هلا فيك ضياء
اليك ملاحظاتي :
1. من وجهة نظري تعود أسباب الخلط الحاصل بالاضافة الى ما ذكر الجميع الى :
- تأخر الطب النفسي كعلم من العلوم في بلادنا العربية
لا زلنا هنا ندرس اساسيات علم النفس رغم ان التطورات على الاصعدة التكنولوجية والسياسية واختلاف نواة الحياة الاجتماعية أضافت الكثير من المتاعب النفسية المعقدة التي لم يعد من السهل تفنيدها حسب اساسيات علم النفس والنظريات القديمة المرافقة
- لا زال في مجتمعاتنا كم كبير من الجهل
عندما كان يصاب أحدهم أيام القرون الوسطى بلوثة في العقل او ازمة نفسية كانت تعزّى الى انتقام الأرواح الشريرة والزوابع الأربعة
ويقام عليه حد الاعدام كونه أصبح ملوثا بالأرواح الشريرة
لا زلنا بشكل وبآخر نتمتع بكم لا بأس به من الجهل
3. تشويه علم الرقية بسبب كثرة الدجالين ، عدا عن المنكرين اساسا لمسألة العالم الآخر وتأثيره على الانسان واغلبهم من صفوة المتعلمين ذوي المراكز العلمية العالية
4. هناك من هم مغرمون بتعليق مشاكلهم على الأمراض الروحية ، وهناك ايضا من يخشون ويخافون هذه الفكرة ويلجأون بكافة السبل الى دحضها او دحض اصابتهم او غيرهم بها وهذا مستمد من خوف الانسان من المجهول حيث لا يعرف من اين يهاجمه واين يحاصره والى اي مدى قد ينتشر فيه ، وكل هذا يؤدي اولا واخيرا الى ازمات نفسية
فالذي يهرب من الواقع ويعلق مشاكله على المجهول هو مضطرب نفسيا لا محالة
والذي يهرب من مواجهة الحقيقة ويخشى لدرجة الهلع من المجهول هو بنفس الحالة النفسية
5. لذلك كانت دوما النصيحة ان يتأكد الانسان من عدم وجود تأثيرات نفسية مصاحبة قبل ان يأخذه التفكير الى اصابة روحية
6. لا زالت الرقية الشرعية جانب علاجي مهم لكل شيء واعجب من فصلها عن الطب النفسي او اي انواع العلاج
فلا بد ان تكون مرافقة لحياة الانسان في مرضه وصحته، وهي مسألة تختلف مادتها عن علوم العلاج الأخرى وليس منطقا وضعها في صراع مع غيرها
7. من الضروري الاشاره الى ان هذا الخلط الحاصل له انعكاسات على الجانب الآخر ( ايجابية )
مثل ان يقتنع المريض ان الرقية الشرعية هي اساسا لعلاجه ، او يقتنع ان متابعة الطبيب النفسي سيوفر له سبل العلاج
هذه القناعة النفسية كافية لرفع معنويات المريض ورفع درجة مناعته وكبح سيطرة الامراض عليه
وهو نوع من انواع العلاج بالايحاء ، فالانسان يوحي لنفسه انه بصحة جيدة وان قام بكل ما هو ضروري ولازم لضمان سلامته وهذا ليس سيئا