[فاديا]

نحن ننادي ليث ب ( توتو) ، وعبد السميع ( عبود) وخالد ( دودي)
نختار اسماءا نفرضها على حامليها بقيود الأحوال المدنية
ثم نناقض أنفسنا ونمارس نرجسيتنا باختيار (نيك نيمز ) أخرى

تقريبا ، هذا أول حادث (انفصام ) حدث لي
عندما شرّفت العالم بقدومي لم يكن هذا حدثا فريدا فقد كانت أمي طاعنة في ( الامومة ) بعد سبع حوادث انجاب
وما كنت أول تجربة علمية لأطفال الأنابيب، فقدت جئت تلقائيا دون مجهودات عظيمة

حملت اسمي بعد مفاوضات ونزاعات لا مبرر لها و لا علاقة لي بها
لا علاقة لي بالخصومات العربية على أية حال ،فقد كنت أتنفس أنفاسي الأولى حينما كانوا يختنقون في نزاعاتهم ، وكنت أحبو خطواتي الأولى عندما كانوا يتعثرون في مفاوضاتهم

كان أول ما التقطته أذني ، الاسماء المتعددة التي كانوا ينادونني بها
وكأن هناك ملايين المرايا التي تعكس صورتي
استوعبت جينيا أن كل هذه الصور تعني ( أنا )
وكنت (اوتوماتيكيا ) استجيب لكل هذه الأسماء وأقول ( نعم)
دون أن تربطني علاقة عاطفية بكل هذه الأسماء

لم اعرف ابدا ما المشكلة في اسمي وما صعوبة شعوب عربية في نطق حرف الدال بين حرفي (علة )
كبرت واعتدت أن أتلقى أسماء وصفات لم أكن أحبها جميعا ، ولكنني سقطت ( كروموسوميا ) في شرك الأسماء ،فكنت استجيب لها ، أحزن وأغضب ، أو أفرح وأبتهج


اخترت لابنتي اسما جميلا مزخرفا على هيئة العصور الوسطى
كنت حريصة على اقتنائها ( باسوورد ) تحميها من محاولات خبراء القرن الحالي الاستنساخ عنها
ولكني لم أنادها به حتى الآن

غريب أمري ، أحمل جبالا من الهموم والأحزان
وأعجز عن نطق مجرد اسم !