ . . . وغفـلة النـاسِ عنه أعجبْ
والصبرُ في النائبـاتِ صـعبٌ . . . لكن فـوات الثوابِ أصعبْ
وكل مـا يُرتجـى قريبٌ . . . والوقـتُ من دونِ ذاكَ أقربْ

**
سأل علي بن أبي طالب ابنه الحسين رضي الله عنهما : كم بين الإيمان واليقين ؟ . فقال : أربع أصابع . فقال علي : وكيف ذلك ؟ . قال الحسين : الإيمان كل ما سمعته أذناك وصدقه قلبك ، واليقين ما رأته عيناك فأيقن به قلبك ، وليس بين الأذن والعين إلا أربع أصابع .
**
قال الشاعر :
لا تسألنَّ بنيَّ آدمَ حاجةً . . . وسَلِ الذي أبوابهُ لا تُحجَبُ
الله يغضب إنْ تركتَ سؤالَهُ . . . وبنيَّ آدم حين يُسألُ يَغضِبُ

**
إن ظل الأشياء التي يحدثها الضوء الذي يسقط عليها له عبوديته الخاصة لله تعالى بنص الكتاب الكريم قال تعالى : " وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ " ، وقال تعالى : " أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ " ، ومن هنا يتبين لنا أن الظل يسجد لله سبحانه وتعالى ، فيا سبحان الله .
**
قال الحكماء : أربعة حسن ، ولكن أربعة منها أحسن .
الحياء من الرجال حسن ، ولكنه من النساء أحسن .
والعدل من كل أحد حسن ، ولكنه من الولاة أحسن .
والتوبة من الشيخ حسن ، ولكنها من الشاب أحسن .
والجود من الأغنياء حسن ، ولكنه من الفقراء أحسن .

**
تظلّم رجل إلى المأمون من عامل له ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ما ترك لنا ذهباً إلا أذهبه ، ولا فضة إلا فضّها ، ولا غلة إلا غلّها ، ولا ضيعة إلا أضاعها ، ولا عرضاً إلا عرض له ، ولا ماشية إلا افتشاها ، ولا خيلاً إلا أخلاه ، ولا دقيقاً إلا دقه . فعجب المأمون من فصاحته ، وكشف ظلامته .
**
ضرب الحكماء لفرعون مثلاً في الحمق والغباء ، فقالوا : أدخل إبليس على فرعون ، فقال : من أنت ؟ . قال : إبليس . فقال فرعون : ما جاء بك ؟ . قال إبليس : جئت أنظر إليك فأعجب من جنونك . قال : وكيف ؟ . قال : أنا عاديت مخلوقاً مثلي وامتنعت من السجود له ، فطُردت ولُعنت ، وأنت تدّعي أنك أنت الإله ! ، هذا والله الجنون البارد .
**
خرج أبو دلامة الشاعر مع الخليفة المهدي للصيد ، فعن لهم ظبي فرماه المهدي فأصابه ، ورمى الوزير علي بن سليمان ، فأخطأه وأصاب الكلب . فضحك المهدي وقال لأبي دلامة : قُلْ . فقال :
قد رمى المهديُّ ظبياً . . . شكّ بالسهم فؤادهْ
وعليّ ابن سليمـا . . . ن رمى كلباً فصادهْ
فهنيئاً لهما كُلّ . . . امرئٍ يأكل زادهْ !!

**
قال هارون الرشيد لأبي يوسف : ما تقول في الفالوذج واللوينج - وهما من أفخر أنواع الحلويات - ، أيهما أطيب ؟ . فقال : يا أمير المؤمنين ، لا أقضي بين غائبين عني . فأمر بإحضارهما ، فجعل أبو يوسف يأكل من هذا لقمة ، ومن ذاك أخرى ، حتى نصَّف جاميهما ، ثم قال : يا أمير المؤمنين ، ما رأيت أجدل منهما ، كلما أردت أن أسجل لأحدهما ، أدلى الآخر بحجة !! .
**
كان لرجل من الأعراب ولد اسمه حمزة ، فبينما هو يمشي مع أبيه إذا برجل يصيح : يا عبد الله . فلم يجبه أحد ، فقال الرجل لأحد الغلمان : ألا تسمع ؟ . فقال : يا عمّ ، كلنا عبيد الله ، فأي عبد الله تعني ؟ . فالتفت الأعرابي إلى ابنه حمزة وقال : يا حمزة ، ألا تنظر إلى بلاغة هذا الشاب ؟ . فلما كان من الغد ، إذا برجل ينادي : يا حمزة . فقال حمزة : كلنا حماميز الله ، فأي حمزة تعني ؟ .
**
التقى جحا ذات يوم بملك التتار " تيمورلنك " ، فقال له تيمورلنك : يا جحا ، إني شديد الإعجاب بأسماء خلفائكم كالواثق بالله والمعتصم بالله ، وأريد أن تختار لي اسماً من هذا النوع . فالتفت إليه جحا وقال : أختار لك نعوذ بالله !! .
**
قال الشاعر :
يصابُ الفتى منْ عثْرَةٍ بلسانه . . . وليس يصاب المرء من عثرة الرجلِ
فعثرته في القولِ تذهبُ رأسهُ . . . وعثرته بالرجل تبرأ على مهلِ

**
قال الشيخ عائض القرني : " القراءةُ في دفتر الماضي ضياعٌ للحاضرِ ، وتمزيقٌ للجهدِ ، ونسْفٌ للساعةِ الراهنةِ ، ذكر اللهُ الأمم وما فعلتْ ثم قال : ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ﴾ انتهى الأمرُ وقُضِي ، ولا طائل من تشريحِ جثة الزمانِ ، وإعادةِ عجلةِ التاريخ.
إن الذي يعودُ للماضي ، كالذي يطحنُ الطحين وهو مطحونٌ أصلاً ، وكالذي ينشرُ نشارةُ الخشبِ . وقديماً قالوا لمن يبكي على الماضي : لا تخرج الأموات من قبورهم ، وقد ذكر من يتحدثُ على ألسنةِ البهائمِ أنهمْ قالوا للحمارِ : لمَ لا تجترُّ؟ قال : أكرهُ الكذِب.
إن بلاءنا أننا نعْجزُ عن حاضِرنا ونشتغلُ بماضينا ، نهملُ قصورنا الجميلة ، ونندبُ الأطلال البالية ، ولئنِ اجتمعتِ الإنسُ والجنُّ على إعادةِ ما مضى لما استطاعوا ؛ لأن هذا هو المحالُ بعينه .
إن الناس لا ينظرون إلى الوراءِ ولا يلتفتون إلى الخلفِ ؛ لأنَّ الرِّيح تتجهُ إلى الأمامِ والماءُ ينحدرُ إلى الأمامِ ، والقافلةُ تسيرُ إلى الأمامِ ، فلا تخالفْ سُنّة الحياة " .

**
قال ابن القيم رحمه الله في معنى مضاعفة السيئات بالحرم : " ومن هذا تضاعف مقادير السيئات فيه لا كمياتها فإن السيئة جزاؤها سيئة لكن سيئة كبيرة وجزاؤها مثلها ، وصغيرة جزاؤها مثلها ، فالسيئة في حرم الله وبلده ، وعلى بساطته آكد وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض ، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط مُلكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه ، فهذا فصل النزاع في تضعيف السيئات ، والله أعلم " .
**
قال عبد الله بن سليمان بن الأشعث : سمعت أبي يقول : كان هارون الأعور يهودياً ، فأسلم وحسن إسلامه ، وحفظ القرآن وضبطه ، وحفظ النحو . فناظره إنسان يوماً في مسألة ، فغلبه هارون ، فلم يدر المغلوب ما يصنع ، فقال له : أنت كنت يهودياً فأسلمت . فقال له هارون : أفبئس ما صنعت ؟ . فغلبه أيضاً .
**
قال أبو المظفر الأبيوردي :
تنكَّرَ لي دهري ولم يدرِ أنني . . . أَعِزُّ وأحداثُ الزمانِ تهُونُ
فبات يُريني الدهرُ كيف اعتداؤُهُ . . . وبِتُّ أُريهِ الصبر كيف يكونُ

**
دُعي محمد بن إسماعيل – الإمام البخاري – إلى بستان بعض أصحابه ، فلما صلى بالقوم الظهر قام يتطوّع ، فلما فرغ من صلاته رفع ذيل قميصه ، فقال لبعض من معه : انظر هل ترى تحت قميصي شيئاً ؟ . فإذا زنبور قد أَبَرَه في ستة عشر أو سبعة عشر موضعا ، وقد تورّم من ذلك جسده ، فقال له بعض القوم : كيف لم تخرج من الصلاة أول ما أَبَرَك ؟ . قال : كنت في سورة ، فأحببت أن أتمها .
**
قال رجل لرجل ‏:‏ قد عرفت النحو إلا إني لا أعرف هذا الذي يقولون‏ :‏ أبو فلان وأبا فلان وأبي فلان .‏ فقال له‏ :‏ هذا أسهل الأشياء في النحو ، إنما يقولون ‏:‏ أبا فلان لمن عظم قدره ، وأبو فلان للمتوسطين ، وأبي فلان للرذلة‏ !! .
**
عن عبد الرحمن بن محمد الحنفي قال ‏:‏ قال أبو كعب القاص في قصصه ‏:‏ كان اسم الذئب الذي أكل يوسف كذا وكذا . فقالوا له ‏:‏ فإن يوسف لم يأكله الذئب ! . قال‏ :‏ فهو اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف‏ !! .
** ‏‏
حكى بعضهم‏ ،‏ قال ‏:‏ اجتمعنا ثلاثة نفر من الشعراء في قرية تسمى " طيهاثا " فشربنا يومنا ثم قلنا ‏:‏ ليقل كل واحد بيت شعر في وصف يومنا فقلت ‏:‏ نلنا لذيذ العيش في طيهاثا
فقال الثاني ‏:‏ لما احتثثنا القدح احتثاثـا
فارتج على الثالث فقال :‏ امرأتـي طالـق ثلاثـا !!
ثم قعد يبكي على امرأته ونحن نضحك عليه ‏.‏

**
إن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة ، وقد جاء أثر معناه : أن العبد المطيع الذاكر لله تعالى إذا أصابته شدة أو سأل الله تعالى حاجة قالت الملائكة : يا رب ، صوت معروف ، من عبد معروف . والغافل المعرض عن الله عز وجل إذا دعاه وسأله قالت الملائكة : يا رب ، صوت منكر ، من عبد منكر .
وروى الإمام أحمد رحمه الله تعالى في المسند ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن ما تذكرون من جلال الله عز وجل من التهليل والتكبير والتحميد يتعاطفن حول العرش ، لهن دوي كدوي النحل يُذكّرن بصاحبهن ، أفلا يحب أحدكم أن يكون له ما يُذَكر به ؟ " .

**
قال المتنبي :
رماني الدهرُ بالأرزاءِ حتى . . . فؤادي في غشاءٍ من نبالِ
فصرتُ إذا أصابتني سهامٌ . . . تكسَّرتِ النصالُ على النصالِ
فعشتُ ولا أُبالي بالرزايا . . . لأني ما انتفعتُ بأنْ أُبالي
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة