عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 24-03-2006, 11:51 PM   #23
معلومات العضو
ساجد

إحصائية العضو






ساجد غير متواجد حالياً

 

 
آخـر مواضيعي
 
0 ( && نصيحة من جني إلى أخ معالج && ) !!!

 

Exclamation الدليل على أن الجن لا يحرق بالقرآن

السلام عليكم ورحمة الله.. لقد توجه إلي الأخ "معالج متمرس" بالسؤال قائلا: "وتدع من يقول ذلك.. وتخبرنا أنت بأقوالك ما الذي تريد أن تقول؟ يحترق أو لا يحترق.
وفي كلا الحالتين نود أن نعرف منك أنت ولماذا...
..وجزاك الله كل خير أخي الكريم ( ساجد ) ...
نعم أخي "معالج متمرس" جوابا على طلبك أقول وبالله التوفيق:
إنه لم يقم أي دليل شرعي يثبت أن الجني يحترق حين سماعه القرآن يتلى. بل إن ما ثبت بين يدي من الأدلة الشرعية -على قلة علمي ومعرفتي- أن الجني لا يحترق القرآن أبدا، وأن القول والاعتقاد بأن القرآن أو آيات منه تحرق الجن يعتبر اعتقادا فاسدا بعيدا عن العقيدة الصحيحة، لا أساس له من الصحة، ولم يثبته قرآن ولا سنة صحيحة، ولا يقول به إلا الجهلة من الناس، المخرفون منهم. وإنما قام الدليل على أن الجن يمكنهم أن يستمعوا القرآن وأن يحضروا بعض المجالس التي تتلى فيها آيات الكتاب، ويتأثرون بها، لا تأثر حرق ولا تأثر طرد وإبعاد أو جذب وإحضار، كما قال بعض الجهلة من الناس، وإنما هو تأثر خشوع وإيمان وتصديق على نحو ما قد يحدث للبشر. وهذا ما بيّنه كتاب الله تعالى في كثير من الآيات وهو يصف أحوال الجن مع القرآن.. من ذلك ما ورد بسورة الجن، أو بسورة الأحقاف، أو بغيرهما مما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1- ففي سورة الجن، يقول عز وجل: (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا..) فهؤلاء النفر من الجن كان حضورهم في أول الأمر للتربص برسول الله صلى الله عليه وسلم والتجسس عليه، لينقلوا التقرير إلى زعيمهم إبليس.. بينما هو صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن يصلي به.. فما كان منهم إلا أن اتفقوا على الاستماع إلى ما يقرأ.
ولكن إلى ماذا انتهى الأمر، وبماذا خرجوا؟. وكيف كان تأثرهم بالقرآن، وكيف كان تأثيره عليهم إذن؟.
فبالرغم من أنهم كانوا شياطين من جند إبليس، من الذين يسترقون السمع من السماء، فقد صرحوا بطبيعة وبنوعية التأثير الذي أحدثه القرآن فيهم.. هل أحرقهم؟ هل أصابهم بسوء؟.هل..؟.
إن الله عز وجل يشهد أنهم حين سمعوه، كان له فيهم تأثير إيجابي هام جدا.. إنهم انبهروا به أيما انبهار، وما لبثوا أن عبروا عن إعجابهم البالغ به حيث وجدوه يهدي إلى الرشد. وحينذاك ما كان لهم إلا أن أعلنوا الإيمان به والتصديق بما جاء من أجله. وجهروا بالبراءة من عدو الله، زعيمهم الذي كان يقول على الله شططا. بل إنهم لم يكتفوا بذلك ولم يقفوا عنده، ولكنهم ولوا إلى قومهم منذرين دعاة إلى الإيمان بما جاء فيه من الحق، وأنه الهادي إلى صراط المستقيم.
إنهم حين سمعوا القرآن وأنصتوا له كان له فيهم أثر جميل، وكان لهم عليه رد جميل..
والأجدر بنا أن نقف مليا أمام تصريحهم هذا الذي زكاه الله تعالى في كتابه، فنأخذ بشهادته سبحانه ونصدق بها، ولا نتجاوزها إلى غيرها.. ذلك خير وأحسن تأويلا..
والحديث التالي يوضح أيما توضيح أهم الأسباب التي دفعت بأولئك النفر من الجن إلى التسمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رواه ابن عباس رضي الله عنهما، يقول: "...انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا: ما لكم؟. فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب. فقالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث، فاضربوا في مشارق الأرض ومغاربها، وانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء. فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدا إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له، فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء. فهنالك حين رجعوا إلى قومهم وقالوا: إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا. وإنما أوحي إليه قول الجن." البخاري (2/253 الفتح)، ومسلم (4/167 النووي).
2– أما في سورة الأحقاف فقد أنزل الله عز وجل فيها ما وضح به موقف تلك المجموعة من الجن الذين حضروا أحد مجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتلو القرآن. فكان لهم منه موقف جدير بالتدبر والاستيعاب. قال تعالىوإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن. فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولّوا إلى قومهم منذرين. قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق، وإلى طريق مستقيم. يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم. ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء. أولئك في ضلال مبين..الآيات/28-29-30).
فهل أثبت الله تعالى أن هذه الجماعة من الجن، حين استمعوا تلاوة القرآن، أثر عليهم بالحرق؟. وتأمل كيف كان تأثير القرآن على هؤلاء الجن حين تلي عليهم.
والجدير بالذكر أن الحالتين اللتين ذكرتهما هنا يثبتان أمرا هاما، وهو أن الجماعة الأولى من الجن في سورة الجن كانوا كفارا شياطين من جند إبليس وأوليائه، والجماعة الثانية كانوا مؤمنين من أتباع موسى صلى الله عليه وسلم، بدليل قولهم "إنا سمعنا كتابا أنزل بعد موسى".
.. فهذه بعض الأدلة من القرآن ومثلها كثير في السنة النبوية الصحيحة، وأنا على استعداد لمناقشتها مع من لم يكفه هذا ويريد المزيد من الأدلة والتوضيح.. والله تعالى ولي التوفيق والسداد. وله وحده المنة والفضل..
وما أحب أن أؤكد عليه هو أن القضية هي قضية غيبية عقيدية صرفة، ليس لأحد أن يتكلم فيها دون دليل أو بينة من كتاب الله أو ما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم، وإلا فإنه لن يكون إلا متقولا على الله وعلى رسوله من غير علم ولا هدى ولا كتاب منير..

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة