عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 23-06-2022, 01:49 PM   #1
معلومات العضو
أحمد بن علي صالح

افتراضي ضحوا وطيبوا بها أنفسكم، فإنه ليس من مسلم يوجه ضحيته إلى القبلة

الحديث السادس:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «قال النبي صلى الله عليه وسلم: ضحوا وطيبوا بها أنفسكم، فإنه ليس من مسلم يوجه ضحيته إلى القبلة إلا كان دمها وفرثها وصوفها حسنات محضرات في ميزانه يوم القيامة، وكان يقول: أنفقوا قليلا تؤجروا كثيرا، إن الدم وإن وقع في التراب فهو في حرز الله حتى يوفيه صاحبه يوم القيامة».
تخريجه:
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 388) - ومن طريقه الخطيب في الموضح (2/ 274) - عن أبي سعيد الشامي.
وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (23/ 179) من طريق سليمان بن موسى. كلاهما (أبو سعيد الشامي، وسليمان بن موسى) عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة مرفوعا.
دراسته:
من خلال تخريج هذا الحديث يتضح أن مداره على عطاء بن أبي رباح، وهو ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال قاله الحافظ ابن حجر (1) وقد رواه عنه:
1 - أبو سعيد الشامي، وهو: عبد القدوس بن حبيب الشامي (2)، متروك الحديث.
قال البخاري: تركوه منكر الحديث. وقال أيضا: ويروي عبد القدوس عن نافع عن مجاهد، والشعبي، ومكحول، وعطاء أحاديث مقلوبة. وقال عبد الرزاق: ما رأيت ابن المبارك يفصح بقوله كذاب إلا لعبد القدوس. وقال الفلاس: أجمعوا على ترك حديثه. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن عدي: أحاديثه منكرة الإسناد والمتن. وقال ابن عمار: كان سفيان - يعني الثوري - يروي عن أبي سعيد الشامي وإنما هو عبد القدوس كناه ولم يسمعه، وهو ذاهب الحديث. وقال مسلم: ذاهب الحديث. وقال أبو داود: ليس بشيء وابنه شر منه.
2 - سليمان بن موسى: أبو أيوب، ويقال: أبو الربيع القرشي الدمشقي. قال الحافظ ابن حجر (3): صدوق، فقيه، في حديثه لين، وخولط قبل موته بقليل.
وعلاوة على ما في سليمان هذا من ضعف، فإن الإسناد إليه لا يصح، إذ أن فيه نصر بن حماد البجلي البصري (4) قال يعقوب بن شيبة: ليس بشيء. وقال البخاري: يتكلمون فيه. وقال مسلم: ذاهب الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أبو زرعة وصالح بن محمد الحافظ: لا يكتب حديثه. وقال أبو حاتم، وأبو الفتح الأزدى: متروك الحديث. وقال ابن حبان: كان يخطئ كثيرا ويهم في الإسناد، فلما كثر ذلك منه بطل الاحتجاج به. فالحديث إسناده ضعيف جدا، والله أعلم.
__________
(1) انظر في ترجمته: تقريب التهذيب (ت4591)
(2) انظر في ترجمته: التاريخ الكبير (6/ 119)، ميزان الاعتدال (4/ 382)، لسان الميزان (4/ 45)
(3) انظر: تقريب التهذيب (ت 2616).
(4) انظر في ترجمته: تهذيب الكمال (29/ 342)، ميزان الاعتدال (4/ 250)، تهذيب التهذيب (10/ 425).
المرجع: مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
( الشاملة)

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة