عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 16-01-2010, 12:43 PM   #5
معلومات العضو
لقاء
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

ابني ينام كثيراً عن الصلاة!

السؤال

ولدي نومه ثقيل، وينام عن أربع صلوات أو ثلاث صلوات متتابعة، ولا أستطيع إيقاظه بسهولة، فما الحل؟ علمًا أنني قد نصحته من قبل ولكن دون جدوى.. أرشدوني ماذا أفعل؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أوصيك بعدم ترك ابنك على حاله، ولا تيأس، وتذكر أنه منك وبعضك، ويجب عليك أن تتعهد بالعناية والرعاية ما دمت حيا، ومادام لم يبلغ الحلم، وحتى وإن بلغه لا ينتهي دورك، ولكن تبدأ المرحلة الأصعب فإنكما تكبران معا، وكل منكما بحاجة إلى الآخر..، فاعتن به الآن ولا تقصر حتى تجده في الكبر، وتذكر أنك إن عققته الآن وأهملته فإنه سيعقك في الكبر.. وضع الوصية التي وصاكم بها المولى عز وجل -أيها الآباء حينما منحكم هدية هي الأغلى وهي الأبناء، وذلك لا يخفى عليك، خاصة إذا نظرت إلى من حرموا تلك النعمة- أمام عينيك وفي قلبك، وسؤالك ينبئ عن أب حنون، وعقلية ناضجة واعية تتحمل المسؤولية، وتؤدي الأمانة حق أدائها وأسلوب التربية الدينية من الآباء إلى الأبناء وتكوين ونشأة الوازع الإيماني في القلوب والأرواح إنما يتلخص في اتجاهين...

الأول: أسلوب التربية بالترغيب.

• رغِّب ابنك في الصلاة من خلال عدة طرق.

• منها: أن تكافئه على كل يوم أدى فيه الصلوات الخمس كاملة.
• زد من قيمة المكافأة إن أداها في المسجد.
• حاول أن تخلق بداخله الوازع الإيماني من خلال زرع الحب لله في قلبه، وبيِّن له كيف أنه خلق لعبادة الله.
• وضح له أن الغاية التي خلقنا الله من أجلها، هي العبادة وتعمير الأرض (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) كما قال المولى في محكم التنزيل.
اشرح له كيف سيمن الله عليه بالنجاح والتوفيق والرضا التام إذا التزم بهذه العبادة. وسينشر المولى بفضل التزامه بها حب العباد له في الأرض.

اصحبه معك حين ذهابك إلى المسجد لأداء الصلوات. وأشر إليه بالأطفال الموجودين معه يؤدون نفس الشعائر الإسلامية.

• حاول أن يتخذ من هؤلاء الأطفال أصدقاء له.

ألحقه بنادٍ رياضي، واجعله يمارس لعبة تقوي أداءه البدني، فكل ما ينقص ابنك -عزيزي الوالد- هو الطاقة الجسمانية، ويمكن تنميتها والتغلب على الكسل من خلال الأنشطة الرياضية المختلفة، وتقدمه وتحقيقه الإنجازات في أحدها يكون دافعا للالتزام بأداء الصلوات.

• اخلق الحافز بداخله، وكيف أنه في احتياج إلى الله في كل نفس، وأن أهم الوسائل التي يتقرب بها إليه هي الصلاة، وذكره كيف أن الله جعل أداءها ميسرا، فالأمر كله وضوء ومكان طاهر وهيئات الصلاة يؤديها.
ابدأ معه في الصلاة في المنزل جماعة، وأشعره بمدى عظمة وأهمية هذه الشعيرة.

أعلمه إن لم يكن يعلم أن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر.

أحضر إليه الأشرطة السمعية، التي تشرح له كيفية أدائها، واسمعوها جماعة في المنزل، وائت له بمثلها ملكا له، فإنه إن شعر أنه يمتلكها ودأب على الاستماع إليها، فصدقني إنه أول من سيهب لتنفيذ ما استمع إليه.

أحضر له الوسائل الإيضاحية التي تبين شكل حركات الصلاة، وخاصة المرسومة والمصلي فيها طفل مثله، وكيف أن شكله جميل وهو بهذه الهيئة، يرضى الله عنه، وهذه الوسائل موجودة بالمكتبات الدينية وأقسام الأطفال.

• ثانياً: أسلوب التربية بالترهيب، من خلال:توضيح عقاب تارك الصلاة في الدنيا والآخرة.

• من خلال الأشرطة والوسائل التوضيحية كذلك.
• اهجره يوما كاملا ولا تتحدث إليه إلا إذا أعطيته مدة للالتزام ولم يلتزم.... نفذ تهديدك له بهجره...
• لا تبدأ بالتعنيف ولا التخويف ولا شرح العقاب، ولكن ابدأ كلامك كله بالحديث عن جمال وحلاوة هذه والعبادة والمتعة الروحية والصحة البدنية التي يحصل عليها من يلتزم بأدائها.
• احرمه من المصروف يوما، وكرر العقاب مع تكرار الخطأ.
• إذا كان في سن التعليم فعلمه، وإن كان في سن المصاحبة فصاحبه، وإن كان في عمر الضرب فاضربه، كما أشار إلى ذلك الهدي النبوي الشريف.
• بالنسبة إلى الضرب فيكون بالسواك، ولا تكن عنيفا، وتذكر كيف كان يؤدب النبي صلى الله عليه وسلم، واتبع الهدي النبوي في ذلك،.

ثالثا: أسلوب التربية بالحب.

• ويشمل كل ما ذكرت، حتى في حال العقاب، اجعله يظهر منك بكل حب ومودة خالصة إليه.

• وتذكر إن كان هناك تقصير وعدم التزام من ابنك بأداء هذه الفريضة فإنه نتيجة لتقصيرك أنت أيضا، ولكن الأوان لم يفت ومن الممكن تدارك الأمر. إن ما أقصده هو أن تكون هينا مع ابنك، ومن يستحق اللوم والعقاب بداية هو أنت... فإنه إن كان ملتزما فمنك، والعكس بالعكس.. لكنى أحيى فيك شجاعتك في طرح السؤال الذي يهم كل الآباء والأمهات كذلك، لأن الالتزام بأمر الفرائض مشكلة أغلب البيوت.

• لذا راجع طريقتك في عرض الأمر على ابنك، وصلّ ركعتين بنية قضاء الحاجة، وأن يفتح الله عليك وعلى ابنك، وأن يفتح بينكما بالحق والله خير الفاتحين.
وأختم مشاركتي لك بتذكيرك أن تربية ابنك على الحب يعني أن الحب كلمة، والحب مصاحبة، والحب مشاركة، والحب فعل، والحب اعتناء ورعاية، والحب وضع أبنائنا فلذات أكبادنا في قلوبنا وأرواحنا قبل أن نضعهم ونحفظهم في أعيننا.

• وأخيرا اعلم أنه كما تدين تدان، وأن ما من ميت يموت ولا ينفعه إلا عمله، أو صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له، فالخير الذي تزرعه في قلب ابنك تعود ثماره عليك في الدنيا والآخرة مشاركة لابنك.

• لا أجد في الختام خيرا من كلام خير الأنام "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته..." إلى آخر الحديث...

أترككم في رعاية الله وعنايته، وفي انتظار البشرى، وفقكم الله وهداكم، ونور بصائركم وأجسادكم، والسلام...
المجيب الدكتورة:هبة صابر الزعبلاوي

معيدة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بجمهورية مصر



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة